ولي عهد البحرين يلتقي شالوم لأول مرة ويرفض طلبه فتح مكتب ارتباط إسرائيلي في المنامة

ماهر يرفض إعادة السفير وعبد الله غول يقترح قمة سلام شرق أوسطية في تركيا

TT

اكد ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة امس انه عقد لقاء غير رسمي استغرق 20 دقيقة في الشونة بالاردن مع وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في البحر الميت.

وقال الشيخ سلمان انه التقى «صدفة» سلفان شالوم في احد الفنادق في الشونة حيث يحضران اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي، مشددا على ان «اللقاء الذي استمر حوالي عشرين دقيقة لم يكن رسميا».

واضاف ان شالوم «طلب المزيد من التعاون بين البلدين (...) وفتح مكتب وعقد لقاءات»، موضحا انه رد ان ذلك «مستحيل في الاوضاع الحالية» التي رأى انها «صعبة جدا».

وكان شالوم صرح انه عقد اجتماعا مع ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، موضحا انه يشعر «بسعادة كبيرة بهذا الاجتماع». وعبر عن امله في «عقد المزيد من اللقاءات بين (الرسميين) الاسرائيليين والبحرينيين».

واضاف شالوم ان هذا اللقاء «يثبت اننا نجري حوارا مكثفا مع العالم العربي لانهاء النزاع».

وهذا اللقاء هو الاول الذي يعقد بين وزير اسرائيلي وولي عهد البحرين التي لا تقيم علاقات مع اسرائيل.

وكان شالوم، قد عقد سلسلة اجتماعات مع وزراء ومسؤولين عرب ومسلمين، امس، على هامش اعمال المؤتمر في الاردن بينهم وزير الخارجية المصري، احمد ماهر، ووزير الخارجية الاردني، مروان المعشر، ووزير الخارجية التركي، عبد الله غول، ووزير المالية الفلسطيني، الدكتور سلام فياض، وغيرهم. وكان من المفروض ان يلتقي في المساء مع العاهل الاردني الملك عبد الله بن الحسين.

وفي اللقاء مع الوزير المصري، طلب شالوم عودة السفير المصري الى اسرائيل لكن ماهر قال في تصريحات عقب اللقاء امس ان الظروف ما زالت صعبة للغاية حاليا لاعادة السفير.

وأكد وزير الخارجية المصري امس على اهمية التزام اسرائيل بنصوص خريطة الطريق، وطالب اسرائيل بوقف الاجراءات التي تعيق الجهود المبذولة من اجل ان يتوصل الفلسطينيون الى اتفاق لوقف اطلاق النار او لهدنة.

واضاف ماهر في تصريحات صحافية بعد لقائه مع نظيره الاسرائيلي «ابلغته ان الاجراءات التي تتخذها اسرائيل من شأنها عرقلة تنفيذ خريطة الطريق وخلق الظروف المناسبة لاعلان الهدنة».

وفي ما يتعلق بالاجراءات التي من شأنها ان توقف حمامات الدم بين الفلسطينيين والاسرائيليين، قال ماهر ان هناك وثيقة اقرتها اللجنة الرباعية والتزمت بها اسرائيل ورئيس الولايات المتحدة شخصيا وعليهم ان يتحملوا مسؤولية تنفيذ تلك الوثيقة، مشددا على ان مصر تطالبهم بذلك لان هذا هو ما يجب ان يفعلوه.

وفي اللقاء مع الوزير الفلسطيني طلب شالوم ان يتم تشجيع القطاع الخاص على اقامة مشاريع اقتصادية مشتركة مع القطاع الخاص الاسرائيلي، لأن مثل هذه العلاقات تساهم في تخفيف التوتر بين الشعبين وتجعل كل طرف يدرك انه سيخسر كثيرا من العداء والصدام، فيسعى الى توطيد علاقات السلام والتعاون بين الطرفين. ووافق فياض على الفكرة لكنه اضاف ان الاجراءات الاسرائيلية الحربية تشكل عائقا امام مثل هذه المشاريع. وطلب من شالوم ان يسعى لدى حكومته ولدى قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي ان تزيل الحصار عن المدن والقرى الفلسطينية حتى يستطيع الاقتصاد الفلسطيني ان يتنفس.

وفي اللقاء مع المعشر طلب شالوم ان يعود السفير الاردني الى تل ابيب، حتى يتاح تحسين العلاقات بين الدولتين، فأجاب الوزير الاردني ان هذه الخطوة مربوطة باستئناف المفاوضات الاسرائيلية ـ الفلسطينية، والذي يأمل ان يتم في وقت قريب.

واقترح الوزير التركي ان تستضيف بلاده مؤتمر قمة للسلام في الشرق الاوسط. فرحب الوزير الاسرائيلي بالفكرة.

وكان الملك عبد الله قد اجتمع صباح امس بـ15 من رجال الاعمال الكبار من مختلف دول العالم بينهم خمسة اسرائيليين. وشكا خلال اللقاء معهم من اسرائيل التي تضع عراقيل بيروقراطية امام اقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين.

وذكر مصدر اسرائيلي رفيع في الاردن ان اللقاءات التي تمت حتى الآن تدل على ان الاردن معني بتعاون اقتصادي كبير مع اسرائيل وانه مستعد لأن يكون قناة اتصال وتعاون بين العراق الجديد واسرائيل.

وذكر هذا المصدر عددا من المشاريع التي يريد الاردنيون تنفيذها، اهمها:

ـ اتفاق تجارة حرة بين البلدين: ابدى الاردن استعدادا لتوسيع الاتفاق القائم حول ذلك بحيث يشمل عدة مناطق على طول الحدود مع البلدين بمشاركة كل من العراق وفلسطين.

ـ اقامة مناطق صناعية مشتركة بين الاردن واسرائيل والاردن وفلسطين واسرائيل، يكون هدفها الانتاج الصناعي.

ـ استئناف عمل انبوب النفط القديم الموصل ـ حيفا، الذي ضخ النفط العراقي الى ميناء حيفا حتى انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين. والمعروف ان الانبوب يمر عبر الاراضي الاردنية. وعلى الرغم من تلف هذا الانبوب، خصوصا في المنطقة الاردنية، فان الاردن يعتقد ان بالامكان تصليحه وترميمه في غضون سنوات قليلة.

ـ القناة المائية ما بين البحر الاحمر والبحر الميت، بطول 180 كيلومترا، والتي ستكلف 3 مليارات دولار، وقد حظي المشروع بموافقة صندوق النقد الدولي. وسيكون، في حالة الاتفاق عليه، مشروعا اسرائيليا ـ اردنيا ـ فلسطينيا مشتركا، وسيشتمل على عدة مشاريع اقتصادية سياحية وصناعية.

وقال مندوب اسرائيل الدائم في الأمم المتحدة، داني غيلرمن، ان المؤتمر هذه المرة يبدو مميزا، اذ ان التحفظ من اسرائيل قد تبدد، وبدأت تظهر استعدادات واضحة للتعاون الاقتصادي معها خصوصا في العالم العربي.