خبراء نزع الألغام في العراق: معاناة الضحايا بدأت للتو

131 صاروخا ومئات الأطنان من المتفجرات والقنابل الانشطارية ما تزال تنتظر الإزالة

TT

بغدد ـ أ.ف.ب: اكد خبراء في نزع الالغام ان ازالة مئات الاطنان من المتفجرات والقنابل الانشطارية والصواريخ التي تتناثر بين المناطق السكنية في مختلف مناطق العراق يتطلب ما لا يقل عن سنة.

وقال روجيه هيس من المؤسسة السويسرية لازالة الالغام، وهي منظمة غير الحكومية كلفتها الامم المتحدة تنظيف العراق من مختلف المتفجرات والالغام «ان ما نعثر عليه اخطر من الالغام التي يمكن ان تقتل شخصا او اثنين. ان الصواريخ يمكنها ان تقضي على الكثير من الناس».

وقدر هيس ان الامر يتطلب «من 18 الى 24 شهرا حتى يمكن جعل المدنيين بمنأى عن المواد التي لم تتفجر. غير ان تدمير هذه المواد يتطلب بين ست وسبع سنوات».

ورأى هذا الخبير وخبراء اخرون انه لم تقع عمليات زرع الغام خلال الحرب الاخيرة كما كان الحال في حرب الخليج الثانية (1991) او الاولى (1980 ـ 1988).

واعتبر ان الاطفال بين 9 و13 سنة هم الاكثر عرضة الى حوادث بسبب لعبهم بهذه المواد.

وقال في أسف «المشكلة انه لا يمكننا ان نقول لهم (لا تلمسوا هذه المواد واستدعوا السلطات) لانه لا توجد حكومة حاليا».

وادراكا لهذه القضية، تقوم منظمة غير حكومية فرنسية «هانديكاب انترناشيونال» بحملة توعية بالتوازي مع عمليات ازالة الاسلحة.

وقال داميان فاليت دوسيا رئيس عمليات المنظمة في العراق «نقوم بتوزيع منشورات وملصقات على المدارس والمساجد والمستشفيات».

واضاف «ان آلام ضحايا الحرب بدأت للتو ونحن نحاول تقديم مساعدة نفسية»، مشيرا الى برنامج لتركيب اطراف صناعية لـ 300 شخص وبرنامج اخر لتكوين اطباء لتقديم الرعاية النفسية.

من جهته وضع التحالف برنامجا لازالة الالغام بقيادة فريق موزمبيقي يعمل لفائدة شركة اميركية خاصة (رونكو) تعمل لحساب الخارجية الاميركية.

واكد متحدث باسم التحالف الاميركي البريطاني في العراق ان قواته تشارك في ازالة المتفجرات موضحا ان الامر يقتصر على ما تعثر عليه في طريقها في اطار حملة نزع اسلحة العراقيين.

وقال التون بينهايرو الذي يعمل في منطقة بغداد «ان حربا اهلية من 16 سنة في الموزمبيق منحتنا تجربة واسعة حتى وان كان اغلب ما نعثر عليه قنابل لم تنفجر».

وأوضح ان فريقا اخر من شركة (رونكو) يعمل في الحلة جنوبي بغداد وهو يهتم فقط بالالغام.

وقال فيرناندو جينيور خبير آخر في ازالة الالغام ان «الحر يضطرنا الى تقليص (مدة) عملنا وينذر بتفجير (القنابل)».

وعلى هيس، لدى زيارة الاحياء المزروعة بالمواد المتفجرة، ان يواجه ايضا غضب السكان الذين يلومون خبراء نزع الالغام على عدم قدومهم سابقا.

وقال عبد الله حطاب، 68 سنة، وهو يشير الى صاروخ ارض-جو ومنصته بجانب منزله في البلديات جنوب شرقي بغداد «لقد مررتم الاسبوع الماضي ووعدتم بتخليصنا من هذا الصاروخ. انظروا انه لا يزال هنا ونحن خائفون».

واكد الجيش العراقي وجود ما لا يقل عن 131 صاروخا مبعثرة في العاصمة. وقال هيس للشيخ العراقي «ستتم ازالتها في غضون اسبوع. لم يكن لدي تجهيزات ولا موظفون لكنهم وصلوا الآن».

واعرب مواطنون اخرون عن خشيتهم من انفجار الصواريخ بفعل الحرارة. وقال هيس «يمكن ان ينفجر او ان ينسكب سائل محروقاتها بما يحويه من حامض النتريك القاتل في حال استنشاقه والمسبب لحروق خطرة في حال لمسه».

وبدت في وجه صالح، 7 سنوات، ويده اليمنى جروح غائرة اما حسين وهو من اترابه فقد اصيب بحروق خطرة في ساقه. واكدا انهما اصيبا بهذه الجروح عندما اقتربا كثيرا من دخان اصفر كان ينبعث من الصاروخ.