مشروع إسرائيلي لتوطين اليهود في الجليل والنقب بعد إجلائهم من الضفة والقطاع

TT

كشف النقاب في القدس امس عن مشروع بمبادرة من وزير البنى التحتية في اسرائيل، يوسي باريتسكي، يهدف الى توطين المستوطنين اليهود المستعمرين في المناطق الفلسطينية المحتلة في منطقتي الجليل والنقب داخل الخط الاخضر (اسرائيل ما قبل 1967).

والتقى باريتسكي مع عدد من اعضاء الكنيست والمسؤولين السياسيين والاقتصاديين في البلاد من اجل بلورة لوبي سياسي ـ اقتصادي لدعم مشروعه. ويخطط للالتقاء مع قادة المستوطنين اليهود في الضفة الغربية وقطاع غزة لاقناعهم بواقعية هذا المشروع وحيويته.

وقال باريتسكي ان مشروعه هذا جاء ليعطي جوابا واقعيا لخطوة حتمية وهي ان «المفاوضات السياسية التي تديرها الولايات المتحدة بين اسرائيل والفلسطينيين ستنتهي في مرحلة ما، حتما، باخلاء الغالبية الساحقة من المستوطنات اليهودية القائمة في المناطق الفلسطينية». وبموجب «خريطة الطريق» بدأ هذا الاخلاء في الاسبوعين الاخيرين بشكل مكثف. ومن المفروض ان لا يشكل الاستيطان اليهودي عقبة امام مسيرة السلام بين الشعبين. ولكن، في الوقت نفسه، لا يجوز ان تتم عملية الاخلاء بشكل جاف، ومن دون تقديم بدائل مناسبة للمستوطنين. فمن يريد منهم ان ينتقل للسكنى في القدس وغيرها من الاماكن المقدسة لليهود، يحق له ذلك وينبغي توفير المسكن المناسب له. وكذلك الامر بالنسبة لكل من يختار سكنا آخر. ولكن غالبية المستوطنين، قبلوا الانتقال الى المستوطنات، لانهم يبحثون عن بيئة خضراء واجواء هادئة، بعيدا عن ضوضاء المدينة. وبالامكان توفير هذه الاجواء في بلدات الجليل والنقب اليهودية. وينبغي بدء العمل على هذا البرنامج من الآن، حتى لا يتسبب الاخلاء في مشاكل وازمات جديدة».

وتوجه الوزير باريتسكي الى البلديات والمجالس المحلية اليهودية في الجليل والنقب طالبا مساعدته في قبول هؤلاء المستوطنين واقامة مشاريع بناء لاستيعابهم.

وقد اثار هذا المشروع انتقادات لاذعة لدى قيادة المستوطنين، وقال عضو مجلس قيادة المستوطنات، بنحاس فاليرشتاين، ان المستوطنين لا يفتشون عن بيئة هادئة، انما عن جذورهم اليهودية في ارض اسرائيل. وقال ان الرد على باريتسكي وامثاله من اليسار الخنوع هو ببناء المزيد من المستوطنات والبيوت الاستيطانية.

واثار المشروع ايضا بعض التخوفات لدى قادة المواطنين العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48)، فعلى الرغم من تأييد هؤلاء لاخلاء المستوطنات، حتى يتاح لشعبهم الفلسطيني ان يقيم دولته المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، يتحفظون من ان يدفعوا هم، بأراضيهم وعلى حساب تطور قراهم ومدنهم، ثمن هذا الاخلاء. ويطالبون بأن يكون توطين المستوطنين في اطار مشروع شامل لتطوير الجليل والنقب، يأخذ في الاعتبار احتياجات مدنهم وقراهم من الارض ومن المشاريع الاسكانية والصناعية والتطويرية وان يكون واضحا مسبقا ان المشروع لن يؤدي الى مصادرة المزيد من اراضيهم.

* 12 مستوطنة جديدة يذكر ان هناك حوالي ربع مليون مستوطن يهودي في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين و140 الف مستوطن يهودي في القدس الشرقية و25 الف مستوطن يهودي في المرتفعات السورية المحتلة (الجولان). وتحاول اسرائيل الابقاء على غالبية هؤلاء المستوطنين في تلك المناطق المحتلة.

وقد بدأت في الاسابيع الاخيرة عملية اخلاء عدد من المستوطنات الجديدة التي اقيمت في السنوات الاخيرة كأحياء جديدة في المستوطنات القائمة. والمستوطنات القائمة هي 160 والاحياء الجديدة فيها بلغت 200 حتى الشهر الماضي.

وقررت حكومة ارييل شارون اخلاء 63 نقطة استيطان من هذه الاحياء، على ان يبحث وضع 137 نقطة استيطان اخرى في وقت لاحق. وخلال الاسبوعين الماضيين تم اخلاء 11 نقطة كهذه، عشر منها خالية من السكان وواحدة مأهولة. وخلال اخلاء الاخيرة وقعت اشتباكات دامية جرح خلالها 15 جنديا و15 مستوطنا. واقام اليمين المتطرف ضجة كبرى ضد حكومته بسببها.

وخلال الايام العشرة الاخيرة نجح المستوطنون في اقامة 12 نقطة استيطان جديدة مكان تلك التي تم اخلاؤها. وقامت قوات الاحتلال بازالة ثلاث منها، لكن المستوطنين اعادوا بناءها. وقررت الحكومة تجميد النشاط لاخلاء بقية المستوطنات بسبب العمليات التفجيرية الفلسطينية. وقالت انها من طرفها نفذت الاجراءات المطلوبة منها في سبيل تطبيق «خريطة الطريق»، وينبغي الآن ان يقوم الطرف الفلسطيني بتنفيذ التزاماته بوقف العمليات وبتحطيم البنى التحتية للارهاب.