حريق في خط أنابيب النفط الرئيسي في شمال العراق وسط معلومات عن تفجير وأخرى عن تسرب غازي

TT

اشتعلت النيران في خط لأنابيب النفط بشمال العراق جراء ما اعتبرته تركيا وسكان محليون تفجيرا فيما اعتبره الاميركيون ناجما عن تسرب للغاز. وأفاد سكان بأن النيران اشتعلت في انبوب النفط في منطقة مكحول على بعد نحو 200 كلم شمال بغداد. وشوهد حريقان منفصلان في الانبوب، الذي ينقل النفط من حقول كركوك الى ميناء جيهان التركي، على بعد 15 كلم من مصفاة بيجي على مقربة من الطريق السريع بين بغداد ومدينة الموصل الشمالية. وحلقت طائرات هليكوبتر اميركية في اجواء المنطقة بعد الحادث. وحسب إفادات السكان وقع الاعتداء على الانبوب في الساعة 45،20 الثامنة و45 دقيقة الليلة قبل الماضية وقام به عراقيون بواسطة قنبلتين. وقال ابو علاء صاحب مقهى قريب من مكان الحادث «سمعنا دوي انفجارين وشاهدنا ألسنة النيران ترتفع من مكانين فوق انبوب النفط، ووصلت بعدها طائرتا هليكوبتر الى المكان». ورأى زبائن من جهتهم ان الامر ناجم عن عمل تخريبي متعمد. وقال كاظم ابراهيم «حضر بعض العراقيين وفجروا الانبوب». بينما قال خضر عزيز «ان الهدف من التفجير منع الاميركيين من تصدير النفط العراقي الى تركيا». ولم يخف العديد من سكان مكحول عداءهم للاميركيين. وقال المواطن العراقي حسين ابو علي ان «العراقيين لن يتغيروا. وحتى ولو اختفى صدام سيكون هناك 20 غيره سيظهرون كل يوم».

من جهته، صرح وزير الخارجية التركي عبد الله غول بأن عملا تخريبيا وراء الحريق. وقال للصحافيين في انقرة «للاسف وقع تخريب هناك. الآن يجري تحقيق وتقييم ولكن لا يوجد لدينا بعد تقرير بشأن حجم وأبعاد هذا العمل». ولم يذكر غول من اين استقى معلوماته. الا ان مهندسين اميركيين قالوا في وقت سابق ان سبب الحريق تسرب غازي. وقال المتحدث باسم سلاح المهندسين الاميركي «نتج الحريق عن تسرب غاز. ولم أسمع أي تقارير عن تخريب». وأضاف «نحن غير متأكدين من مدى تأثر الانتاج ومن غير الواضح حتى الآن ما اذا كان قد تم اخماد الحريق».

ويأتي هذا الحريق، سواء كان عملا تخريبيا ام حادثا، غداة توقيع العراق على اول عقود تصدير للنفط مع شركات اجنبية منذ انتهاء الحرب. وكانت مؤسسة تسويق النفط العراقية (سومو) قد أعلنت أنها أرست أول عطاءات لتصدير النفط الخام منذ انتهاء الحرب على ست شركات عالمية ستشتري بمقتضاها 10 ملايين برميل مخزنة في مرفأين بتركيا والعراق والشركات هي ربسول وسيبسا الاسبانيتان وتوبراش التركية وايني الايطالية وتوتال الفرنسية وشيفرون تكساكو الاميركية. وقال محمد الجبوري المدير العام للمؤسسة ان خمسة ملايين برميل من الاجمالي ستصدر الى الولايات المتحدة.