شارون يطمئن المستوطنين لكنهم يبلغونه إصرارهم على مقاومة إجلائهم

TT

على الرغم من ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، عمل كل ما في وسعه لطمأنة قادة مجلس المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة بانه لا ينوي اجلاءهم في الفترة الطويلة المقبلة، فانهم خرجوا من مكتبه وهم يعلنون انهم غير مطمئنين. وابلغوه انهم سيقاومون مخططه و«خريطة الطريق» التي يروج لها بكل الطرق القانونية المتاحة امامهم.

وكان شارون قد استقبلهم في مكتبه في القدس، امس، وابلغهم انه مضطر الى اخلاء النقاط الاستيطانية التي اقاموها من دون ترخيص حكومي رسمي «فهذه مستوطنات غير شرعية»، ثم طمأنهم بانه لا ينوي ازالتها مرة واحدة. وان هناك ابحاثاً حول قانونية بعضها، ملمحا الى احتمال اصدار تصاريح لها. وقال لهم انه لا ينوي ازالة مستوطنات «قانونية» قائمة في الضفة الغربية وقطاع غزة في الفترة الطويلة القادمة، وان حديثه عن ازالة بعض المستوطنات الثابتة (17 مستوطنة) يتعلق بتنفيذ آخر مراحل «خريطة الطريق»، وهذه بعيدة جدا.

واكد لهم انه لم يضع ازالة المستوطنات هدفا له. وانه كلما خطر بباله هذا الامر يتقطع قلبه «لكن في سبيل الامن والسلام لليهود وللدولة اليهودية، لا بد من تنازلات مؤلمة». ثم اوضح ان كل خطوة يخطوها في هذا المجال ستكون مربوطة بشكل جذري واساسي بتفكيك البنى التحتية للتنظيمات الفلسطينية المسلحة «فلن تكون هناك مفاوضات سلام من دون وقف تام وتراجع كامل عن العمليات الارهابية».

ورد عليه رئيس مجلس المستوطنات، بنتسي ليبرمان فقال ان المستوطنين لن يقبلوا باخلاء اية مستوطنة لانهم يعارضون «خريطة الطريق» التي يقوم الاخلاء عليها. وقال انهم بذلك يدافعون ليس فقط عن المستوطنات بل عن اسرائيل نفسها «فانت في هذه الخريطة ياسيدي تسلم امن اسرائيل الى الفلسطينيين، وهذا يجعلنا رهينة بايديهم. وقد سبق وجربناهم جميعا، ورأينا كيف استفادوا من الهدوء والسلام لاعلان انتفاضة مسلحة حصدت الف يهودي حتى الان. واذا نسيت انت فنحن لم ننس. لذلك سنقاوم كل اخلاء بكل ما نملك من قوة. وسنفعل ذلك من خلال الاساليب القانونية».

وقال ليبرمان بعد الجلسة «انها كانت صاخبة وقاسية، وطرحت فيها تساؤلات صعبة على شارون. لاننا ذكرناه بانه هو الذي قاد المشروع الاستيطاني في المناطق، وهو الذي يتخلى عنه اليوم».

وكان الناطق بلسان المستوطنات، يهوشع مور ـ يوسف، قد منع من دخول مكتب شارون، لانه عندما سئل عما سيقوله لرئيس الحكومة، قبل الجلسة، اجاب: «سنسأله اذا كان تعب من النضال من اجل امن اسرائيل». وقد احتج اعضاء المجلس على هذا المنع وهددوا بالغاء الجلسة مع شارون. لكنهم امام اصرار مدير مكتبه، تراجعوا عن تهديدهم، ودخلوا الجلسة من دون مور ـ يوسف. يذكر ان قوات الاحتلال الاسرائيلي لم تخل حتى الآن سوى 11 نقطة استيطان جديدة مما تسمى «غير شرعية»، من مجموع 200 نقطة كهذه. وما زالت هناك 189 نقطة، اضافة الى 160 مستوطنة ثابتة في الضفة والقطاع و11 حيا استيطانيا في القدس الشرقية المحتلة لا يذكرها احد بالاخلاء.