الأمير عبد الله يفتح قصره مرتين في الأسبوع للاستماع إلى مظالم الناس وشكاواهم

TT

الرياض ـ أ.ف.ب: لم ينقطع الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي عن تقليد بدوي قديم يقضي باستقبال كل طالب حاجة في ديوانه.

امام القاعات التي تفضي الى ديوان المظالم تضاعف عدد الحراس بينما تتمركز عربات مدرعة تحت اشجار النخيل المحيطة بالمكان، ويراقب عناصر الحرس الوطني كل شبر من المنطقة الواسعة لمجمع الديوان الاميري.

وعلى الرغم من الحراسة الامنية المشددة التي جرى تعزيزها في اعقاب العمليات الانتحارية التي اوقعت 35 قتيلا في الرياض في الثاني عشر من مايو(ايار) فان احدا لا يخضع للتفتيش وهو يدخل الديوان المفتوح للسعوديين جميعا وايضا للاجانب.

شبان ومسنون، اصحاء ومعاقون، اغنياء وفقراء يتوافدون الى القصر للقاء الامير عبد الله الذي يستقبلهم ايضا على مائدته.

يفتح الامير ابواب قصره مرتين في الاسبوع على الاقل للاستماع الى مظالم الناس وطلباتهم وشكاواهم تماما كما يفعل الامراء الآخرون مع المواطنين فيما تستقبل زوجاتهم المواطنات السعوديات في جلسات مماثلة.

مسؤول البروتوكول محمد الطبيشي قال لوكالة الصحافة الفرنسية «كثيرون يفدون لمصافحة الامير فقط.. بينما يرفع الآخرون عرائض او يطلبون مساعدة».

ويضيف ان الامير يمكن ان يستقبل قرابة الف شخص ايام الثلاثاء، ويخصص ايام السبت «للحالات الخطيرة».

عندما يطل الامير ليدخل القاعة الفسيحة يقف الجميع احتراما حتى يصل الى مجلسه.

وعادة تفتتح الجلسة بآيات من القرآن الكريم يقف بعدها الامير ليصافح العلماء الضيوف قبل ان يستمع الى اصحاب المظالم.

ويتزاحم اصحاب الحاجة ليحتلوا مكانا في الصف الطويل فيما معاونو الامير يشددون عليهم ان يصافحوا الامير ويقدموا عريضتهم دون الدخول في حديث طويل مع الامير حتى يتسنى له استقبال الجميع. بعض المراجعين يتجاوزون التعليمات.. لكن المعاونين سرعان ما يتدخلون بلطف.. ولكن بحزم.

صاحب الحاجة يقدم العريضة التي اعدها الى الامير ويتسلمها مسؤول الى جانبه. قبل ان يسمح له بان يجلس لبرهة قرب الامير ويشرح حالته. وغالبا ما تلبى كل الحاجات في حدود القانون.

بعضهم يطلب «ان تصل الكهرباء الى قراهم او بناء طرق اوعلاجا طبيا» كما يقول عبد الرحمن السعيد احد مستشاري الامير، وهناك من يطلبون مساعدة غالبا ما تقدم.

هذه الجلسات تعطي فكرة كيف تسير الامور في االسعودية التى يسعى الامير عبد الله الى ادخال الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية اليها بما لا يخل بالتوازن بين التقاليد الاسلامية والحاجات التي يفرضها تحديث البلاد.

ويحرص الامير عبد الله على التأكيد امام زواره في كل مرة ان «الاسلام دين التسامح والفطرة ولا يمكن ان يسمح بالارهاب او قتل الابرياء» داعيا السعوديين الى التعاون مع قوات الامن ليبقى الامان في ارض آخر الرسالات.