مصادر أصولية تكشف عن اعتقال أبرز معاوني أبو قتادة في تركيا وترحيله إلى تونس سرا

TT

كشفت مصادر مطلعة في العاصمة لندن عن اعتقال التونسي عبد الله السفيان من قيادات «القاعدة» ابرز معاوني ابو قتادة الزعيم الروحي لـ«القاعدة» في تركيا منذ ستة شهور قبل ترحيله الى العاصمة تونس الاسبوع الماضي سرا. وقالت المصادر ان السفيان وكنيته «ابو عياض» مسؤول تحرير مجلة «المنهاج» الاصولية الشهرية، كان طالبا للجوء السياسي في العاصمة لندن في التسعينات قبل سفره الى افغانستان للقتال الى جانب صفوف «القاعدة» وطالبان، قبل عدة شهور من هجمات سبتمبر (ايلول) 2001.

وزعم اصوليون في لندن ان السفيان تعرض للتعذيب الشديد والمتواصل في سجون تركيا، بسبب رفضه الكشف عن هويته وجنسيته للمحققين الاتراك. واعربت المصادر عن اعتقادها ان السفيان نجح في الهرب من حملة مداهمات داخل الاراضي الايرانية طالت عناصر من «القاعدة»، لكنه سقط في قبضة الامن التركي اثناء محاولته اللجوء الى ملاذ آمن.

وقد التقى مراسل «الشرق الاوسط» السفيان في احد المطاعم المتناثرة بالقرب من مدينة غزني مسقط رأس القائد الشهير محمود غزنوي على الطريق بين كابل وقندهار في يونيو (حزيران) 2001 ، بصحبة خمسة من «الافغان العرب».

ولم اتعرف على السفيان في بادئ الامر، وكنت قد التقيته قبل خمسة اعوام في لندن في مكتب ابو قتادة الاصولي الفلسطيني، المتهم غيابيا في قضية تنظيم «القاعدة» بالاردن، والمحتجز حاليا في سجن بيل مارش شديد الحراسة، ووقتها نادى علي السفيان، وكانت الشمس قد لوحت وجهه بلون برونزي وطالت لحيته، وظهر اكثر خشونة. وقال السفيان بصوت جهوري «اجئت تطارد الارهابيين في افغانستان، يا لجرأتك يا رجل».

وسلمت عليه وقتها، وقلت له «الا تخجل من تسمية نفسك بارهابي»؟ رد علي بحماسة اكثر: انني افخر بذلك، الم يقل الله عز وجل في كتابه الكريم، «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».

واضاف «نحن نفخر بهذه التسمية وهي شرف لنا»، واخذ يكيل اللوم تارة والسباب تارة اخرى للصحافة العربية، اما الصحافيون العرب الذين التقاهم في لندن، فقد وصفهم بأنهم «لا يهوون سوى الفرقعات الصحافية المملوءة بالبهارات، ومعظمهم عملاء وجواسيس لاجهزة المخابرات العربية».

وقالت مصادر الاصوليين ان السفيان لم يرتبط بقضايا العنف الديني في تونس، ولا توجد احكام غيابية صادرة بحقه، ووصل الى لندن في بداية السبعينات وهو متزوج ولديه اربعة اطفال. وتطرقت الى ان مجلة «المنهاج» اللندنية كانت لسان حال الاسلاميين في بريطانيا، وكان من ابرز كتابها الاصولي الفلسطيني ابو قتادة المحتجز في سجن بيل مارش، والدكتور هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» للدراسات التاريخية بلندن. ومن ابرز ما ورد في مجلة «المنهاج» الاصولية مقالات عن التيار السلفي الجهادي حملت عنوان «قراءة ومواجهة» و«اهل القبلة والمتأولون» بقلم ابو قتادة، ووصية الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لـ«الجماعة الاسلامية» الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد مدى الحياة في اميركا لتورطه في تفجيرات نيويورك 1993، بالاضافة الى مقالات تحليلية تاريخية بقلم المحامي هاني السباعي، واخرى باسم ابو بصيرالسوري، وابو محمد المقدسي، وابو الوليد الانصاري الفلسطيني.