حزبا بارزاني وطالباني يتفقان على توحيد حكومتيهما بالعودة إلى صيغة المناصفة في توزيع المناصب

واشنطن تعد الأكراد بمعالجة مشكلة التعريب وإعادة السكان العرب إلى مناطقهم السابقة

TT

يقترب حزبا الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني من الاتفاق على توحيد حكومتيهما بعد نجاح مباحثات بهذا الشأن بين زعيميهما. ومن المتوقع حسب بعض المصادر ان يتم الاعلان في غضون الاسبوعين المقبلين عن اتفاق بهذا الخصوص يتضمن العودة الى صيغة المناصفة التي اتبعها الحزبان اثر تقارب نسبة الاصوات التي حصلا عليها خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو (ايار) 1992 والتي تمخضت عن تشكيل برلمان محلي وحكومة اقليمية ترأسها عضو في المكتب السياسي للاتحاد الوطني فيما تولى رئاسة البرلمان عضو من المكتب السياسي للديمقراطي ، فيما توزعت الحقائب الوزارية مناصفة بين الحزبين وبمشاركة عدد من الاحزاب الصغيرة الاخرى.

وبحسب مصدر موثوق فان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الايام الاخيرة بين الحزبين يقضي بتولي رئاسة الحكومة من قبل عضو في الديمقراطي وتسليم رئاسة البرلمان الى عضو في الاتحاد الوطني. ورغم ان صيغة المناصفة السابقة فشلت تماما في ترسيخ اسس الحكومة المحلية وادت الى حدوث مشاكل كبيرة بينهما واصبحت مثار انتقادات واسعة من الاوساط السياسية والشعبية الكردية نتيجة لسوء استخدام السلطة بين اعضاء الحكومة مما ادى في النهاية الى نشوب القتال الداخلي بينهما خلال الفترة من 1994 ـ 1998، فان المصدر اوضح لـ«الشرق الاوسط» ان العودة الى صيغة المناصفة لا تعني العودة الى المشكلات والحساسيات السابقة لان الجانبين اتفقا هذه المرة على ان تنحصر الصيغة المعتمدة بالمستويات العليا دون القاعدة، بمعنى ان الوزير سيتمتع بكامل صلاحياته القانونية ويتمتع وكيله بصلاحيات اقل، وليس كما جرى في السابق بتساوي الوكيل والوزير في الصلاحيات.

واعرب المصدر عن اعتقاده بان صيغة المناصفة ليست فاشلة في كل مرة، فهناك العديد من برلمانات العالم مقسمة بالنصف بين حزبين او كتلتين برلمانيتين دون ان تقع اية مشاكل بين احزاب البرلمان او تنعكس على الاداء الحكومي في تلك البلدان.

وعلى الصعيد ذاته علمت «الشرق الاوسط» ان الادارة الاميركية وعدت الاكراد بحل مشكلة التعريب التي طاولت العديد من المناطق الكردية في عهد الرئيس العراقي السابق وانها تضمن عودة جميع المهجرين والمرحلين من مدنهم وقراهم الكردية الى مناطقهم الاصلية واعادة جميع العرب الذين تم استقدامهم من جنوب ووسط العراق لاسكانهم في المناطق الكردية بعد توفير مستلزمات مادية لتعويضهم عن خسائرهم واعادة اسكانهم في المناطق العربية.