كتاب هيلاري كلينتون مع زوجها الرئيس السابق يضع الأساس لخوضها انتخابات الرئاسة عام 2008

TT

لا تتوانى هيلاري رودهام كلينتون في الدفاع العنيد عن زوجها بيل كلينتون حتى وهي تصف وصفا حيا ودقيقا «خيانته المجلجلة» لزواجهما، في كتابها هذا الذي يناقشه الجميع مع قلة ممن اطلعوا عليه حتى الآن. وتناقش هيلاري التي قالت عن نفسها الأسبوع الماضي إنها «مواطنة عادية»، أكثر الاسرار ألما في زواجها في محاولة طموحة لبيع «التاريخ الحي» المعروض بثمانية وعشرين دولارا والذي طبعت منه مليون نسخة ليصدر يوم أمس الاثنين. وقد أجرت مقابلة مع مجلة «تايم» التي يقال انها دفعت 100 ألف دولار لحق نشر مقتطفات من الكتاب. وبثت قناة «ايه بي سي»، يوم الأحد، مقابلة أجرتها مع هيلاري الإذاعية الشهيرة باربرا وولترز. ومن المفترض أن تكون هيلاري كلينتون قد ظهرت يوم أمس كذلك في برنامج «هذا اليوم» على شبكة «إن بي سي»، كما ستجري مقابلة مع (لاري كنغ على الهواء) اليوم الثلاثاء، ثم مع شبكة «سي بي إس» يوم الأحد المقبل في برنامج «صباح الأحد».

وكانت السيدة الأولى السابقة، التي انتخبت لعضوية مجلس الشيوخ عام 2000، قد نفت أنها تفكر في خوض انتخابات الرئاسة العام المقبل. وعندما سئلت عما إذا كانت تعتزم النزول في وقت آخر، قالت لا أفكر في خوض انتخابات عام .2008 ولكنها قالت انها تتمنى أن تشجع هذه التكهنات النساء الأخريات على الترشح. ولكن مؤيديها يفترضون أن صدور الكتاب يضع الاساس لخوضها انتخابات .2008 ويقول هؤلاء انها تستطيع حينها أن ترد على اية أسئلة توجه لها حول حياتها الخاصة، بأنها أجابت على ذلك في الكتاب.

تمتد مذكرات هيلاري من طفولتها في ولاية إلينوي وحتى رقصة الفالس الأخيرة في أحد ممرات البيت الابيض بين ذراعي زوجها. وقد اعترفت هيلاري في مقابلتها مع باربرا وولترز يوم الاحد أنه «سلب لبها» عندما التقيا بكلية القانون بجامعة ييل. وقالت في كتابها انها فكرت في إنهاء زواجهما عندما أقر لها بعلاقتة مع المتدربة مونيكا لوينسكي. وأضافت: «موقف بيل في استطلاعات الرأي بقي عاليا. ولكن موقفه معي كان قد وصل إلى الدرك الاسفل». وقد قالت لكاتي كوري من شبكة «إن بي سي»، ان الإرشاد النفسي لها ولزوجها ساعدهما على انقاذ زواجهما. وقالت «إنني أقترحه على الآخرين».

ولكن هيلاري كلينتون تخصص غضبها الحارق لأولئك الذين اختاروا أن يجعلوا من هفوات زوجها الجنسية موضوعا للجدل العام. وتقول في مذكراتها: «لقد خرقت خصوصيته وخصوصيتي وخصوصية مونيكا لوينسكي وخصوصية أسرنا».

وهي تقول عن التقرير الذي جمعه المحقق الخاص كين ستار، في 445 صفحة، ورفعه إلى الكونغرس، والذي احتوى على أوصاف تفصيلية للقاءات بيل ومونيكا، انه «فظ ومتحيز». وفي مقابلتها مع وولترز قالت هيلاري عن ستار: «انه محقق منفلت ومهووس، انطلق في حملة حزبية للإضرار ببيل وبي».

ولم نتمكن من الإتصال بستار للتعليق.

وكان ستار قاضيا اتحاديا، تحول الى المحاماة، وقد أجرى تحقيقا استمر ست سنوات بدأة بقضية ملكية أراضي في ولاية آركنسو وختمه بقضية الزنى الرئاسي التي أدت في النهاية إلى محاكمة الرئيس.

وحول مصطلح «المؤامرة الواسعة من الجناح اليميني» وهي العبارة التي أطلقتها في برنامج «هذا اليوم» عام 1998، عندما قالت ان حكايات لوينسكي كانت ملفقة وان الاعداء السياسيين هم الذين ينشرونها، جاء في المذكرات أنها هي وزوجها كانا هدفين «لشبكة مترابطة من الجماعات والأفراد الذين كانوا يريدون إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء بإلغاء كثير من الإنجازات التي تحققت من الحقوق المدنية إلى حقوق النساء إلى تشريعات الاستهلاك والبيئة».

ومن المتوقع أن تثير بعض أجزاء الكتاب شكوك خصومها. ومع أن مستشارا مستقلا توصل إلى أن هناك «شواهد قوية» على أنها لعبت دورا في استبدال سبعة من المستخدمين بمكتب سفريات البيت الأبيض، بآخرين من محاسيبها، إلا أنها قالت ان فصل العمال كان نتيجة غير مقصودة لعبارة «عفوية» طلبت فيها من رئيس موظفي البيت الأبيض ماك مالارتي «التحقيق» في بعض الإشاعات حول سوء الإدارة بالمكتب.

وهي تعترف بأنها ارتكبت بعض الأخطاء في مجال العلاقات العامة، ولكن لم تتورط في أي عمل غير قانوني في صفقة مزرعة وايت ووترز. وكان المحقق روبرت راي، الذي أعقب ستار في التحقيق، قد قال ان ذكرياتها «غامضة وغير كاملة» عما قامت به من إجراءات قانونية في صفقة وايت ووترز. وقال انه لا يستطيع إثبات «النسيان المتعمد» من جانبها، ولكن ذاكرتها تحسنت عندما عثر على بعض الوثائق والفواتير في قسم العائلة بالبيت الأبيض، بعد 18 شهرا من استدعائها للشهادة.

وفي كتابها وفي مقابلاتها تقول هيلاري انها صدمت عندما اعترف لها زوجها بعلاقته مع لوينسكي. ولكن قصص بيل مع نساء أخريات كانت كثيرة مما دفعه وزوجته للظهور معا في مناسبات عامة حتى يضعا حدا للإشاعات في فترة رئاسته الاولى. وفي الظهور الثاني المشترك، وكان مقابلة تلفزيونية، رفض بيل أن ينفي تورطه في علاقات خارج الزواج.

ويؤكد كتاب هيلاري ما ظل يذكره العالمون ببواطن الأمور دائما، وهو أنها ما تزال غارقة في حب زوجها. وقد جاء في الكتاب:

«ما أزال أحب الطريقة التي يفكر بها، كما أحب مظهره. وحتى بعد كل هذه السنين ما يزال أكثر من عرفتهم في حياتي، حيوية وإثارة للإعجاب وتفجيرا للطاقات».

* خدمة «يو إس إيه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»