القمة الأوروبية اختتمت ببحث تطلعات دول البلقان للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

TT

عقب لقاء قصير بين قادة الاتحاد الاوروبي الموسع وقادة دول البلقان، اختتمت اعمال القمة الاوروبية التي عقدت اول من امس السبت بالقرب من مدينة سالونيك (تيسالونيكي) بشمال اليونان. وضم آخر لقاءات القمة رؤساء دول وحكومات ثلاث وثلاثين دولة، هي الى جانب دول البلقان الخمس، دول «الاتحاد الاوروبي» الـ25 والدول الثلاث المرشحة للانضمام لاحقا وهي رومانيا وبلغاريا وتركيا، وذلك للبحث في التطلعات الاوروبية لدول البلقان واعطاء قوة دفع لآلية الاصلاحات فيها.

وهدفت هذه القمة الى تأكيد نيات دول البلقان الاخرى; كرواتيا والبوسنة ـ الهرسك وصربيا ـ الجبل الاسود ومقدونيا والبانيا بالانضمام الى الاتحاد في المستقبل، ودعوة قادة هذه الدول الى تكثيف التحولات السياسية والاقتصادية في بلادهم من اجل الاقتراب اكثر من المعايير الاوروبية.

واضطر قادة الاتحاد الاوروبي على التوقيع على مساعدة اضافية قدرها 200 مليون دولار كمساعدة تنموية الى دول البلقان، في اطار تشجيع التحولات الاقتصادية والسياسية في البلدان الخمسة المشار اليها بجانب 5.5 مليار دولار مخصصة للمنطقة.

الا ان زعماء دول البلقان ذكروا ان الاموال ليست هي دائما الاهم، ولا يمكن توحيد اوروبا بالمال وحده، وطالبوا بمساعدة الاتحاد الاوروبي في مجالات مكافحة الجريمة والحفاظ على الامن والنقل والتجارة الخارجية. كذلك نادى زعماء البلقان بسرعة حل مشكلة كوسوفو، لانها حسب تفنيدهم ليست مهمة فقط لدول البلقان، ولكن لاوروبا ايضا، واكدوا ان اضطراب البلقان معناه اضطراب اوروبا كلها.

اما اهم ما تبنته القمة الاوروبية فكان بالطبع اعتماد مشروع الدستور الاوروبي الجديد، على انه وثيقة اساسية للمؤتمر الوزاري للاتحاد في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، وقد وصف كوستاس سيميتيس رئيس وزراء اليونان ورئيس المؤتمر، يوم تبني الدستور الاوروبي بـ«يوم تاريخي» في حياة الوحدة الاوروبية. وفضلا عن ذلك ناقشت القمة عدة مشاكل اخرى منها الهجرة الشرعية وغير الشرعية واللجوء ونظم منح التأشيرات الاوروبية والجريمة المنظمة والارهاب والايدز وتجارة المخدرات والحدود الخارجية، بالاضافة الى القضية القبرصية.

ولم تسلم القمة من اعمال الشغب، اذ نظم عشرات الآلاف من معارضي العولمة والرأسمالية والاحتلال الاميركي للعراق، مظاهرات عنيفة، وهشموا واجهات الكثير من المحلات التجارية والبنوك وحطموا عددا من السيارات واحرقوا بعض المطاعم للوجبات السريعة، بينهم مطعما لسلسلة مطاعم «مكدونالدز» الاميركية.

وشارك في المظاهرات وفقا لما صرح به المنظمون ما بين خمسين وستين الف شخص، انتهت المظاهرة الاولى منها في هدوء، اما الثانية التي اشرف على تنظيمها عدد من منظمات اليسار المتطرف والنقابة اليونانية الكبرى والمنتدى الاجتماعي اليوناني واستمرت حتى ساعات متأخرة فقد ضمت بعض الملثمين الذين انفصلوا عن المسيرة وقاموا بأعمال الشغب والتهشيم والتكسير واشعال النيران والقاء العبوات الحارقة وقنابل المولوتوف، ووفقا للمصادر الرسمية فان الاضرار تقدر بملايين اليورو.

وتصادم المتظاهرون مع قوات الامن التي هاجمتهم بالغازات المسيلة للدموع بالقرب من القنصلية الاميركية لإبعادهم عنها، واعتقلت الشرطة ما يقرب من ستين شخصا بينهم اثنا عشر اجنبيا، ما زالوا رهن التحقيقات.