شيراك يفتتح معرض لوربورجيه وسط إجراءات أمنية مشددة

TT

يفتتح الرئيس الفرنسي جاك شيراك صباح اليوم معرض لوبورجيه العالمي للطيران والفضاء، وهو الاهم من نوعه في العالم، في نسخته الرابعة والخمسين، فيما يخيم على الصناعات الجوية شبح ازمة خانقة مردها بشكل رئيسي لعمليات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 وما اسفر عنها من تراجع حركة النقل الجوي عبر العالم وافلاس بعض الشركات العالمية.

وتشارك في المعرض الذي يقام مرة كل عامين، 1700 شركة، تنتمي الى 38 بلدا، مما يعكس تراجعا عن المعرض السابق ان لعدد الشركات الحاضرة او لعدد الدول الممثلة.

ورغم ان الشركات الاميركية الموجودة في لوبورجيه تشكل اكبر جناح اجنبي في المعرض، الا ان الازمة الاميركية ـ الفرنسية التي نشبت على خلفية تضارب مواقف البلدين ازاء الحرب على العراق، القت بظلالها على الحضور الاميركي، ان من حيث مستوى الحضور الرسمي او من حيث مشاركة الطائرات الاميركية التي لن تقوم هذا العام بطلعات استعراضية او من حيث عدد الطائرات الحربية التي ارسلها سلاح الجو الاميركي والتي لا تزيد عن الاربع.

وبموازاة ذلك، فان جمهور المعرض الذي يؤمه عادة ما يزيد على 300 ألف زائر، سيحرم هذا العام من عروض الطائرات الحربية الروسية وتحديدا ميغ ـ 33 وسوخوي ـ 29 بسبب خلاف هاتين الشركتين مع شركة سويسرية وخوفهما من ان تعمد هذه الاخيرة الى حجز الطائرات الروسية.

ومعرض لوبورجيه، الذي هو عادة فرصة لشركات الطيران والصناعات الجوية والفضائية، للاعلان عن مشاريعها الكبرى او للكشف عن توقيع العقود الكثيرة الارقام، اول ثلاثة مواعيد عالمية لهذا القطاع، اما المحطتان الاخريان فهما معرض فارنبورو في بريطانيا ومعرض سنغافورة للصناعات الجوية.

ويستطيع زائرو المعرض الذي تختلط فيه الصناعات العسكرية بالصناعات الجوية المدنية، مشاهدة 200 طائرة معروضة، بينها الاحدث في العالم، كذلك يستطيعون متابعة التمارين الجوية لاثنتين وخمسين منها، بينها 45 طائرة حديثة، فيما تقوم الفرقة الجوية الفرنسية للطلعات الاستعراضية بتمارين فوق ارض المعرض الذي يضم مطار لوبورجيه.

وعمدت سلطات المعرض هذا العام الى فرض شروط قاسية على العروض الجوية بحيث منعت اية مناورات فوق رؤوس الزوار، كما فرضت الاطلاع المسبق على كل خطة للطيران، مع توفير كمية الوقود اللازمة لتنفيذها فقط مما يقطع الطريق على اية محاولة لاستخدام هذه الطلعات لاهداف اخرى.

ويفتح المعرض ابوابه امام الجمهور لثلاثة ايام فقط (15، 21، 22 يونيو/حزيران الحالي) فيما تقتصر الايام الاخرى (من 15 الى 22) على الوفود الرسمية وعلى العاملين في قطاع الصناعات الجوية وعلى زبائنها من مدنيين وعسكريين.

وحتى الآن لم يكشف النقاب سوى عن ثلاثة عقود ينتظر توقيعها في الايام القادمة اهمها عقدان «من عدة مليارات» بين شركة «الامارات» للنقل الجوي مع شركة «ايرباص» الاوروبية ومع «بوينغ» الاميركية. اما العقد الآخر فمصدره الشركة القطرية التي تسعى لتقوية اسطولها وشراء طائرات جديدة في اطار عقد اجمالي تبلغ قيمته 4.6 مليار دولار.