طوكيو: اقتراح سري لانكي بهدف تحريك مفاوضات السلام مع «النمور» التاميل

TT

طوكيو (اليابان) ـ وكالات الانباء: اقترح رئيس وزراء سري لانكا رانيل ويكراماسينغي أمس في العاصمة اليابانية طوكيو على الثوار الانفصاليين التاميل انشاء هيكلية مؤقتة من اجل اعادة إعمار مناطق شمال شرقي البلاد وشمالها، يلعبون فيها دوراً بارزاً، من شأنها خدمة مفاوضات السلام المجمدة منذ ابريل (نيسان) الماضي.

ويكراماسينغي رأى انه «من المهم وضع «خريطة طريق» والتخطيط للمراحل الموصلة الى الهدف المنشود، وفي هذا الاطار سنكون في حاجة الى وضع هيكلية ادارية مؤقتة ومجددة». وجاءت دعوة الزعيم السري لانكي خلال افتتاح مؤتمر للدول المانحة لسري لانكا يستغرق يومين تستضيفه طوكيو بدعوة من اليابان، بعيد تعهد الحكومة اليابانية بتقديم مساعدة بقيمة مليار دولار الى سري لانكا.

الجدير بالاشارة ان «جبهة نمور تحرير تاميل ايلام»، التنظيم التاميلي الانفصالي الرئيسي المتمرد، تقاطع المؤتمر وتشكو من انعدام فاعلية اللجنة الفرعية التي انشأها ممثلو الجانبين خلال مفاوضات السلام، وتطالب بدلاً من ذلك بآلية ادارية تعطيها استقلالية مالية وسياسية اوسع مقابل العودة الى طاولة المفاوضات. وبينما تعهدت السلطات اليابانية في جلسة افتتاح مؤتمر الدول المانحة بتقديم مبلغ المليار دولار فإنها أعربت عن اسفها عن تغيب المتمردين التاميل. واوضحت وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاواغوتشي ان المساعدة ستمتد على السنوات الثلاث المقبلة وستترافق مع مراقبة التقدم في مفاوضات السلام. وفي المقابل قالت حكومة سري لانكا انها تنوي طلب مبلغ ثلاثة مليارات دولار لتمويل عملية السلام. ويذكر ان من الاطراف المشاركة في المؤتمر الى جانب اليابان، الولايات المتحدة و«الاتحاد الاوروبي».

على صعيد آخر، ومع حث رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي اطراف النزاع السري لانكي على العودة الفورية الى طاولة التفاوض، قال مسؤول قريب من «النمور» في العاصمة البريطانية لندن «اننا نحتاج الى النظر في الكلمات وفي ما قيل (خلال مؤتمر طوكيو)». وكان «النمور» قد ذكروا انهم سيفكرون في استئناف المفاوضات اذا وافقت الحكومة السري لانكية على تأسيس سلطة مؤقتة سبق لها ان رفضتها باعتبارها غير دستورية. كذلك يرى المراقبون ان تفاؤل رئيس الوزراء السري لانكي يتناقض مع تصريحات ريتشارد ارميتاج مساعد وزير الخارجية الاميركي، الذي انضم الى الوفود المجتمعة في حث التاميل على العودة الى التفاوض، مشككاً بقدرتهم على التخلي عن العنف. وقد قال ارميتاج مشيرا الى استخدام التاميل الهجمات الانتحارية «..ان الجماعة التي فتحت الباب امام تحويل ابنائها وبناتها الى قنابل بشرية عليها ان تعمل الكثير لبناء الثقة وإقناع العالم بأنها قادرة على لعب دور مشروع في الحياة السياسية في سري لانكا». ومعروف ان واشنطن وضعت «النمور» منذ مدة في قائمة «الجماعات الارهابية» وفق تعريفها. واضاف ارميتاج انه «لا نقاش حول التفكير في رفع «الجبهة» من القائمة ما لم تستأنف مفاوضات السلام».