الأسد ناقش أوضاع المنطقة مع وزير خارجية إيطاليا ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الفرنسي

TT

بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فرانتيني ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية فرنسوا لونكل كل على حدة أمس تطورات الوضع في المنطقة وعملية السلام فيها.

وذكر البيان الرئاسي السوري أن المحادثات بين الرئيس الأسد والوفد البرلماني الفرنسي تناولت الوضع في العراق والعملية السلمية في المنطقة وعملية التطوير الجارية في سورية، وتم في أثنائها التأكيد على أهمية العلاقات السورية الفرنسية في جميع المجالات.

وأشار البيان السوري إلى أن المباحثات بين الرئيس الأسد ووزير الخارجية الإيطالي تناولت العلاقات السورية ـ الإيطالية ودور إيطاليا في عملية السلام في المنطقة، وكيفية التنسيق بينهما خلال الفترة التي ستتولى فيها إيطاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي في الشهر القادم، حيث أعرب الجانب الإيطالي عن استعداد بلاده للعمل والتنسيق في إطار تصور مشترك لإحلال سلام شامل في المنطقة.

وعقب اجتماعه مع الرئيس السوري قال وزير الخارجية الإيطالي للصحافيين إنه لمس من الجانب السوري علاقات ممتازة ومشاعر من الصداقة العميقة بين سورية وإيطاليا وقال: «لقد تكلمنا بشكل خاص عن آفاق مسيرة السلام حيث نقلت إلى الرئيس الأسد الفكرة الإيطالية التي تنص على ضرورة أن يكون هناك سلامٌ موسع يشمل جميع دول المنطقة، ونحن نعتقد بأنه من الضروري أن يكون هناك سلام عادل وشامل يمكن له أن يحقق الاستقرار والنمو الاقتصادي في هذه المنطقة من العالم، ومن أجل تحقيق ذلك فإن من الضروري أن تكون هناك مشاركة من طرف كل من سورية ولبنان في هذا الموضوع».

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كان لدى إيطاليا تصور محدد عن كيفية العودة بفاعلية إلى المسار السوري قال الوزير الإيطالي: «لقد أتيت إلى هنا لأنه بتصوري أن البحث عن آلية من أجل القيام بعمل ما بالنسبة لهذه المنطقة يستدعي أن يكون هناك بحث مشترك أو دراسة مشتركة تقوم بين إيطاليا وكل من سورية ولبنان في هذا المجال، وطبعاً لم يتم بعد التوصل إلى المسار السوري واللبناني ، لكن من المفترض أن تكون هناك دراسة جدية وهامة بين السوريين واللبنانيين وأوروبا والولايات المتحدة الاميركية من أجل الإعداد لهذا المسار».

وأشار الوزير الإيطالي إلى «أن هناك حالياً «خريطة طريق» قيد المفاوضات والمباحثات، وفي الوقت نفسه هناك إمكانية لأن يكون هناك تحرك آخر باتجاه سورية ولبنان على أساس آلية تنفيذية لما يمكن أن يصدر عن هذا التحرك، ويمكن أن تكون هذه الآلية ضمن نطاق الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع إيطاليا التي ستتسلم رئاسة الاتحاد الأوروبي في الأول من يوليو (تموز) القادم وبالتعاون أيضاً مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، وطبعاً سوف نتكلم في ذلك مع الولايات المتحدة في ضوء العلاقات التي تربط بين إيطاليا ودول المنطقة من جهة، والعلاقات بين إيطاليا والولايات المتحدة من جهة أخرى».

وأضاف فرانتيني «لقد عبرت للرئيس الأسد باسم الحكومة الإيطالية ومن منظور تسلم إيطالية رئاسة «الاتحاد الأوروبي»، عن عزم إيطاليا على مساعدة سورية وآمل أن لا يكون هناك ما يعيق عملية التقدم نحو آلية التنفيذ، ونقلت الرغبة بأن يقوم قادة وزعماء دول المنطقة بعملية تهدئة فيها وبأن يكون هناك نوع من الاعتدال والصدق».

وعن كيفية إيجاد «خريطة الطريق» خاصة بسورية، قال فرانتيني «لا توجد الآن «خريطة الطريق» بالنسبة لسورية ولبنان، لقد قلت إن هناك رأياً إيجابياً وافقت عليه الدول الصناعية الثماني في قمة إيفيان حول ضرورة توسيع مسارات مسيرة السلام وأن يكون هناك بالضرورة خريطة طريق بالنسبة لسورية ولبنان، وستكون آلية إعداد هذه الخريطة موضع دراسة وبحث بين الدول الأوروبية وبين سورية ولبنان». وعن فاعلية الدور الأوروبي في عملية السلام قال وزير الخارجية الإيطالي: «أعتقد أن أوروبا يجب أن تكون أكثر التزاماً وأكثر حضوراً، انطلاقاً من مقررات اللجنة الرباعية، ونحن نعتبر أنفسنا أولاً وقبل كل شيء أوروبيين، ولا تنسوا أن إيطاليا هي إحدى الدول الست التي أسست المجموعة الأوروبية عام 1957 وهي تشعر أنها أوروبية أكثر ومع ذلك هناك نقطة نشير إليها حول العلاقات المتميزة التي تقوم بين إيطاليا والولايات المتحدة، وأعتقد أن الدور الذي سوف تقوم به إيطالية هو دور هام جداً من أجل تعميق المعرفة بالمسائل والقضايا المتعلقة بهذه المنطقة، ومن خلال اللجنة الرباعية».

ورداً على سؤال حول أسباب عدم زيارة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني لسورية وهل جاء نتيجة ضغط اميركي، قال فرانتيني «إن الولايات المتحدة كونها صديقة لإيطاليا وتحترم خصوصية إيطاليا، لم تمارس أي ضغط بشأن زيارة سورية أو لبنان وقد سبق لبرلسكوني أن التقى الرئيس الأسد منذ فترة قريبة وقد ارتأيت أن أجيء إلى سورية من أجل التحدث وتبادل الآراء وإن الرؤية التي يريدها برلسكوني هي أن يحصل على آراء وأفكار كاملة بالنسبة لجميع دول المنطقة من أجل تكوين فكرة شاملة عما يجب القيام به فيما بعد».