عراقي فقد 17 من أفراد أسرته و200 رأس غنم في غارة جوية يقاضي «التحالف» ويطالب بـ200 مليون دولار تعويضات

TT

الرمادي (العراق) ـ ا.ف.ب: رفع مواطن عراقي فقد 17 شخصا من افراد اسرته و200 رأس غنم في ابريل (نيسان) الماضي بعدما قصفت خيمته طائرة من قوات التحالف الاميركي البريطاني، اول دعوى قضائية من نوعها ضد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد وقائد قوات التحالف الجنرال تومي فرانكس.

ويطالب العراقي في دعواه بتعويض قدره 200 مليون دولار للاضرار المادية والادبية والنفسية التي تسبب له بها الاميركيون، حسبما افاد محاموه. وقال المحامي رباح مهدي صالح العلواني، الاختصاصي في الدعاوى الجنائية وعضو جمعية الحقوقيين العراقيين في لندن، انها «اول دعوى قضائية من نوعها في العراق تقام ضد الاميركيين الذين نعتقد انهم اسرفوا في استخدام القوة ضد الشعب العراقي الذي لم يحاربهم بل تعاون معهم للاطاحة بنظام صدام حسين». واضاف ان «المواطن العراقي عبود سرحان، 71 عاما، جاء قبل اكثر من اسبوعين لتوكيلنا اقامة دعوى ضد وزير الدفاع الاميركي وقائد قوات التحالف بعد قيام طائرة من قوات التحالف بقصف خيمته وسط الصحراء في منطقة الطاش التي تقع 15 كيلومترا شمال غربي الرمادي (100 كلم غرب بغداد) في الرابع من ابريل (نيسان) الماضي». وادى القصف الى «مقتل جميع افراد اسرته المكونة من زوجته واولاده العشرة واحفاده الخمسة والى نفق 200 رأس غنم وتدمير سيارته».

واوضح العلواني ان عبود سرحان «هرب من القصف الاميركي من منزله في قرية الطاش في ضواحي مدينة الرمادي متجها نحو الصحراء لينصب خيمة ظنا منه انه سيكون بمأمن من عمليات القصف». الا ان صاروخا اميركيا سقط على خيمته حينما كان يستعد للصلاة على بعد امتار عدة منها. وتابع المحامي ان «القضية تأخذ مجراها الطبيعي وتم تبليغ القوات الاميركية» بالطرق الاصولية عن طريق منسق الادارة المدنية الاميركية في وزارة العدل الذي اكد «انه سوف يقوم بايصالها الى الموظف الحقوقي في قيادة قوات التحالف في قطر وستجري المرافعة في 20 يوليو (تموز)». واكد العلواني ان «القوات الاميركية تمتلك التكنولوجيا العسكرية التي تمكنها من التفريق بين خيمة وسط الصحراء وبين دبابة عسكرية وبين منصة صواريخ وقطيع من الغنم». وخلص الى القول ان «القضاء العراقي مشهود له بنزاهته وحياديته والامر متروك له في انتداب الخبراء لتحديد الضرر بعد الاستماع الى دفاع المعتدى عليه».

واكد المحامي عارف مخيبر الدليمي، الاختصاصي في القضايا الجنائية وعضو منظمة حقوق الانسان العراقية «ان هذه الجريمة تعد من جرائم الحرب ضد المدنيين اذا كانت قد ارتكبت عمدا. اما اذا ارتكبت خطأ فقد ولد هذا الخطأ ضررا غير اعتيادي بحق مواطن». واضاف «من حقه ان يرفع دعوى ويطالب بالتعويض لاسباب عديدة منها ان الحرب شنت من دون تفويض من الامم المتحدة وان القانون العراقي يجيز مقاضاة الشخص الاجنبي امام المحاكم العراقية عندما يتسبب بخطأ وينتج عن هذا الخطأ ضرر مادي وادبي ونفسي». واشار الى ان الدعوى قدمت الى محكمة البداية في الرمادي في الاول من الشهر الحالي مع كل المستندات الضرورية، مشيرا الى ان المحكمة ابلغت وزارة العدل التي سترسل بدورها التبليغ الى الدائرة القنصلية في وزارة الخارجية التي ستتولى تبليغ السفارة العراقية في قطر وهذه بدورها تنقل الامر الى قيادة قوات التحالف في السيلية. وقال الدليمي «اننا مصرون على خوض الدعوى وايصالها الى درجة الثبات لكي يحصل كل ذي حق على حقه».

وقال شقيق عبود سرحان، حماد سرحان، الذي كان في الخيمة واصيب بجروح في ساقه وصدره وظهره نتيجة سقوط الصاروخ «قررنا الهرب الى هذه الخيمة بسبب اشتداد القصف في قرية الطاش التي نملك منزلا فيها، ولاننا رعاة غنم ومعتادون على الترحال. وكنا نظن اننا سنكون في مأمن وسط الصحراء». واضاف «لم تكن هناك اي وحدة عسكرية او منشأة او معسكر للجيش» في المحيط. «انها صحراء عارية ليس فيها غير الرعاة واغنامهم وحيواناتهم». وقال «كانت خيمة كبيرة مقسومة الى قسمين: الرجال في جانب والنساء والاطفال في جانب اخر. والماساة حصلت عندما وقع الصاروخ وسط النساء والاطفال الذين تمزقت اوصالهم واصبح صعبا علينا التعرف عليها». ولا تزال الحفرة التي احدثها الصاروخ في الارض ماثلة للعيان حتى اليوم، كما ان اجزاء من الصاروخ وصوف الغنم وبقايا ملابس الاطفال في مكانها مبعثرة وسط الصحراء.