قصة غرام بين ضابط أميركي وزوجة زميله قادت إلى هجوم بالقنابل في الكويت.. والبريد الإلكتروني كشف مخطط العاشقين

TT

وجهت السلطات الأميركية الاتهام لضابط اميركي وزوجة رفيق له بالتواطؤ لقتل زوج المرأة وخداع السلطات حتى تعتقد انه كان ضحية هجوم ارهابي بالقنابل في الكويت. ووجه الى ضابط مشاة البحرية (المارينز) وزوجة ضابط المارينز الآخر تهم محاولة قتل الزوج حتى يتمكنا من الحصول على تعويض التأمين والاستمرار في «علاقتهما العاطفية».

وتخضع وندي غلاس، 33 سنة، حاليا للحبس في سجن فيدرالي بانتظار المحاكمة بينما يُحتجز الضابط لاري فرامنيس، 36 سنة، في قاعدة جوية بسان دييغو، حسبما افادت قيادة قوات المارينز. وقد وجهت لكلا المعتقلين تهمة التآمر لقتل ضابط المارينز جيمس غلاس، 37 سنة.

يشار الى ان الضابطين جيمس غلاس ولاري فرامنيس خدما في الوحدة الجوية التابعة للمارينز في يوما (اريزونا) وارسلا كلاهما الى الكويت. يعمل غلاس في مجال الرصد الجوي بينما يعمل فرامنيس ضابط صيانة في قاعدة يوما حيث تقيم الطائرات الهجومية «هاريير».

واثناء هجوم بالقنابل اصيب غلاس، الذي خدم في الجيش لمدة عشرين سنة، بجروح في رقبته وساقيه وظهره، واجريت له عملية جراحية لازالة شظايا من جسمه. وقد تم نقله الى مستشفى عسكري ثم اعيد لاحقاً الى عمله في قاعدة يوما.

واضافة الى تهم التواطؤ لارتكاب جريمة قتل والتقصير في اداء الواجب وتقديم معلومات كاذبة والتصرف المتهور، فان فرامنيس قد وجهت اليه ايضاً تهمة ممارسة علاقة جنسية غير مشروعة، حسبما افادت اول من امس قيادة المارينز.

واعترفت وندي غلاس بالتواطؤ حسبما جاء في وثائق المحكمة بمدينة فينيكس. وأكدت الاسبوع الماضي امام المحكمة الاقليمية براءتها من التهم الموجهة اليها. اما فرامنيس فلم يعلن بعد براءته او جرمه في التهم الموجهة اليه، لكن اعيد الى قاعدة سان دييغو موثوق اليدين على متن طائرة تحمل جنوداً آخرين من المارينز عائدين من منطقة الحرب.

وتفيد لائحة الاتهام بان فرامنيس استدرج جيمس غلاس يوم 14 مايو (ايار) الماضي الى كوخ حراسة في احد معسكرات قاعدة الشيخ علي السالم الجوية خارج مدينة الكويت ثم القى بقنبلة غير مرخص باستعمالها الى داخل الكوخ. وتفيد اللائحة ايضاً ان فرامنيس ايقظ جيمس غلاس وسط الليل ليبلغه ان زوجته قد اتصلت به هاتفياً من داخل كوخ الحراسة.

وتبادل فرامنيس عدة رسائل الكترونية مع وندي غلاس قبل الهجوم، وفي واحدة منها زُعم انه قال لها انه عند عودته الى مدينة يوما سيكون عليه ضبط رغبته «بالاسراع الى الارملة الشابة الرائعة» و«الارتماء في تقبيلها». ووجد المحققون العسكريون بعد ساعات من الحادثة، كما زعم، صورا خلاعية لوندي غلاس في مكتب فرامنيس ورسائل اخرى بينهما. وفي كل من الكويت وفينيكس، صادر المحققون تسجيلات رسائلهما الالكترونية.

وقيل ان فرامنيس ووندي بدآ علاقتهما في اواخر عام 2001، حين كان فرامنيس متزوجا، وكانت الاسرتان تسكنان بالقرب من بعضهما ويلتقيان معا بانتظام. طلق فرامنيس لاحقا زوجته، وبحلول اكتوبر (تشرين الاول) 2002 كان هو ووندي غلاس قد خططا لقتل زوجها، حسبما جاء في لائحة الاتهام.

ويتهم العشيقان السريان بانهما خططا اولا لاستدراج جيمس غلاس الى منطقة «جبال لاغونا» الواقعة في شرق سان دييغو، وهناك يجعلانه يشرب الخمر حتى الثمالة ليضعاه في سيارته ثم يحركان مقودها لتسقط من جرف عال. وحسب لائحة الاتهام الصادرة في فينيكس، فان المتواطئين قاما باستكشاف عدة مواقع في الجبال الوعرة للتأكد من ان الزوج الذي سيكون فاقدا للوعي يتعرض الى اصابة قاتلة عند سقوط سيارته.

وحسب لائحة الاتهام ايضاً، رتبت وندي غلاس وضعا يمكنها من قضاء عدة ايام مع زوجها في كوخ جبلي ناء يناسب اولئك الازواج الذين يحبون ان يقضوا عطلة رومانسية بعيدا عن الآخرين. وكان على فرامنيس ان يأتي الى الكوخ ليضع الزوج الفاقد للوعي بسبب السكر وراء مقود سيارته.

لكن الخطة فشلت لان جيمس غلاس على الرغم من شربه الكثير لم يفقد الوعي ليلة 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2002، حسبما جاء في لائحة الاتهام. والتقى فرامنيس بوندي خارج الكوخ، لكن الاثنين قررا تأجيل عملية الغدر الى اليوم اللاحق. إلا ان جيمس غلاس في الليلة اللاحقة لم يفقد الوعي ايضا، مما جعل العشيقين يقرران «عدم ارتكاب جريمة الغدر في تلك الليلة»، حسبما ورد في لائحة الاتهام.

وعندما توجهت القوة العسكرية من يوما الى الكويت، جدد فرامنيس ووندي غلاس مخططهما لقتل الزوج. وحسب لائحة الاتهام، فان فرامنيس كتب في رسالة الكترونية ارسلها اليها يوم 13 ابريل (نيسان) الماضي: «سأحاول ان أقوم بكل شيء ممكن للاعتناء بكل شيء هنا قبل ان اعود».

وذكرت لائحة الاتهام على لسان المحققين الذين قابلوا وندي غلاس، انها قالت لفرامنيس انها لا تريد ان تعرف اي شيء عن التفاصيل المتعلقة باستراتيجيته الهادفة الى قتل زوجها لكنها ايضا لا تريد لزوجها ان «يتألم». ويُزعم ان فرامنيس ابلغ وندي غلاس عبر مكالمة هاتفية ان عليها «الا تقلق» اذا سمعت «انفجارا» لحظة تحدثها مع زوجها عبر الهاتف. لكن اقتراح فرامنيس اللاحق بان كوخ الحراسة كان موضع هجوم ارهابي قد تم حله خلال ساعات قليلة بعد محاولة الغدر. ومن بين الامور التي شككت في صحة هذا الزعم، عدم وقوع اي نشاط ارهابي في تلك المنطقة بالكويت.

وحسب اتفاق اولي بين قوات المارينز ومكتب الادعاء العام الفيدرالي في فينيكس، سيمثل فرامنيس اولا امام محكمة عسكرية ثم يحال لاحقا الى السلطات المدنية. ومن المقرر ان يبدأ تحقيق مدني مع فرامنيس يوم 25 يونيو (حزيران) الجاري. وكان مفترضا ان يبدأ التحقيق مع فرامنيس اول من امس لكنه تأجل بعد ان طلب محاميه وقتا اطول للاستعداد لذلك.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»