النساء الأردنيات المنقبات والمحجبات يدلين بأصواتهن في الانتخابات بعد كشف وجوههن

TT

شاركت النساء الاردنيات المنقبات والمحجبات في الانتخابات النيابية الاردنية امس بكثافة غير معهودة.

وجاء هذا الاقبال منذ الساعات الاولى لبدء الاقتراع بعد ان اصدر عدد من رجال الدين منفردين او مجتمعين وخاصة مجلس الافتاء في وزارة الاوقاف، ولجنة علماء الشريعة داخل حزب جبهة العمل الاسلامي فتاوى دينية منذ عدة ايام اباحت جميعها للمنقبات والمحجبات الكشف عن وجوههن امام الرجال في مراكز الاقتراع.

وقال الشيخ همام سعيد، نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في فتوى وزعت امام مراكز الاقتراع التي يترشح فيها اعضاء من الجماعة، «ان كشف وجه المرأة المنقبة او المحجبة مباح في الانتخابات، للضرورة من اجل انتخاب المرشح المسلم الملتزم برفع راية الاسلام».

وكانت النساء المنقبات والمحجبات قد ظهرت غالبيتهن امام مركز الاقتراع في عمان العاصمة وخاصة في الدائرة الخامسة، حيث يخوض الانتخابات فيها زعيم تيار الصقور في جماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد ابو فارس، والذي يعارض ترشيح المرأة لعضوية مجلس النواب، كما ظهرن بكثافة في مراكز الاقتراع في مدينة الزرقاء وخاصة في الدائرة التي تترشح فيها لاول مرة امرأة عن الحركة الاسلامية.

وامتثلت النساء امس لتعليمات رؤساء مراكز الاقتراع دون اية مشاكل او عمليات اكراه، حيث ابرزن بطاقات الانتخاب التي تحمل صورهن سافرات، ورفعن نقابهن للكشف عن وجوههن لثوان معدودات للتأكد من مطابقة الشخصية.

وابدى عدد منهن امتعاضهن من هذا الاجراء الجديد، وقالت الناخبة ام صالح لـ«الشرق الأوسط»: «لقد انتخبت في مرات سابقة، وكشفت وجهي امام نساء، وهذه المرة الاجراء غريب، لكن الضرورات تبيح المحظورات، وانا سعيدة بالمجيء واعطاء صوتي للحركة الاسلامية، لكن لا بد للحكومة من ايجاد حل لهذه المشكلة وترتيب كشف الوجه امام نساء فقط».

من جهته، اعتبر الناطق الرسمي باسم الانتخابات فيصل الشبول ان اقتراع النساء المنقبات او المحجبات تم بدون اية مشاكل.

وقال الشبول لـ«الشرق الأوسط»: لماذا تغضب الناخبة من الكشف عن وجهها ما دامت تحمل بطاقة انتخابات ورخصة قيادة وجواز سفر مثبتة عليها صورتها وهي مكشوفة الوجه، فمن تكشف وجهها للتصوير او لمراكز الحدود عند المغادرة او السفر بامكانها كشف وجهها لثوان امام رئيس لجنة الاقتراع».

وكانت الحركة الاسلامية قد اتهمت الحكومة الاردنية بوضع العراقيل امام مرشحي الحركة للحيلولة دون وصولهم الى البرلمان، ومنها اجبار النساء على خلع غطاء الوجه، لكن قيادات الحركة أكدت في حينه انها ستعمل على تذليل هذه المشاكل اذا ما اصرت الحكومة على قرارها.

وتعتبر صناديق النساء في هذه الانتخابات اكبر مخزن لاصوات الحركة الاسلامية، اضافة الى ان المرأة الاردنية تشكل ما نسبته 51 في المائة من عدد الناخبين الذين يبلغ عددهم مليونين و325 الف مواطن موزعين على 590 مركز اقتراع للرجال و597 مركز اقتراع للنساء.