المغرب: اعتقال 66 من نشطاء «العدل والإحسان» الأصولية بالدار البيضاء وإمام مسجد في تطوان يدعو إلى سفك الدماء ويناصر بن لادن

TT

قدم أمن محافظة الحي المحمدي عين السبع في ولاية الدار البيضاء أمس إلى النيابة العامة في المحكمة الابتدائية بنفس المحافظة 66 من نشطاء جماعة العدل والإحسان الأصولية شبه المحظورة، تم اعتقالهم الليلة قبل الماضية في منزل بحي سيدي البرنوصي حيث كانوا يشاركون في حلقة للذكر، تنظمها الجماعة ذات التوجه الصوفي لأتباعها أسبوعيا وتطلق عليها اسم «مجلس النصيحة».

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أوضح فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان أن هذا النوع من اللقاءات يتم تنظيمه من طرف أتباع الجماعة على مستوى المحافظات أسبوعيا، وهي ذات أهداف تربوية تخصص للذكر وقراءة القرآن والنصيحة وصلاة الليل وليست لقاءات ذات طابع سياسي أو حركي.

وأضاف أن برامج هذه اللقاءات معروفة ومنشورة، وأنها تتم تحت مراقبة أمنية، مشيرا إلى أنه لا يعرف سبب استثناء مجلس حي سيدي البرنوصي بالدار البيضاء واعتقال أعضائه في الوقت الذي تنظم فيه لقاءات مشابهة في العديد من المدن في المغرب.

وقال أرسلان ان مثل هذه اللقاءات كان يجب أن تنظم في المساجد لكن إغلاق المساجد دفع بأتباع الجماعة إلى تنظيمها في البيوت.

وحتى الساعة الثالثة من بعد ظهر امس لم توجه رسميا أية تهمة للمعتقلين. وقال المحامي عصام الإبراهيمي لـ«الشرق الأوسط»: «ما زلنا ننتظر عرض المتهمين على وكيل الملك (المدعي العام) الذي سيقرر ان كان سيوجه تهمة ما لهؤلاء ومتابعتهم أم أنه سيطلق سراحهم».

وفي تطوان، ألقى الأمن المغربي الليلة قبل الماضية القبض على عمر الحدوشي، إمام مسجد، بعد ان ظل جاريا البحث عنه في ملف «السلفية الجهادية» لأكثر من سنة.

وذكر مصدر امني، طلب عدم الافصاح عن هويته، ان الامن المغربي يشتبه في تورط الإمام في العمليات الانتحارية التي تنسب السلطات المغربية مسؤولية تنفيذها الى متطرفين اصوليين. وكشف المصدر ذاته أن الامام المذكور احيل على مصالح الشرطة القضائية للفرقة الوطنية في الدار البيضاء التي تحقق معه حاليا قبل ان تحيله على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء.

ويعد الحدوشي، احد الاسلاميين المتشددين الذين كانوا يدعون في خطبهم الى سفك دماء «الكفار»، ويعتبر ان الجهاد لا يمكن ان يقوم من دون دماء وأشلاء.

وحسب المصادر ذاتها فقد كان الحدوشي يجهر بمناصرة اسامة بن لادن، زعيم تنظيم «القاعدة»، ويعتبر نصرته واجبا شرعيا.

وفي الوقت الذي كان يكفر فيه جميع الانظمة السياسية العربية والاسلامية كان الحدوشي يعتبر نظام طالبان «النظام الوحيد» الذي يطبق شرع الله، كما كان يقيم دروسا لاستقطاب اتباع من شباب منطقة الشمال المغربي. وسبق للحدوشي ان انتقل الى مدينة طنجة حيث تتلمذ على يد العديد من زعماء حركة «السلفية الجهادية» المتطرفة.