الحريري بعد لقائه شيراك: شارون يريد نسف «خريطة الطريق»... وتل أبيب أعلنت الحرب على الفلسطينيين

TT

قرع رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، في العاصمة الفرنسية باريس، عقب لقاء مغلق مع رئيس الجمهورية، جاك شيراك، ناقوس الخطر إزاء الموقف المتدهور في منطقة الشرق الأوسط، إذ قال «لا أحد يعرف إلى أين نحن سائرون» و«إلى أين ستصل الأمور»، واتهم الحكومة الإسرائيلية بـ«إعلان الحرب» على الفلسطينيين وبالعمل على تخريب جهود السلام ونسف «خريطة الطريق» الخاصة بالمسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

وإزاء هذا الموقف المتفجر، خصوصا في الأراضي الفلسطينية، اعتبر الحريري أن الترياق لا يمكن أن يأتي إلا من الولايات المتحدة ومن قدرتها على لي ذراع ارييل شارون وإلزامه على تنفيذ «خريطة الطريق». وقال رئيس الحكومة اللبنانية للصحافة، بعد اجتماعه مع شيراك: «إذا لم يكن هناك ضغط أميركي حقيقي على الحكومة الإسرائيلية لإلزامها على تنفيذ التزاماتها، فلا أحد يستطيع أن يتكهن إلى أين ستصل الأمور».

ووفق الحريري، فإن «من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية، رغم أنها وافقت على «خريطة الطريق» فهي تعمل ما في مستطاعها من أجل نسف جهود السلام». ونقل الحريري عن شيراك أن الرئيس الأميركي، جورج بوش، عبر له في إيفيان، على هامش قمة الدول الصناعية عن التزامه بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، مضيفا أنه «من الواضح أن الأميركيين منخرطون بقوة» لإنجاز هذا الهدف. ولكن رغم هذا الالتزام، كانت أجواء شيراك والحريري متشائمة بسبب التطورات الميدانية التي «لا تشجع أبدا» وفق ما قاله الحريري، ولأن «الأمور تتعقد أكثر فأكثر، إن في الأراضي الفلسطينية أو في العراق».

ولمح رئيس الحكومة اللبنانية إلى ما هو حاصل في العراق حيث «لا حكومة ولا جيش ولا سلطة»، وأردف «الكل قلق» على الوضع العراقي وما يمكن أن ينتج عن كل ذلك من المس بسيادة العراق ووحدة أراضيه. وسئل الحريري مطولا عن «خريطة الطريق ـ 2» الخاصة بالمسارين اللبناني والسوري، غير أنه فضل تحاشي التفاصيل والإعراب عن موقف واضح، لأن «خريطة الطريق ـ 2» «ما زالت فكرة ولا شيء بصددها جاهز». وبالتالي فإن رئيس الوزراء اللبناني أكد الموقف المعروف وهو التعلق بحل شامل وعادل ودائم للنزاع مع إسرائيل. وقال الحريري: «حتى الآن... حقيقة لا نستطيع أن نقول نعم أو لا لـ«خريطة الطريق ـ 2»، حيث لم نر شيئا واضحا ومكتوبا ولكن نحن نؤيد فكرة الحل الشامل».

وأفاد الحريري أن ممثل السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا يقوم باتصالات «مع الأوروبيين والأميركيين والروس» وقد باشر ذلك عقب زيارته الأخيرة للبنان وسورية.

وكان الرئيس الفرنسي قد استحصل من قمة الدول الصناعية موافقة على تأييد خطة سلام إضافية تشمل لبنان وسورية باعتبار أن خريطة السلام الرباعية «لا تتناول عمليا هذين البلدين» وفق ما قاله شيراك. وأمس جرى في العاصمة الفرنسية لقاء، على مستوى الخبراء، لأطراف اللجنة الرباعية تناول الوضع الميداني وكيفية تنفيذ بنود الخريطة والبدء بإرسال خبراء (أو مراقبين) أميركيين للإشراف الميداني على التطبيق.

وأعلنت فرنسا، بلسان وزارة الخارجية، «تأييدا مبدئيا» لفكرة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، كما عرضها أمس في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية والداعية إلى إرسال قوة دولية لحفظ السلام للفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي الفكرة التي عارضتها إسرائيل باستمرار في السنوات الأخيرة. وأكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفاسو أن باريس «أخذت علما بكثير من الاهتمام» بما قاله كوفي أنان، معتبرا أن «مقاربة» الأمين العام والمقاربة الفرنسية «متشابهتان»، مضيفا أن الحكومة الفرنسية «تولي كبير الاهتمام» لما يقترحه كوفي أنان.

ويذكر أنه سبق لفرنسا أن أيدت في الماضي نشر قوات سلام أو رقابة للإشراف على تنفيذ مضمون خطة ميتشل. وذكر ريفاسو بما صدر قبل شهر عن قادة الاتحاد الأوروبي من دعم لقيام آلية رقابة منبثقة عن أطراف اللجنة الرباعية للإشراف على تنفيذ «خريطة الطريق». وتابع ريفاسو: «نحن اليوم في بداية مرحلة نشر مراقبين أميركيين، من خلال آلية رقابة، في إطار اللجنة الرباعية، مما يعكس اجتماع وانغماس المجموعة الدولية، عمليا»، في تنفيذ «خريطة الطريق».

من ناحية ثانية، نقلت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا عن شيراك «قلقه إزاء تدهور الوضع» ودعوته من أجل «وقف دوامة العنف، مهما تكن الصعوبات».