خبراء في واشنطن: نشـر قوات فصل أميركية في الأراضي الفلسطينية فكرة يصعب تحقيقها حاليا

TT

واشنطن ـ الوكالات: رأى متخصصون في شؤون الشرق الاوسط ان من الصعب حاليا ارسال قوات اميركية الى الاراضي الفلسطينية وهي الفكرة التي اثارها برلمانيون اميركيون في واشنطن ورفضها البيت الابيض رفضا قاطعا.

ولا تحظى الفكرة التي سبق ان اثيرت مرارا في الماضي بالاجماع في منطقة الشرق الاوسط. واذا كان الفلسطينيون ما زالوا يطالبون على الدوام بوجود قوة دولية تلعب دور المنطقة العازلة مع الاسرائيليين فان هؤلاء يرون ان مثل هذه القوة ستعيق قدرتهم في المناورة على الارض. وكان السناتور الجمهوري الاميركي ريتشارد لوغار قد دعا بشيء من الحذر الاحد الى ارسال قوات اميركية لكي تشارك في القتال ضد حركة المقاومة الاسلامية حماس التى يحملها البيت الابيض مسؤولية تصاعد موجة العنف في المنطقة.

وقال السناتور لوغار الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ في تصريحاته لشبكة فوكس نيوز «نقول بشكل واضح اذا كان لا بد في النهاية من قوة لازالة الارهاب فمن الممكن ان تكون هناك مشاركة اميركية». واعتبر السناتور نفسه ان مثل هذا التدخل يمكن ان يتم في اطار ارسال قوات دولية كقوات حلف شمال الاطلسي وقوات الامم المتحدة لكي تقوم بدور «الحفاظ على السلام» او حتى المشاركة على الارض في التصدي لحماس وحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين.

وتحدث عضوان اخران في مجلس الشيوخ هما جون وورنر (فرجينيا) رئيس لجنة القوات المسلحة وبات روبرتس (كنساس) رئيس لجنة الاستخبارات، عن قوات دولية في المنطقة لكنهما نصحا بالحذر. وقال السناتور روبرتس لشبكة «سي.بي.إس»: «سيكون الامر خطوة دراماتيكية. هذا اقل ما يقال فيها». ورأى العديد من الخبراء ان مثل هذا الخيار يبدو صعب التحقيق في سياق تزايد العمليات ضد المدنيين الاسرائيليين والردود الانتقامية للجيش الاسرائيلي.

وذهب البروفسور روبرت فريدمان من مؤسسة «ميدل ايست بوليسي كاونسيل» وهو مركز متخصص في شؤون الشرق الاوسط في واشنطن الى حد القول «ليس الامر صعبا فقط بل انها فكرة سيئة جدا ايضا». ورأى ان تمركز جنود اميركيين في قطاع غزة او في الضفة الغربية «سيجعل منهم اهدافا» للمتطرفين الفلسطينيين.

الى ذلك فان الاسرائيليين في كل الاحوال كما يضيف «ليسوا مستعدين لقبول الامر حاليا»، اضافة الى ان البيت الابيض نفسه رفض الفكرة تماما الجمعة الماضي. ويرى المتخصصون ان بامكان واشنطن ان تتخذ موقفا مغايرا اذا ما تمكن الاسرائيليون من تصفية القدرة العسكرية لحركة حماس. وقال البروفسور فريدمان «في هذه الحال «يمكن للولايات المتحدة ان تكون اكثر ميلا للقبول». في هذا الوقت لا يبدو البيت الابيض متحمسا لأي دور في عملية «حفظ السلام» في المنطقة كما يرى باتريك غاريت من احد المراكز المتخصصة في مكافحة الارهاب ومسائل الدفاع.

ويقول غاريت «لم يكن الامر على هذه الحال في الماضي وكل شيء يدفع الى الاعتقاد ان ذلك لن يكون في المستقبل»، مشيرا الى ما تبديه القوات الاميركية من فتور في مثل هذه العمليات في العراق وافغانستان. ولم ينس الاميركيون ان جنودهم كانوا هدفا عندما توجهوا لحفظ السلام في لبنان الممزق في السبعينات والثمانينات بالنزاع مع اسرائيل وبالحرب الاهلية. في المقابل فان القوات الدولية بما فيها الاميركية ما زالت تعمل كقوات لحفظ السلام في سيناء بين اسرائيل ومصر وذلك بعد توقيع معاهدة السلام بين البلدين عام .1979 وفي باريس اعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال آليو ماري التي استقبلت امس نظيرها الاسرائيلي شاؤول موفاز ان شروط نشر قوة فصل في اسرائيل «غير متوافرة حاليا». وقالت الوزيرة متوجهة الى الصحافيين اثر لقائها مع موفاز «ان نشر قوة الفصل في اي مكان يستلزم عددا من الشروط. وهذه الشروط غير متوافرة اليوم». وكان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان قد اعلن الاحد ان فرنسا ستعرض على الاسرة الدولية دراسة حول «امكانية نشر» قوة فصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وهو اقتراح رفضته اسرائيل على الفور.