السلطات الأميركية تحقق في نشاطات مجموعة تضم ابن دبلوماسي يمني سابق يشتبه في أنها تلقت تدريبا قتاليا

التحقيقات تشمل أحمد أبو علي المعتقل في السعودية على خلفية تفجيرات الرياض وإماما يدعى علي التميمي متهماً بـ«توجيه» المجموعة

TT

اشارت مصادر ووثائق قانونية الى ان مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي، (اف بي آي) وهيئة محلفين عليا في الكساندريا بولاية فيرجينيا الاميركية يحققان حول مجموعة من المسلمين يشتبه انها كانت تتدرب في الولايات المتحدة بغرض المشاركة في عمليات قتالية في الخارج وفي اطار هذه التحقيقات اعتقلت السلطات شخصين على الاقل بينهما ابن دبلوماسي يمني سابق.

وتشير وثائق المحكمة الى ان مذكرات تفتيش صدرت لقوات الامن التي داهمت منازل حوالي 12 شخصا في ضواحي واشنطن حيث صادرت بنادق واسلحة اخرى ومناظير وذخيرة ومنشورات وكتيبات لها صلة بالارهاب بالاضافة الى وثائق.

ويركز جزء من التحقيق على ما اذا كان افراد المجموعة يقدمون مساعدات لمجموعة «لشكر طيبة» المسلحة في كشمير، وهي مجموعة صنفتها السلطات الاميركية ضمن المنظمات الارهابية.

وكان افراد هذه المجموعة يمارسون قبل هجمات 11 سبتمبر (ايلول) لعبة الـ«بينتبول» القتالية الوهمية التي يحاول افراد كل فريق خلالها القضاء على افراد الفريق الآخر باستخدام بنادق صوت وطلق تصبغ الموضع الذي تصادفه اذا اصابت شخصا من الفريق الآخر. كما كان افراد المجموعة يواظبون على حضور محاضرات كان يلقيها الشيخ على التميمي، الذي فتشت سلطات الامن منزله بفيرجينيا. وقالت مصادر ان التميمي وجه اتباعه بالسفر خارج الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر.

جدير بالذكر ان متحدثا باسم مكتب المدعي العام في فيرجينيا بول ماكنولتي، الذي يقود التحقيق في هذه القضية، رفض التعليق.

من جانبه نفى محامي واحد من افراد المجموعة مسجون حاليا ان يكون المتهمون قد تورطوا في أي نشاطات اجرامية ويعتقد ان هيئة المحلفين العليا ستبرئ ساحتهم. وقال المحامي، سالم علي، ان السلطات الاميركية فسرت رسالة التميمي بصورة خاطئة، وأوضح انه فقط كان يقصد ان من يواجه صعوبات عليه ان يغادر المنطقة للبحث عن ملاذ آمن في مكان آخر.

وكان واحد من افراد المجموعة، ويدعى ابراهيم الحمدي وهو مواطن يمني، قد اعترف بحيازته لبندقية نصف آلية ومن المقرر ان يصدر حكم بحقه مطلع اغسطس (آب) المقبل. وقال المحامي سالم علي ان مكتب المباحث الفيدرالي ضخم من شأن لعبة الـ«بينتبول» التي كان يمارسها افراد المجموعة في منطقة ريفية بولاية فيرجينيا الاميركية، وأشار الى ان سلطات الولاية تحاول ان تجعل مما حدث وكأنه محاولة من افراد المجموعة للمشاركة في «الجهاد»، مؤكدا ان هيئة المحلفين ستدرك انه لا توجد حلقة ارهابية.

تجدر الاشارة الى ان مذكرات التفتيش التي اعتمدت عليها السلطات الامنية في تفتيش منازل المتهمين قد صدرت خلال الفترة من فبراير (شباط) وحتى مايو (آيار) الماضيين، وكانت قد اشارت الى ان مكتب المباحث الفيدرالي كان يبحث عن «مواد لها صلة بأي نوع من التدريب ذي الطابع العسكري والجهاد والعنف ضد الولايات المتحدة ودعم تنظيم القاعدة واسامة بن لادن وأي مجموعة ارهابية اخرى». ونصت مذكرة التفتيش على البحث عن اي مواد تشير الى دعم مجموعة »لشكر طيبة» المدرجة في قائمة وزارة الخارجية الاميركية بالمنظمات الارهابية وكانت المذكرات التي صدرت الشهر الماضي قد ركزت على السعي الى الحصول على أية معلومات إضافية حول من يسافرون الى دول اخرى لها علاقات جيدة بالولايات المتحدة بغرض القتال ضد أي من هذه الدول او توفير المال اللازم لذلك وكانت التفاصيل الاولى حول التحقيق في هذه القضية قد وردت في صحيفة «بوست ديسباتش» التي تصدر في سانت لويس.

وكان احد الذين تجري السلطات الاميركية تحقيقا بشأنهم، وهو احمد ابو علي الذي يسكن في فولز تشيرش بولاية فيرجينيا، قد اعتقلته السلطات السعودية في إطار التحقيق في تفجيرات الرياض في مايو (ايار) الماضي. لكن محامي ابو علي، اشرف نوباني، رفض من جانبه الاجابة على اية اسئلة لكنه ذكر في بيان له «ان الامر المثير للقلق هو عدم اعتزام السلطات الاميركية او عدم قدرتها على الوصول الى شخص اميركي لا تعرف عنه اي معلومات بعد ان اصبح تحت رحمة نظام قضائي آخر. ربما يخضع هذا الشخص للتعذيب الآن». وصرحت كيلي شانون، مسؤولة القسم القنصلي بوزارة الخارجية الاميركية، أن مسؤولين اميركيين طلبوا بصورة غير رسمية من الحكومة السعودية مقابلة ابو علي، لكنهم لم يتلقوا بعد ردا من الجانب السعودي، إلا ان طلبا رسميا ارسل الى وزارة الخارجية السعودية في 16 يونيو (حزيران) الجاري، حسبما اشارت المسؤولة.

وكان التميمي، الذي خضع منزله في فيرفاكس للتفتيش قد القى في السابق محاضرات في «دار الأرقم» بفولز تشيرش وفي مناسبة واحدة على الاقل نهاية العام الماضي في مقر «المؤسسة الاسلامية الاميركية» في سبرينغفيلد بولاية فيرجينيا، حسبما أفاد مسؤولون في هذه المؤسسة. إلا ان مسؤولا أشار الى انه لم يلق محاضرات في «دار الارقم» على مدى عدة سنوات. وكانت «واشنطن بوست» قد حاولت الحصول على معلومات حول قضية التميمي مباشرة من بيته، إلا انها لم تجد ردا.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»