المبعوث الأوروبي بحث في بيروت إشراك لبنان في جهود السلام

TT

اعلن المبعوث الاوروبي الخاص بعملية السلام في الشرق الاوسط ميغيل انخيل موراتينوس، اثر اجتماعات عقدها في بيروت امس مع المسؤولين اللبنانيين الكبار، ان البحث تناول «الحاجة لاشراك لبنان في جهود السلام» في الشرق الاوسط و«امكان ايجاد خريطة طريق للبنان وسورية».

واشار موراتينوس الى ان مهمته كموفد اوروبي للسلام ستنتهي في 30 الشهر الحالي. وافاد ان اللجنة الرباعية الدولية التي وضعت «خريطة الطريق» للفلسطينيين والاسرائيليين ستجتمع في عمان في 22 يونيو (حزيران) الجاري للبحث في «امكان اعطاء دفعة للسلام في المنطقة». وذكر انه خلال محادثات الرباعية «سنبحث في مستقبل لبنان وسورية»، مضيفاً انه كان يتمنى «توقيع السلام بين لبنان واسرائيل» وانه «مقتنع بأن الامر سيحصل».

وشملت مباحثات موراتينوس في بيروت رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية جان عبيد. وذكرت مصادر الرئاسة اللبنانية ان الرئيس لحود ابلغ موراتينوس «ان لبنان وسورية يعملان من اجل السلام ويشجعان كل مبادرة تهدف الى عودة الاستقرار والامن الى دول المنطقة وشعوبها»، مشيراً الى ان «استمرار تدهور الاوضاع على ما هو حاصل الآن في الاراضي الفلسطينية سيزيد الموقف تعقيداً ويسقط كل الفرص المتاحة لتحريك عملية السلام من جديد».

وأكد لحود ان اي صيغة تهدف الى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة «لا يمكن ان تكون قابلة للتطبيق اذا غيب عنها المساران اللبناني والسوري، واذا لم تكن تهدف الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية».

وعقب اللقاء مع الرئيس لحود، ادلى موراتينوس بتصريح قال فيه: «عبّرت للرئيس لحود عن امتناني الشديد للدعم الذي ابداه دائماً للمهمة التي قمت بها، وفي الوقت ذاته، بحثنا كيفية جعل الشعب اللبناني، بالاضافة الى المجتمع والسلطة في لبنان، يستفيد من الدينامية الجديدة للسلام. واني اعتقد اننا امام فرصة جديدة. وانا اترك مهمتي مع تطلع مستقبلي تفاؤلي». واضاف: «يمكنني القول انني اغادر وضميري مرتاح. كنت اتمنى رؤية سلام نهائي، كما كنت اتمنى توقيع السلام بين لبنان واسرائيل. لكنني مقتنع ان الامر سيحصل. كونوا واثقين ان السلام ليس حلماً ولا وهما، بل هو واقع. وهذا الواقع سيكون قريباً جداً وسيتحقق في هذه الارض، ارض السلام».

وكان موراتينوس قد بدأ لقاءاته بزيارة وزير الخارجية اللبناني جان عبيد. وقال عقب الزيارة «اني اتعهد، كما هو معروف عني، وحتى الدقيقة الاخيرة ببذل الجهود لعملية السلام. وبهذا المعنى هناك الكثير من المبادرات للقيام بها وايقافها على رجليها. وفي ضوء ذلك حرصت على ابقاء اتصالاتي مع السلطات اللبنانية. وبحثت مع الوزير عبيد في كيفية اشراك لبنان في الدينامية الجديدة التي نحاول احياءها في المنطقة. الوضع ليس سهلاً. لقد تكوَّن لدينا الحماس بعد نشر خريطة الطريق وقبولها من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وعودة التزام الادارة الاميركية من خلال قمتي شرم الشيخ والعقبة».

وافاد: «هناك اجتماع مهم في الاردن في 22 الحالي سيشارك فيه وزراء خارجية الرباعية الدولية للبحث في كيفية امكان اعطاء دفعة للسلام في المنطقة. وخلال محادثات الرباعية الدولية سيبحث مستقبل لبنان وسورية. واتمنى ان تؤدي الجهود الاوروبية وجهود المجموعة الرباعية الدولية المبذولة الى اعطاء الامل للبنانيين وللسوريين والى اعطاء اشارة قوية في هذا المجال. لا نريد سلاماً مقتصراً على الاراضي الفلسطينية، نحن نريد سلاماً شاملاً يرضي الجميع ويعطي حلاً عادلاً ودائماً وشاملاً للمنطقة بأسرها».

وزار موراتينوس رئيس مجلس النواب نبيه بري وقال عقب الاجتماع: «كان اللقاء للتعبير له عن شكري لدعمه وتعاونه مع مهمتهي التي ستنتهي نهاية هذا الشهر. وان الرئيس بري هو قيادي ناشط في لبنان والمنطقة من اجل تحقيق السلام والاستقرار. وانا اقدّر كثيراً مساهمته في هذا المجال. ولقد بحثنا في الوضع الراهن والحاجة لاشراك لبنان في جهود السلام. وآمل في ان يكون لدينا رؤى جديدة من اجل سلام شامل وعقلاني على المسار السوري ـ اللبناني. وانني اغادر لبنان بروحية متفائلة بعد تحرير الجنوب واستعادة السيادة والاستقلال والسلام في لبنان».

كذلك زار رئيس الحكومة رفيق الحريري. وتحدث عقب اللقاء للصحافيين فقال: «لن اتخلى عن التزامي تجاه اصدقائي في لبنان خصوصاً بالنسبة لصداقتي ولاعترافي بالجميل للرئيس رفيق الحريري الذي عملت معه بنمط بناء وايجابي ومدهش. واعتقد انه يجب ان يكون فخوراً بما قام به خلال عهده كرئيس للحكومة. واريد ان اقدم دعمي واعترافي له واعبر عن سعادتي للدور الذي قام به تجاه لبنان والمنطقة».

واضاف: «بحثنا في الالتزامات والتحديات التي لدينا حتى آخر لحظة امثل فيها الاتحاد الاوروبي. وانني ملتزم العمل للسلام واعطاء المزيد من الامل وفرص السلام في لبنان. وبحثنا في الاوضاع في المنطقة. واثرنا كل الافكار التي هي موضوع بحث وامكان ايجاد خريطة طريق للبنان وسورية وان تكون هذه المبادرة ضمن اطار. ولم يتخذ بعد اي قرار كيف يمكن ادخال لبنان وسورية. ويجب ان يكون عملاً متوازناً ومتزامناً بين سورية ولبنان والمجموعة الرباعية والمجموعة الدولية حتى يستطيع الجميع الاستفادة منها. وكل جهد او محاولة لعزل جهة عن جهة لا يؤدي الى حل دائم للسلام في المنطقة».