وزيرا الإعلام السوري واللبناني يعلنان تنسيق المواقف في لقاء القاهرة

TT

وصف وزير الاعلام السوري عدنان عمران اجتماع وزراء الاعلام المرتقب في القاهرة بأنه هام، ويتضمن جدول أعماله جملة من المواضيع يتصدرها موضوع موقف اعلامي عربي مشترك للدفاع عن الحقوق العربية مجسدة بدعم صمود القدس ودعم لبنان من أجل استعادة كامل أراضيه، ودعم الجهود المبذولة لتحرير جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان والجنوب اللبناني ودعم العمل العربي على الساحتين الأوروبية والأميركية في مواجهة التحرك الصهيوني.

وأشار الوزير عمران في تصريح مشترك مع نظيره اللبناني الوزير ميشال سماحة عقب مباحثات أجرياها في دمشق امس، الى أن الفترة المنصرمة لم تشهد ارتقاءً هاماً في مستوى التنفيذ معرباً عن اعتقاده بأنه ربما كانت هناك ظروف وأسباب، مستبعداً وجود مبررات حقيقية لذلك.

وطالب الوزير عمران بتصعيد الجهد العربي المشترك لمواجهة التحديات الماثلة، مشيراً الى وجود قرارات سبق أن اتخذت في القاهرة وصدق عليها في قمة بيروت وخاصة موضوع المؤسسات الاعلامية على الساحة الدولية، وخطة اعلامية للتحرك العربي على الساحة الأميركية، لم تشهد تنفيذاً مقبولاً، وانه ستجرى دراسة ذلك في اجتماع القاهرة. وقال عمران «نحن كبلدين سورية ولبنان، ربما ميزنا سلوكنا الاعلامي والسياسي دائماً بالتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية والقومية، وهذه ليست مهمة سهلة على الاطلاق، بل انها مهمة صعبة، ولابد بالفعل من أن نعمل في اجتماع القاهرة القادم على دراسة معمقة لمشكلة خطيرة تعيش معنا عبر سنين، وهي القرار الذي نتخذه ثم يذهب الى الأدراج».

وأضاف وزير الاعلام السوري «ان المطروح الآن هو بالفعل كيف ننقذ مصداقية العمل العربي سواء العمل العربي في مجالاته السياسية، أو هو ما يعنينا الآن في المجال الاعلامي، هذا الموضوع هو بالتأكيد من المواضيع الرئيسة التي سنناقشها في اجتماع القاهرة الذي نذهب اليه برؤى مشتركة بين سورية ولبنان تنطلق من منظور تلاقي الموقفين مع المصالح العربية العليا، كما نذهب اليه بأفكار عربية قبل كل شيء ولمصلحة العمل العربي المشترك بآفاقه المديدة والكثيرة، متمنين بالفعل أن نحقق ما نصبو اليه».

وأشار عمران الى أن ثمة اجتماعاً آخر سيعقد في نهاية اجتماع وزراء الاعلام، هو اجتماع تنسيقي بين مجلسي وزراء الاعلام والثقافة العرب بسبب وجود تقاطع بين المجلسين في مواضيع كثيرة، معرباً عن الأمل بخلق الآلية التي تكفل تنفيذ القرارات المتخذة.

من جانبه، قال وزير الاعلام اللبناني بأن محادثاته مع نظيره السوري تندرج في اطار التنسيق والتعاون الدائمين بين لبنان وسورية في جميع المبادئ وحول شتى المواضيع والقضايا «وتحديداً في هذه الظروف التي نحن مقبلون فيها على اجتماع القاهرة، ويتناول هذا التنسيق أكثر وأعمق النقاط التي تجمع بين الموقفين اللبناني والسوري اللذين يؤسسان لموقف عربي تأسس أصلاً على موقف عربي جامع يوم ذهبنا جميعاً ومعاً الى مدريد لهدف استراتيجي هو السلام، في اطار مرجعية القرارات الدولية (242 و338 و425) ومبدأ الأرض مقابل السلام».

وأضاف سماحة: «هناك انتكاسات لها مصادر عديدة أحدها أننا كعرب لم نلتزم جميعاً وحدة المسارات وتناسقها للوصول الى سلام عادل وشامل ودائم، وعسى بما نفعله اليوم في الاعلام من تواصل مع شعبنا العربي في لبنان وسورية وباقي الدول العربية، من خلال مؤتمر وزراء الاعلام العرب، مستندين الى قرارات واعلان قمة بيروت، أن نستعيد اللحمة في البيت العربي لنواجه معاً مستجدات المرحلة المقبلة من أجل تحقيق سلام يقوم على العدل يشمل كل المسارات العربية ويشمل استعادة كل الحقوق المغتصبة من العدو الصهيوني، وتحديداً حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس يختارها الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجلها، وتستعيد سورية ولبنان أراضيهما المحتلة، ونستعيد حقنا في مواردنا في اطار سلام عادل وشامل يكون دائماً».

ورأى الوزير سماحة أن الاعلام العربي «ليس صناعة بل هو صياغة اعلامية لمواقفنا وقواعدنا السياسية، نتفاعل من خلاله مع شعبنا ومع الشعوب الأخرى، ونوصل صوتنا الى جانب الدبلوماسية الى دول العالم والى الشعب الأميركي والشعوب الأوروبية والآسيوية والى الشعوب الصديقة الأخرى في روسيا وأميركا اللاتينية والصين التي وقفت باستمرار الى جانبنا».

وتابع «علينا اليوم أن نعيد صياغة علاقتنا بتلك الشعوب انطلاقاً من المستجدات التي تفرضها العقائد الجديدة التي تسللت الى مواقع القيادة في عدد من الدول التي لها علاقة وذات صلة بحقوقنا، لنعيد التوازن الى الرؤية لحقوقنا في اطار الشرعية الدولية». وأشار الوزير اللبناني الى أنه سيكون لسورية ولبنان موقف ورأي متناسق تماماً في اطار اجتماع الجامعة العربية المقبل في القاهرة على مستوى وزراء الاعلام. .