بابا الفاتيكان دعا في بانيالوكا لتجنب الرد على الشر بالشر ويطلب الصفح عن الجرائم بما فيها «التي ارتكبها كاثوليك»

TT

دعا بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني اثناء القداس الذي اقامه امس في مدينة بانيالوكا (بشمال البوسنة) الى اعادة بناء الكنائس الكاثوليكية التي هدمها الصرب اثناء الحرب في البوسنة والهرسك. وطلب من الله المغفرة عن كل الجرائم بصرف النظر عن الهوية الدينية لمرتكبيها بمن فيهم الكاثوليك. وقال ان الضحايا سقطوا من مختلف الطوائف في البوسنة «ومن الكياسة عدم الرد على الشر بالشر». وقال ان خروج الكاثوليك من بانيالوكا لم يكن بارادة الرب.

وكان البابا قد وصل صباح امس الى مطار بانيالوكا وكان في استقباله اعضاء مجلس الرئاسة البوسني والمفوض الدولي في سراييفو اللورد بادي اشداون. وقد انزل البابا على كرسي متحرك لانه يتعذر عليه المشي بسبب تقدمه في السن، 83 عاما.

وبدت آثار السنين واضحة على اكبر شخصية دينية كاثوليكية في العالم عند إلقائه لكلمته الموجزة التي جدد فيها دعوته للحوار بحضور 40 كاردينالا من مختلف انحاء اوروبا، فقد بدا مجهدا وهو يقرأ كلمة مكتوبة من قبل، ثم ظل واضعا يده على خده الايسر طيلة الساعات العشر التي امضاها في القداس الذي اشرف عليه والذي طوّب فيه قديسا الدكتور ايفان ميرتسا وهو منصّر كاثوليكي ولد في بانيالوكا ومات في زغرب. كذلك بدت عين البابا اليمنى مغلقة تماما اثناء القداس، ولم يشاهد مبتسما كما انه لم يلوح بيديه لما يزيد عن خمسين الفا من الحاضرين الذين قدموا من مختلف انحاء اوروبا ولا سيما من كرواتيا وسلوفينيا اضافة لاعداد كبيرة من البوسنة.

وتجدر الاشارة الى ان نسبة الكاثوليك في البوسنة تبلغ 17% والصرب 33% والمسلمين 50%. وهناك من يتحدث عن نسبة تتراوح بين 52 و55% من المسلمين الا ان ذلك يحتاج لاحصاء جديد لانه لم يجر اي احصاء للسكان منذ عام 1991. اضف الى ذلك ان ديموغرافية المدن البوسنية شهدت تغييرا كبيرا، فبانيالوكا التي كان 70% من سكانها من المسلمين (اكثر من 90 الف نسمة) ولم يكن بها سوى 5 آلاف كرواتي و 10 آلاف صربي لم تعد تضم اكثر من 7 آلاف مسلم فقط.

من ناحية ثانية حظيت زيارة البابا للبوسنة باهتمام اعلامي كبير اذ نقل التلفزيون الرسمي وعدة محطات خاصة القداس البابوي على الهواء مباشرة وحضر 751 صحافيا من مختلف انحاء اوروبا لتغطية الزيارة اضافة لمراسلي الصحف والقنوات الفضائية العالمية.