مندوب العراق لدى الجامعة العربية يتقاعد اختياريا بعد رفضه العمل مع سلطات الاحتلال الأميركية

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن الدكتور محسن خليل مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية والقائم بالأعمال العراقي في القاهرة قرر قطع علاقته نهائيا بمقر البعثة الدبلوماسية العراقية في القاهرة وانه قرر الإقامة كمواطن عراقي عادي بموافقة السلطات المصرية بعدما تلقى من اللجنة المشكلة من قدامى موظفي وزارة الخارجية العراقية لتسيير شؤونها إخطارا باعتباره مقطوع الصلة بالسفارة العراقية في القاهرة ومندوبية العراق الدائمة لدى الجامعة العربية بسبب عدم امتثاله للمهلة التي حددتها اللجنة للعودة إلى العاصمة العراقية بغداد قبل السادس من الشهر الجاري.

وجاء هذا القرار المفاجئ ليقطع الطريق على عودة الدكتور محسن خليل الذي طلب رسميا منحه مهلة بضعة أيام لترتيب شؤونه وإجراء بعض الفحوصات الطبية العاجلة قبل عودته إلى العراق، لكن اللجنة المكلفة بادارة شؤون وزارة الخارجية العراقية رفضت منحه هذه المهلة واعتبرته متمردا على قرار العودة وقررت إنهاء تكليفه الرسمي بتمثيل العراق لدى القاهرة والجامعة العربية.

ونفت مصادر دبلوماسية عراقية ما أشيع أمس عن تمارض سياسي بشكل متعمد للمندوب العراقي للتنصل من قرار الاستدعاء الذي وجهته إليه الشهر الماضي اللجنة الخاصة المكلفة بتسيير شؤون وزارة الخارجية العراقية مؤقتا.

وقالت المصادر ان الدكتور خليل أجرى بعض الفحوصات الطبية العاجلة في أحد المستشفيات المصرية قبل أن يخرج منه أمس، مشيرة إلى أن حالته الصحية مطمئنة بشكل عام وفقا للتحليلات التي أوصى بها أطباؤه المعالجون.

ورفضت المصادر الربط بين إجراء هذه الفحوصات وبين عدم عودة المندوب العراقي إلى بغداد كما كان متوقعا، مؤكدة في المقابل أنه مستمر في عمله بشكل اعتيادي في القاهرة.

لكن «الشرق الأوسط» تلقت معلومات خاصة مفادها أن الدكتور خليل سيتخلى عن مقر إقامته الذي يقع داخل مقر البعثة الدبلوماسية العراقية في حي الزمالك، وأنه سيعهد بتسيير شؤون السفارة العراقية إلى أحد الدبلوماسيين المقربين منه.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الدكتور خليل ينوي الحصول على حق اللجوء السياسي في القاهرة أم لا، علما بأنه نفى في السابق سعيه للحصول على حق الإقامة الآمنة في اليمن.

ويقول مقربون منه لـ«الشرق الأوسط» انه قرر اعتزال العمل الدبلوماسي والسياسي مؤقتا والإقامة في العاصمة المصرية كمواطن عراقي عادي بعيدا عن القيود الرسمية.

وكانت المهلة التي حددتها اللجنة الخاصة والمشكلة من قدامى موظفي وزارة الخارجية العراقية لعودة نحو أربعين من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية للعراق في الخارج، قد انتهت يوم السبت الماضي بعودة خمسة عشر سفيرا فقط من بين نحو أربعين سفيرا تم توجيه مذكرة عاجلة لاستدعائهم إلى بغداد الشهر الماضي. وتقول مصادر دبلوماسية عراقية إن السفراء العائدين كانوا يمثلون العراق في المكسيك والجزائر والسودان وجيبوتي وفنزويلا وباكستان والإمارات وبريطانيا وسويسرا ونيجيريا وألمانيا وسري لانكا والبرتغال، علما بأن معلومات واردة من بغداد أفادت أن سفيري العراق بالجزائر ونيجيريا قد تعرضا لعمليتي سلب قام بهما أشخاص مجهولو الهوية من دون خلفية سياسية واضحة. ويعتبر الدكتور محسن خليل مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية والقائم بالأعمال العراقي في القاهرة من أبرز السفراء العراقيين الذين لم يستجيبوا لطلب الاستدعاء من دون أسباب معلنة.

ولم يغادر الدكتور خليل مقر إقامته وعمله فى العاصمة المصرية كما كان متوقعا، علما بأنه فرض على نفسه عزلة إعلامية اختيارية بعد انهيار النظام العراقي المخلوع وسقوط بغداد في قبضة قوات الاحتلال الأميركية والبريطانية في التاسع من شهر أبريل (نيسان) الماضي.