الجيش الأميركي: مقتل مائة عراقي بعد صد هجوم واعتقال 74 من «أنصار» تنظيم «القاعدة» في عمليات عسكرية شمال بغداد وغربها وأخرى قرب كركوك

TT

قال الجيش الاميركي ان القوات الاميركية قتلت 27 عراقيا هاجموا دورية دبابات الى الشمال من العاصمة بغداد امس. واضاف في بيان ان المهاجمين أطلقوا قذائف مضادة للدبابات على دورية دبابات في بلدة بلد. وقال البيان ان الدبابات ردت على اطلاق النار مما ادى الى مقتل اربعة عراقيين فيما تعقبت مركبات مدرعة تدعمها طائرات هليكوبتر عسكرية بقية المجموعة لتقتل 23 عراقيا اخرين.

وفي حادث منفصل قال متحدث باسم الجيش الاميركي ان الجنود الاميركيين قتلوا 70 عراقيا آخرين على الاقل في هجوم على معسكر لتدريب «ارهابيين» شمال غرب العراق. واضاف المتحدث ان جنديا أميركيا أصيب في الهجوم. وشاركت في الهجوم الذي بدأ في ساعة مبكرة صباح اول من أمس وما زال مستمرا الفرقة 101 المحمولة جوا ووحدات من قوات العمليات الخاصة. وبدأ الهجوم بغارة جوية على المعسكر الذي يقع على بعد 150 كيلومترا شمال غربي العاصمة بغداد. وقال المتحدث «انها عملية كبيرة. انها مستمرة، انها قوة كبيرة تضم وحدات من العمليات الخاصة». واضاف انه تم العثور في معسكر التدريب المشتبه به على ما يتراوح بين 70 و80 صاروخ «سام» ارض ـ جو وما يتراوح بين 75 و78 قذيفة صاروخية وعشرات البنادق طراز كلاشنيكوف. ولم يكشف المسؤولون الاميركيون عن اي تفاصيل اخرى بشأن المعسكر رغم ان احدهم قال ان الجيش يعتقد ان بعض الموجودين فيه ليسوا عراقيين، علما بان متطوعين عربا من عدة دول قاتلوا ضمن صفوف القوات العراقية خلال الحرب الاخيرة.

من ناحية ثانية، قالت القيادة الاميركية في بيان لها ان «اللواء المحمول جوا الاميركي الـ173 نفذ عملية اول من امس قرب كركوك (العاصمة النفطية لشمال العراق) اثر تلقي معلومات استخباراتية حول وجود عناصر يشتبه في انها معادية للتحالف. وقد اوقفوا 74 من المناصرين المفترضين للقاعدة». وكان القادة الاميركيون يلقون حتى الآن مسؤولية الهجمات الدامية ضد قوات التحالف على الموالين لنظام صدام حسين السابق رغم اعترافهم بوجود «متطرفين» اجانب يمكن ان يكونوا لعبوا دورا في ذلك ايضا.

وكانت القوات الاميركية، وفي سياق عملية اطلق عليها اسم «عملية شبه الجزيرة»، اعتقلت 400 شخص من الموالين للرئيس المخلوع صدام حسين في الضلوعية بالقرب من مدينة بلد التي تقع مسافة 45 ميلا شمالي بغداد. وشارك في الحملة العسكرية الأميركية آلاف الجنود بدعم من المقاتلات النفاثة والمدرعات وقوارب الحراسة. وحسب شهود في الضلوعية قتل اربعة من سكانها خلال عملية التمشيط التي قالوا انها كانت بحثا عن «علي الكيماوي»، ابن عم الرئيس المخلوع صدام حسين . وبدأت العملية الاحد الماضي وانتهت صباح امس. وقال الضابط السابق في الجيش العراقي علي الجبري «كانوا يبحثون عن علي حسن المجيد والبعثيين واستجوبونا حول هذا الموضوع». وذكر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اخيرا ان علي حسن المجيد المعروف بـ«علي الكيمياوي» لدوره في ابادة آلاف الاكراد بالغاز في 1988، قد يكون على قيد الحياة. وكانت معلومات سابقة افادت عن مقتل علي حسن المجيد خلال القصف الذي تعرض له منزله في البصرة في بداية الحرب على العراق وكشف اللواء الجبري ان الاميركيين اعتقلوا 500 شخص «معظمهم من الشبان والعسكريين، الا انه تم الافراج عن عدد كبير منهم». واوضح ان شقيقه مهدي، وهو مدرس في الثانية والخمسين، توفي نتيجة نزيف في الدماغ «بسبب الضربات التي تلقاها»، وان شقيقه الاخر، جاسم، موظف في الواحدة والخمسين، قتل بنوبة قلبية «لان الاميركيين رفضوا السماح له بالدخول الى منزله ليتناول ادويته». وقتل الآخران برصاص اميركي. وأشارت تقارير سلطات الاحتلال إلى أن تلك المنطقة باتت ملجأ لأنصار صدام. وتعتقد واشنطن أن الذين يحتمون بالمنطقة، يقفون وراء مقتل نحو 40 جنديا أميركيا منذ أعلن الرئيس جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية في العراق في الأول من مايو (ايار).

وقال قادة اميركيون انه عثر على منشورات في المناطق المضطربة حول بغداد تعرض مكافآت على السكان المحليين مقابل قتل القوات الاميركية. ويقول السكان ان بعض الهجمات يرجع الى غضب العراقيين المتصاعد من الطريقة التي يتصرف بها الجنود الاميركيون خلال الاغارة على المنازل وتفتيشها وليس بسبب الولاء لصدام. وتركزت الهجمات في بغداد وفي منطقتين قريبتين الى الغرب قرب الفلوجة والرمادي والى الشمال حول بلد وبعقوبة وتكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق.