أبو مازن يجدد تعهده بإنهاء عسكرة الانتفاضة ويؤكد استعداده لمواصلة الحوار مع الفصائل الفلسطينية

«حماس» ترى مستجدات وتترك الباب مفتوحا للحوار و«الجهاد» تثمن موقفه رغم انتقاداتها له

TT

دافع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) عما تضمنه خطابه في مؤتمر قمة «العقبة». ففي مؤتمر صحافي عقده في رام الله صباح امس، شدد عباس على ان المواقف التي عرضها في القمة جاءت بعد التنسيق مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وانها تمثل التزاما من قبل حكومته وتعكس موقف القيادة السياسية للشعب الفلسطيني. واعتبر ان المواقف التي تضمنتها كلمته في القمة انما تمثل تنفيذ الالتزامات الفلسطينية في المرحلة الاولى من خطة «خريطة الطريق». ووصف عباس الانتقادات واسعة النطاق التي وجهت لمضمون خطابه في القمة بانها «اصطياد في الماء العكر».

واكد عباس ان الحوار الوطني الفلسطيني هو قضية هامة وحيوية وليست مجرد حوار، معتبرا الحوار الضمانة الوحيدة للتوصل للوفاق السياسي بين الجميع في الساحة الفلسطينية. واضاف انه يتوجب على الا يكون الحوار مادة للمساومة. واكد انه سيواصل الحوار مع الفصائل الفلسطينية من اجل التوصل لاتفاق. لكن رئيس الوزراء الفلسطيني شدد على انه لن يذهب كثيرا في اقناع الفصائل باستئناف الحوار معه، قائلا انه لن يجبر احداً على العودة للحوار. وعاد عباس ليؤكد على موقفه الرافض لعسكرة الانتفاضة، معبرا عن عزمه على إنهاء عسكرة الانتفاضة. واضاف انه يتوجب العمل «بجد واجتهاد لوقف حمام الدم». وانتقد عباس العمليات التي قامت بها حركات المقاومة الفلسطينية مؤخرا، داعيا الى وقفها. واشار الى وجوب ان يسلك الشعب الفلسطيني طريق المفاوضات والتعاطي السياسي من اجل تحقيق اهدافه.

واعلن عباس انه سيعرض نص البيان الذي ادلى به في قمة العقبة على المجلس التشريعي، واعتبر عباس ان ما يقوم به يندرج ضمن جهوده من اجل إقامة الدولة الفلسطينية. وحول ممارسات قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، قال ابو مازن انها اذا استمرت ستصعب عملية السلام. وفي رد على بيان ابو مازن، اكدت حركة حماس ان كلمة ابو مازن احتوت على مستجدات جديدة، تتطلب دارسة وتقييما. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، قال اسماعيل هنية، احد قادة الحركة في قطاع غزة ان الحركة ستدرس قضية استئناف الحوار مع حكومة ابو مازن، مشيرا الى ان قرار الحركة السابق وهو قطع الحوار جاء على خلفية مستجدات تمثلت في خطابه في قمة العقبة، وان ما جاء في المؤتمر الصحافي امس يمثل مستجدات جديدة تتطلب من الحركة الدراسة والتقييم، مؤكدا ان الحركة في الداخل والخارج تدرس استنئناف الحوار مع الحكومة. وشدد هنية على رفض الحركة لموقف ابو مازن الرافض لعسكرة الانتفاضة، مشددا على ان الحركة تشدد على تمسكها بخيار المقاومة والجهاد والانتفاضة كخيار وحيد لتحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. واضاف هنية ان أي حوار وطني يجب ان يرتكز على جملة الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني. من ناحيتها انتقدت حركة «الجهاد الاسلامي» ما جاء على لسان ابو مازن. واعتبرالدكتور محمد الهندي، احد ابرز قادة الحركة في قطاع غزة في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان ما صرح به ابو مازن في المؤتمر الصحافي افتقد للتاكيد على الثوابت الفلسطينية، وعلى رأسها التاكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين والتشديد على ان القدس ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية. واضاف الهندي «كنا نتوقع من ابومازن موقفا اكثر قوة ووضوحا فيما يتعلق بحق العودة للاجئين، سيما بعدما اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارن على رفضه لحق العودة لاي لاجئ». وانتقد الهندي موقف ابو مازن الرافض لعسكرة الانتفاضة، قائلا ان المقاومة الفلسطينية جاءت ردا على وجود الاحتلال الذي كان على ابو مازن ان يحمله المسؤولية عن الاوضاع القائمة. وثمن الهندي موقف ابو مازن الداعي لمواصلة الحوار.