بغداد ـ رويترز: شاهد العراقيون الرئيس المخلوع صدام حسين في صور مختلفة طوال فترة حكمه كان يظهر فيها رجل الدولة القوي والجندي المقدام والمثقف الحكيم. ولكنهم لم يروا صدام صائدا للكمأة، وهي نوع من الفطر البري.
وقد حصلت وكالة رويترز على مجموعة من شرائط الفيديو التي التقطها المصور الشخصي لصدام وهي تقدم صورة غير مسبوقة للحياة الاسرية لصدام والاوقات التي كان يمضيها مع زوجته وابنائه.
في احد الشرائط يظهر صدام مرتديا سترة سفاري وعلى عينيه نظارة شمسية بنية وهو يقود اسرته في مغامرة الى الصحراء بحثا عن الكمأة وسط الرمال. في حين كانت زوجته ساجدة ترتدي عباءة فضفاضة وقبعة وهي تسير وراءه ومعها ابنتاها يحفرون في الرمال مستخدمين مجرفة خاصة. ويبدو على صدام الامتعاض عندما يجد كمأة صغيرة ويستدير الى افراد اسرته قائلا «اتظنون ان صدام يكترث بشيء بهذا الصغر». ويحمل هذا الشريط تاريخ 15 مارس (آذار) عام .1990 وصاحت رنا وهي احدى بناته قائلة «ابي انظر ماذا وجدت» وهي تركض الى والدها حاملة معها الكمأة في يدها وينظر اليها صدام نظرة فاحصة ثم يواصل بحثه.
وتظهر الشرائط الثمانية التي حصلت عليها رويترز من موظف سابق من المقربين لصدام مجموعة من المناسبات الاسرية مثل اعياد الميلاد وحفل خطبة ورحلة صيد وحتى زيارة الى مصر حيث كان يحضر فيها صدام حفلا بالاوبرا مع الرئيس حسني مبارك.
وفي احد الشرائط احاط ابناؤه وأحفاده به للاحتفال بعيد ميلاده وكانت امامهم كيكة كبيرة مليئة بالشموع. ويهمس صدام الذي كان يرتدي حلة بنية ورباط عنق بنيا ايضا في اذن زوجته ساجدة في الوقت الذي كانت تلتقط فيه الصور. بعدها يجلس امام مائدة عامرة بالمأكولات.
وكان صدام يستخدم الشوكة والسكين في حين ان ابنه عدي كان يتناول الطعام بيديه. وكان تاريخ هذا الشريط 28 ابريل (نيسان) .1991 واصبح بيع شرائط صدام الخاصة التي نهبت بين ما نهب من قصوره تجارة رائجة بالنسبة لمتاجر الفيديو في بغداد. ويقول الكثير من العراقيين انهم يشعرون بغضب بالغ لان الرئيس كان يستمتع بوقته مع اسرته في الوقت الذي كان يعاني فيه الكثير من ابناء الشعب العراقي.
وخلال حكم صدام كان احيانا يظهر على شاشات التلفزيون مع اسرته في صورة منسقة جيدا. وليس هناك ما يدعو الى الصدمة في هذه الشرائط فمثلا لا توجد شرائط عن حفلات ماجنة قيل ان ابنيه عدي وقصي كانا ينظمانها. ولكن تفاصيل صغيرة مفزعة في هذه الشرائط تظهر ان هذه الاسرة لم تكن طبيعية بأي حال.
ففي حفل عيد ميلاد صدام كان قصي يدس بلا مواربة مسدسا فضيا بين طيات ثيابه في حين ان زوجي ابنتيه حسين كامل وصدام كامل كانا دائما يرتديان الملابس العسكرية حتى اثناء البحث عن الكمأة. وقد قتل الاثنان، فبعد خمس سنوات من الوقت الذي التقط فيه شريط الفيديو الذي ظهر فيه الاثنان وهما يلتفان حول الكيكة في عيد ميلاد صدام امر بقتلهما انتقاما من فرارهما القصير الى الاردن.