مصادر إسرائيلية: اتفاق وشيك لنقل السلطة في غزة إلى الفلسطينيين

TT

القدس ـ أ.ف.ب: اعلنت مصادر مطلعة في القدس امس ان الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني «قد يتوصلان خلال هذا الاسبوع» الى اتفاق حول نقل السلطة في قطاع غزة الى الفلسطينيين.

وعقد مسؤولون فلسطينيون واميركيون في بيت حانون شمال قطاع غزة امس اجتماعا تم خلاله بحث المسائل المتعلقة بالانسحاب الاسرائيلي من مناطق فلسطينية خصوصا قطاع غزة وبيت لحم. وقال مسؤول فلسطيني بارز رفض كشف اسمه ان الاجتماع عقد برئاسة الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية وبعضوية كل من محمد دحلان وزير شؤون الامن واللواء عبد الرازق المجايدة مدير الامن العام في قطاع غزة ومن الجانب الاميركي جون وولف المبعوث الاميركي اضافة الى القنصل الاميركي العام في القدس. وتوقع المسؤول ان يعقد اجتماع فلسطيني ـ اسرائيلي امني مساء امس، مشددا على ان «الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قريبان من التوصل الى اتفاق». واكد المسؤول ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح ستعقدان اجتماعين منفصلين برئاسة الرئيس ياسر عرفات اليوم لاتخاذ قرار حول تسلم المناطق التي ينسحب منها الجيش الاسرائيلي وتسلم قوات الامن الفلسطيني المهام الامنية فيها.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن مسؤولين سياسيين اسرائيليين ان نقل السلطات الى الفلسطينيين سيشمل كامل قطاع غزة. وبموجب هذا الاتفاق فان الجيش الاسرائيلي سيعيد انتشاره بشكل يمنع حصول احتكاكات ممكنة مع السكان. وتابعت الصحيفة ان اسرائيل ستتعهد بعد التوصل الى هذا الاتفاق بضبط النفس «لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة اسابيع على ان يقوم الفلسطينيون خلال هذه الفترة بتنظيم انفسهم لنشر قواتهم الامنية في هذه المنطقة». واوضحت ان دوف فايسغلاس مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون نقل الخطوط العريضة لهذا الاتفاق الى مستشارة الامن القومي في البيت الابيض كوندوليزا رايس.

وتابعت الصحيفة ان اسرائيل تشترط بعد نقل السلطات في قطاع غزة الى الفلسطينيين ان تتوقف الهجمات الفلسطينية من قطاع غزة وان تتوقف عمليات القصف بالهاون وان تبدأ السلطة الفلسطينية جمع اسلحة المجموعات الفلسطينية. من جهتها قالت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان المفاوضات حول نقل السلطة في قطاع غزة لا تزال تتعثر بشكل خاص حول طلب اسرائيل ابقاء سيطرتها على الطريق الرئيسية التي تربط بين شمال وجنوب القطاع مما يتيح للجيش الاسرائيلي التحرك لضمان امن مستوطناته في القطاع. وتابعت الصحيفة ان المستوطنين يطلقون على هذه الطريق طريق نتساريم وهو الاسم الذي تحمله مستوطنة في جنوب قطاع غزة، بينما يطلق الفلسطينيون على هذه الطريق اسم صلاح الدين.

وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول قد حث رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس على تسلم المناطق التي ستنسحب منها اسرائيل من دون انتظار التوصل الى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية الراديكالية. من جهته ابدى وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو امس تفاؤله بشأن فرص التوصل الى اتفاق على انسحاب عسكري اسرائيلي من قطاع غزة وبيت لحم، مطالبا في الوقت نفسه اسرائيل والولايات المتحدة بضمانات حول هذا الموضوع. وقال عمرو «سنواصل العمل مع الاميركيين واسرائيل من اجل التوصل الى اتفاق، ومن المحتمل جدا ان ننجح في ظل هذه الظروف». واضاف «اننا نحتاج الى ضمانات من الولايات المتحدة واسرائيل بأن عمليات الاغتيال والاعتقالات ستتوقف وبان اسرائيل ستفرج عن المعتقلين الفلسطينيين».

وكان الوزير الفلسطيني يرد على تصريحات ادلى بها وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم في ختام اجتماع مع نظيره الاردني مروان المعشر على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في الاردن. وقال شالوم ان «اسرائيل مستعدة للانسحاب من غزة وبيت لحم ويعود للفلسطينيين ان يقرروا ما اذا كانوا مستعدين لتولي مسؤولية الاراضي». واضاف «نحن قريبون الآن من التوصل الى اتفاق، انها المرحلة الاولى في اتجاه المستقبل».