يهود عادوا إلى بغداد لأول مرة منذ نصف قرن

TT

تنتشر في مساجد بغداد، والمدن العراقية الاخرى، ملصقات ومنشورات على الجدران والابواب، محذرة من محاولات يقوم بها اسرائيليون لشراء الدور والابنية في بغداد، بأسعار خيالية مغرية.

وابلغ شهود عيان مراسل «الشرق الأوسط» ان «اشخاصا عراقيين»، بعضهم قدموا من الخارج، يقومون حاليا بشراء البيوت والاراضي السكنية، بأسعار وشروط لا يمكن تصديقها، خاصة ان دوائر التسجيل العقاري معطلة في الوقت الحالي، ولذلك تتم مثل هذه العمليات خارج الاطار الرسمي، وعلى ورقة غير رسمية، تشير الى بيع العقار للشخص الفلاني (المجهول الهوية)، عبر وسيط، من دون طلب اخلاء ذلك العقار. وجاء في منشور ملصق على جدار جامع شاكر العبود، في منطقة السيدية (جنوب بغداد)، ان اليهود القادمين من الخارج يشترون العقارات بأسعار عالية جدا، وخاصة في منطقتي الكرادة الشرقية والصليخ.

وحسب شهود عيان، فان عمليات شراء الدور تتم ايضا في المناطق الراقية، مثل المنصور والمسبح وعرصات الهندية، وغيرها. وحذرت ملصقات الجوامع من التعامل مع مستشفى افتتح في منطقة الكرادة الشرقية، ونبهت الى ان فندقا معينا في قلب بغداد، «اشتراه اليهود، وجعلوا منه مقرا لادارة عملياتهم التجارية والاستخباراتية».ودعت المنشورات ائمة الجوامع «الى تنبيه المواطنين لمخاطر الغزو الجديد».

وعلى الصعيد نفسه، ذكرت مصادر اعلامية، ان أكثر من خمسين يهودياً عراقياً وصلوا من (اسرائيل) مع أبنائهم الى بغداد لأول مرة منذ .1948 وقال أحد العاملين في الفندق الذي حلوا فيه: «انهم كانوا من كبار السن ويصطحبون معهم أبناءهم الذين لا يجيدون التحدث بالعربية عكس آبائهم». وقام هؤلاء اليهود بشراء عقارات في شارع فلسطين ببغداد بأضعاف أسعارها المعتادة الأمر الذي رفع أسعار العقارات في بغداد فجأة. كما أن العامل المساعد الثاني في رفع أسعار العقارات في بغداد هو إلغاء القرار الذي كان قد أصدره الرئيس المخلوع صدام حسين ومنع بموجبه سكان المحافظات العراقية من التملك في بغداد إلا بأمر خاص منه.

ويبدو ان هذه هي الدفعة الأولى من اليهود العراقيين الذين وصلوا الى بغداد من (اسرائيل). وكانت منظمة تطلق على نفسها منظمة «الإسلاميين العرب» قد أنذرت اليهود من مغبة المجيء إلى بغداد، وقالت في بيان لها «ان 17 شركة صهيونية ستفتح مكاتب لها في بغداد» وهدّدت بأنها ستنسف شركاتهم.