الاحتجاجات الطلابية تتراجع في طهران وتتواصل في المدن الإيرانية الأخرى

TT

بدت المظاهرات الطلابية احتجاجا على المحافظين كما لو كانت تتجه للهدوء امس في العاصمة طهران مع نجاح الشرطة التي ترتدي الملابس المدنية في كبح جماح المتطرفين من انصار «حزب الله» الذين هاجموا المتظاهرين بالعصي والسلاسل الحديدية في الايام السبعة الماضية، ولكن الاحتجاجات حافظت على زخمها في مدن مشهد واصفهان وكرج وكرمان وكرمنشهر وتبريز. وشكلت المئات من السيارات نقاط اختناق مرورية حول جامعة طهران محور الاضطرابات وراح السائقون يضغطون على الابواق لابداء دعمهم للطلبة ولكن اعدادهم كانت اقل من ذي قبل وبدا الجو اقل توترا.

وضربت الشرطة نطاقا حول الجامعة الواقعة في وسط المدينة، كما اقامت متاريس لمنع المتشددين الاسلاميين الذين يرتدون الملابس المدنية ويركبون الدراجات النارية من الاقتراب من حرم الجامعة.

وقالت صحيفة «نسيم الصباح» الاصلاحية «المواجهة القانونية والسلوك المنظم من قبل الشرطة ادى الى عودة الهدوء. واذا جرى الاعتراف بالنقد والاحتجاج وسارا في طريقهما القانوني فلن يكون هناك أي توتر في المجتمع».

ولكن مع عودة الهدوء الى طهران وردت تقارير عن حدوث اضطرابات في سبع مدن اقليمية اخرى على الاقل. وقالت وكالات الانباء المحلية ان الشرطة الايرانية فرقت ليل الاثنين ـ الثلاثاء تجمعات احتجاجية في العديد من المدن في مختلف المحافظات الايرانية وذكرت ان عشرة من قوات الامن اصيبوا بجروح في محافظة همدان شمال غربي ايران.

واشارت وكالة الانباء الايرانية الى اضطرابات وتجمعات متفرقة لعشرات الاشخاص في المدن الكبرى في مشهد (شمال شرق) واصفهان (وسط) وكرج غرب طهران وكرمان (جنوب شرق) وكرمنشهر (غرب) وتبريز (شمال غرب).

وقالت صحيفة «جمهوري اسلامي» المحافظة ان 150 من «مثيري الشغب» والمدمنين والمشردين في اصفهان اعتقلوا. كما تجمع الطلاب في جامعات همدان وكرمان وتبريز للتنديد بعمليات الاقتحام التى يقوم بها الراديكاليون الاسلاميون الذين اقتحموا عنابر النوم في الحي الجامعي في طهران.

واعتبر جاك سترو وزير الخارجية البريطاني امس «ان تغيير النظام السياسي في ايران يبدو حتميا، لكن يجب ان ياتي من الشعب الايراني بنفسه وليس من الخارج».

واعلن سترو في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» ان بريطانيا اعتمدت، حيال النظام الايراني موقفا مختلفا من موقف الولايات المتحدة، لكنها تشاطر الاميركيين مخاوفهم ازاء برنامج ايران النووي.

وردا على سؤال حول المظاهرات الجارية في طهران منذ ايام عدة، اعتبر وزير الخارجية البريطاني ان «ايران مع قرابة 70% من سكانها دون الثلاثين عاما تمر حاليا بفترة انتقالية ديموغرافية كبرى. ان هذا البعد لوحده سيدفع ايران الى اعتماد عملية اصلاحية».

وقال سترو مشددا «لكن مبادرة اطلاق هذه العملية الاصلاحية يجب ان تأتي من ايران». واضاف «ان ما سوف يغير مسار العملية الحالية نحو احلال ديمقراطية افضل في ايران سيكون الايحاء بان المعارضة الايرانية يجرى تنظيمها من الخارج، وهو ما ليس عليه الحال حتى الان لحسن الحظ».

من جانبه، اكد ريتشارد بيرل، احد اقرب مستشاري وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، في مقابلة مع صحيفة «تاغشبيغل» الالمانية نشرت امس، ان الولايات المتحدة لا تفكر في التدخل عسكريا في ايران او سورية.

وقال مستشار البنتاغون «لا اعتقد ان شخصا يفكر الان في التدخل عسكريا ضد ايران او ضد سورية».

واعلن بيرل «لا نستخدم القوة الا عندما تفشل كافة السبل السلمية. هذا ما كان الوضع في العراق»، مضيفا انه «في ايران هناك فرصة كبيرة لتغيير سلمي للنظام».