القوات الأميركية تعتقل مئات العراقيين في كركوك وتكريت وبغداد وارتفاع عدد القتلى في صفوفها منذ أول الشهر إلى 50

TT

اكدت قوات التحالف، في حصيلة لنتائج عملية «عقرب الصحراء» حتى يوم امس، انها اعتقلت المئات من اتباع النظام المخلوع في العراق وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات في مدن كركوك وتكريت وبغداد، فيما ارتفع عدد القتلى من الجنود الاميركيين منذ اول الشهر الحالي الى 50.

واعلنت متحدثة باسم الجيش الاميركي امس ان القوات الاميركية اعتقلت 371 عراقيا في بغداد وشمال العراق في اطار عملية «عقرب الصحراء» التي شنتها لملاحقة الموالين لنظام الرئيس المخلوع صدام حسين.

وقالت السرجنت مايرا اونيل «ان قوات التحالف قامت في كركوك وتكريت بـ36 عملية واوقفت 215 شخصا (...) وفي منطقة بغداد شنت 11 عملية واوقفت 156 شخصا». واضافت ان الجيش قام ايضا بمصادرة اسلحة محظورة بينها 18 قاذفة صواريخ (آر. بي. جي) و121 بندقية و19 مسدسا واربع بنادق رشاشة.

وتهدف «عقرب الصحراء» بحسب الجيش الاميركي الى ملاحقة الذين يهاجمون القوات الاميركية في منطقة تمتد الى الشمال والشمال الغربي من بغداد وتقديم المساعدة الانسانية الى السكان الذين هم بحاجة اليها بعد مرور اكثر من شهرين على سقوط نظام صدام حسين. واكدت القيادة الاميركية الوسطى «ان هذه العملية ترمي الى كشف وتفكيك الموالين لحزب البعث والمنظمات الارهابية والعناصر المجرمة وتقديم مساعدة انسانية في الوقت نفسه».

وافادت حصيلة للقوات الاميركية وشهود عراقيين ان 113 عراقيا واجنبيا من غير الاميركيين قتلوا الاسبوع الماضي اثناء العملية.

ومع استمرار عمليات الملاحقة التي تقوم بها القوات الاميركية ضد فلول النظام المخلوع، هاجم عراقيان بالقذائف المضادة للدبابات (آر. بي. جي) موقعا للجيش الاميركي في الفلوجة على بعد 50 كلم غرب بغداد دون وقوع ضحايا، كما علم امس لدى الشرطة العسكرية في الفلوجة.

وقال القبطان جون ايفز ان مهاجمين كانا على متن سيارة اطلقا اول من امس «قذيفتي آر. بي. جي (..) سقطتا على الارض وانفجرتا. ولم يصب احد كما لم تحدث اضرار». واضاف «وانسحب المهاجمان من موقع الهجوم. ولاحقناهما غير انهما نجحا في الفرار».

وهزت انفجارات شديدة مدينة الفلوجة (غرب) ليل الاثنين الثلاثاء بسبب عمليات تدمير مخازن اسلحة، على ما ذكر متحدث باسم الجيش الاميركي. وقال الميجور بيار فيوت «انها انفجارات تتم تحت السيطرة. انها الاسلحة والمتفجرات التي نجمعها ونفجرها». واضاف الضابط «المدينة هادئة جدا».

واعلنت قوات التحالف الاميركي ـ البريطاني امس وفاة جندي اميركي متأثرا بجروح اصيب بها اول من امس في هجوم على دورية في بغداد. وقال بيان للفرقة الاولى المدرعة الاميركية «ان جنديا ضمن الدورية كان جالسا في الخلف في عربة عسكرية هوجم واصيب برصاصة من عيار صغير في الظهر».

وبذلك يصل الى 50 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ الاول من مايو (ايار) بينهم 14 قتلوا في هجمات و36 في حوادث، بحسب حصيلة اعدت بناء على بيانات عسكرية اميركية.

وداهم عشرات من الجنود الاميركيين بأسلحتهم الثقيلة قلب العاصمة العراقية بغداد امس واغلقوا العديد من الطرق وفتشوا المنازل بعد وقوع انفجارين في المدينة ونصب سلسلة من الاكمنة في بلدات مضطربة قريبة من بغداد.

من ناحيته، اتهمت مجموعة من الجنود والضباط العراقيين السابقين قوات التحالف التى تقودها الولايات المتحدة بانها حلت الجيش العراقي «كي يبقى العراق من دون هوية او كرامة او قوات مسلحة».

وقالت لجنة مشكلة من ضباط سابقين تطلق على نفسها اللجنة الوطنية لانقاذ الجيش العراقي انها ستمهل الاميركيين حتى الخامس والعشرين من الشهر الحالي لتلبية مطالبهم قبل النظر فى الخطوة التالية.

وتأتي هذه التصريحات في اعقاب اجتماع عقدته اللجنة امس مع المسؤول العسكري في السلطة المؤقتة الكولونيل جيمس براولي لاعادة النظر في قرار حل الجيش العراقي وتعويض العسكريين بصورة لائقة.

وصرح اللواء قحطان التميمي رئيس اللجنة بأن اللجنة اقترحت في الاجتماع ان ينص القرار على اعادة تنظيم الجيش العراقي لا حله. ورفض التميمي اي مقترح يستهدف الغاء الجيش. وقال ان ما يقوله الاميركيون من انهم سيشكلون جيشا يقوم على اساس حماية البلد لا على اساس العدوانية «لن ينطلي على احد»، مؤكدا اهمية بقاء الجيش العراقي كرمز للسيادة والكرامة.

الى ذلك قال مسؤول اميركي ان ديفيد كاي كبير مفتشي الامم المتحدة السابق للأسلحة النووية الذي كلفته وكالة المخابرات المركزية الاميركية «سي. آي. ايه» بوضع استراتيجية للعثور على اسلحة العراق البيولوجية والكيماوية المزعومة سيتوجه الى بغداد هذا الاسبوع لبدء مهمته الجديدة.

وكان جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية قد اعلن الاسبوع الماضي تعيين كاي للعمل كمستشار خاص في العراق.