مسؤولون أميركيون: المحققون في اعتداءات الرياض عثروا على هواتف جوالة معدلة لعمليات التفجير عن بعد

«إف بي آي» حذر من احتمال استخدام هذه الأجهزة في تفجيرات وأصدر تعليمات بشأن كيفية التعامل معها

TT

واشنطن ـ أ.ب: كشف مسؤولون ان محققين في التفجيرات التي وقعت في الرياض الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل 35 شخصا، من بينهم 12 اميركيا، عثروا على هواتف جوالة اجريت عليها تعديلات بحيث يمكن استخدامها في تفجير القنابل بنظام التحكم عن بعد. وصرح مسؤولون مطلعون على التحقيقات أنه عثر على عدد لم يحدد من هذه الهواتف خلال حملات التفتيش التي اعقبت التفجيرات. وقال مصدر في مكتب المباحث الفيدرالي (اف بي آي) انهم لم يتلقوا بعد معلومات بعد حول احتمال استخدام مثل هذه الاجهزة في مخططات ارهابية داخل الولايات المتحدة. ونبه المكتب في نشرته الاسبوعية الموجهة الى 1800 من وكالات الشرطة الولائية والمحلية الى ضرورة التحلي باليقظة، مؤكدا ان «الاجهزة الامنية يجب ان تظل متيقظة لاحتمال استخدام مثل هذه الاجهزة».

وكان «اف بي آي» قد حث السلطات المحلية على اتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة في حال العثور على مثل هذه الاجهزة. وورد في النشرة ان على الضباط «إخلاء المنطقة فورا» وإبعاد الاشخاص الى مسافة 300 ياردة على الاقل، كما وجهت النشرة ايضا بعدم استخدام اجهزة الراديو والهواتف الجوالة التي تستخدم في حالات الطوارئ على بعد 50 قدما من الاجهزة المثيرة للشكوك. وكشف المكتب ان ارهابيين حاولوا استخدام الهواتف الجوالة التي تستخدم في حالات الطوارئ واجهزة راديو في تفجير قنابل بنظام التحكم عن بعد ولم يتضح من نشرة «اف بي آي» ما اذا استخدمت هواتف جوالة في تفجيرات الرياض، كما لم تورد النشرة معلومات اخرى حول حملات التفتيش التي عثر خلالها على هذه الاجهزة. جدير بالذكر ان سلطات الامن السعودية اوضحت الاسبوع الماضي انها تعرفت على 12 من منفذي التفجيرات وتعتقل حاليا 25 شخصا على ذمة التحقيق.

تجدر الاشارة الى ان هاتفا جوالا كان قد استخدم في يوليو (تموز) 2001 في تفجير استهدف كافتيريا بالجامعة العبرية في القدس مما اسفر عن مقتل سبعة اشخاص من بينهم خمسة اميركيين. وكانت العبوة، التي احتوت على مسامير وقطع معدنية، قد وضعت على طاولة داخل غرفة مزدحمة وتم تفجيرها بواسطة مكالمة من هاتف جوال. كما ان الشرطة الفرنسية تمكنت أواخر السنة الماضية من تفكيك خلية لها علاقات بتنظيم «القاعدة» والمقاتلين الشيشان، وصادرت خلال العملية أنظمة تفجير تستند إلى هواتف جوالة.

ويقول الخبراء إن الهاتف الجوال يسمح للإرهابي بالتفجير من مسافة كما هو الحال مع أجهزة أخرى مثل الساعة المزودة بالزنبرك أو محولات الموجات التي تستخدم في تفجير القنابل الانبوبية وهذه تتطلب وجود الإرهابي قريباً من الهدف.

وورد في النشرة التي أصدرها مكتب المباحث الفيدرالي انه حين يتلقى جهاز الهاتف إشارة بمكالمة من هاتف آخر فإن «القوة الكهربائية المتأتية من جرس الهاتف تنشط الدائرة الكهربائية الموجودة في القنبلة» وهذا يؤدي إلى وقوع الانفجار. وجاء في النشرة أن «المسؤولين الأمنيين الذين لم يتلقوا تدريبا مناسبا يجب ألا يحاولوا تعطيل الجهاز المشتبه فيه».

في السياق نفسه قال غريغ باور رئيس الجمعية الدولية لفنيي القنابل والمحققين إن استعمال الهواتف الجوالة يتطلب خبرة لبرمجة الهواتف والتعامل مع القطع الالكترونية الصغيرة. وقال انه لم يسمع بانفجار عبر هاتف جوال. وقال باور، مسؤول وحدة الشرطة المتخصصة في فك القنابل بمدينة ميلووكي: «ستكون محتاجا إلى الكثير من القدرات التكنولوجية، إنها تتطلب قدرا من التدريب والمعرفة الالكترونية». وكانت الهواتف العادية قد استعملت سابقا في تفجير قنابل أصغر حسبما يقول بعض المسؤولين في مكتب المباحث الفيدرالي، فإحدى التقنيات تتطلب إكساء الهاتف مما يجعله قادرا على إشعال مواد مغموسة بالغازولين عندما يبدأ رنينه وفي الكثير من تلك الحالات كان الهدف هو الحصول على نقود التأمين حينما يتم حرق البناية.