فشل احتجاجات إسلامية في بريطانيا لوقف عرض فيلم «الشبح»

TT

فشلت الاحتجاجات الاسلامية في بريطانيا في تأخير عرض الفيلم الدرامي «الشبح» الذي يتعرض لتجنيد الاصوليين الانتحاريين في احد مساجد مدينة برمنغهام على قناة «بي بي سي 1» امس.

وقال عمر بكري زعيم جماعة «المهاجرون» الاصولية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» قبل عرض الفيلم امس، ان رسالة الفيلم وصلت في صورة عبارات مسيئة للاسلام والمسلمين على جدران مسجد برمنغهام كتبها احد المتطرفين البيض عقب عرض الفيلم على شاشة البي بي سي 3 الرقمية الاسبوع الماضي».

وتعرض الفيلم الى رواية عميل تابع للاستخبارات البريطانية «ام اي 5» لرؤسائه حول تجنيد صبيان في احد مساجد مدينة برمنغهام على تنفيذ عمليات انتحارية. وتطرق الفيلم الى الشيخ الاصولي الذي يقوم بتجنيد عدد من المسلمين البريطانيين قبل ارسالهم الى اليمن وافغانستان والشيشان لتنفيذ عدد من العمليات الانتحارية. وقالت لجنة العلاقات الاسلامية في رسالة الى الـ«بي بي سي» ان الفيلم يقدم صورة مغلوطة عن الاسلام والمسلمين في بريطانيا.

وقالت صوفيا ديساي المتحدثة باسم لجنة العلاقات الاسلامية «ان هناك مخاوف بسبب الفيلم من الاعتداء على المحجبات والمنقبات في بريطانيا».

وفي الفيلم خلط بين الحقيقة والخيال، عندما تطرق الى جاسوس جزائري يعرض خدماته على الامن البريطاني لاختراق حلقات الاصوليين المتطرفين، مثل ابو قتادة الزعيم الروحي لـ«القاعدة» وابو حمزة الذي جرد من جنسيته البريطانية، وهناك قصة حقيقية للصحافي الجزائري رضا حساين الذي نشرت «الشرق الأوسط» قصته كاملة في يناير (كانون الثاني) الماضي، والتي ركز فيها على تعاونه مع الامن البريطاني لاختراق مسجد فنسبري بارك الذي كان يلقي فيه ابو حمزة المصري خطبه قبل مداهمته من قبل شرطة اسكوتلنديارد.

وصور الفيلم المسلمين المعتدلين في بريطانيا بانهم من حليقي الذقون الذين يعملون في اجهزة الدولة المختلفة، بينما جاءت صور المتطرفين في هيئة الملتحين الذين يرتدون الجلابيب القصيرة والسراويل الافغانية.

وفيلم «سبوكس» او «الشبح» اشبه بـ«خيال» نسجه مُعدّو «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، لتصوير اجيال الاصوليين التي خرجت من بريطانيا في العشر سنوات الاخيرة للقتال في افغانستان والبوسنة والشيشان، وتفجير انفسهم في اسرائيل، وكان اخرهم عاصف حنيف، 21 عاما، وعمر خان شريف، 27 عاما، الشهر الماضي. وحاول المواطن البريطاني ريتشارد ريد تفجير قنبلة كانت مخبأة في حذائه على متن طائرة اميركان ايرلاينز في عام .2001 وفي العام الماضي صدر حكم باعدام احمد عمر سعيد شيخ الذي تلقى تعليمه في لندن بتهمة اختطاف وقتل الصحافي الاميركي دانييل بيرل.

وكثفت مشاركة مواطنين بريطانيين في هجمات المخاوف من ان البلاد اصبحت ساحة لتجنيد اصوليين متطرفين. وسافر العديد من البريطانيين الى افغانستان للقتال الى جانب طالبان قبل عامين. ولا يزال هناك سبعة اسلاميين على الاقل محتجزين في معسكر «دلتا» بقاعدة غوانتانامو الاميركية (كوبا)، بالاضافة الى مشاركة المسلمين البريطانيين في الجهاد في كشمير وافغانستان والشيشان. وتشجع حركة «المهاجرون» المسلمين على السفر للخارج من اجل الجهاد. ومن جهته قال بكري زعيم جماعة «المهاجرون» الاصولية ان الفيلم سيسيء الى هؤلاء الذين انطبعوا بالثقافة الغربية، «لان الفيلم يظهر ان المعتدلين هم الذين يمثلون الاسلام الحقيقي، والدليل على ذلك تعاونهم مع اجهزة المخابرات الغربية، لمراقبة انشطة المتطرفين في المساجد».

واضاف: «انه ليس من العدل التعميم، عندما اشار الفيلم الى ان المسلم المعتدل هو غير الملتحي، ولايرتدي القميص والسروال الافغاني، اما المسلمة المعتدلة حسب مزاعم الفيلم فهي غير المنقبة وغير المحجبة».

واعتقلت شرطة مكافحة الارهاب التابعة لاسكوتلنديارد نحو 300 اصولي متشدد مشتبه فيه ووجهت اتهامات لها صلة بالارهاب لنحو اربعين منذ هجمات سبتمبر .2001 وبرنامج «سبوكس» نال شهرة واسعة خلال عرض حلقاته الأولى العام الماضي، وتناول في السابق عمليات الإرهاب التي ينفّذها ايرلنديون وأوروبيون شرقيون وعمليات تصفية الحسابات بين العصابات. لكنه لم يتناول «الإرهاب» الذي تنفّذه جماعات اصولية متطرفة تُبرر عملها باسم الدين الإسلامي، مثل تنظيم «القاعدة».