القيادي بحركة قرنق: على الخرطوم التخلي عن برنامجها الأحادي.. ومطالبنا بعاصمة قومية ليست تعجيزية

باقان أموم لـ«الشرق الأوسط»: موقف الحكومة تجاه العاصمة القومية سيؤدي إلى انفصال الجنوب

TT

طالب القيادي البارز بالحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم الحكومة وحزبها الحاكم في الخرطوم بأن تتخلى عن فرض «افكارها الاحادية» وان تتحلى بالشجاعة لقبول الآخر.

ونفى اموم الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي (تحالف المعارضة) لـ«الشرق الأوسط» ان تكون مطالب الحركة بعاصمة قومية مطالب تعجيزية، مشيرا الى ان التعجيز هو اصرار الحكومة على قوانين معبرة عن ملة دينية معينة وتطالب بسودان موحد. وشدد على ان التفاوض اما ان يفضي الى سلام عادل أو تتفجر الحرب وتتحمل الحكومة المسؤولية. وهذا نص الحوار:

* كيف ترون مسألة تشكيل حكومة الاجماع الوطني التي تطالبون بها وما هي رؤيتكم لها؟

ـ نحن في الحركة الشعبية اكدنا على ان الطريق لخلق الاجماع الوطني هو الحوار الوطني بين كل القوى السياسية السودانية. بمعنى اخر تلك الحكومة يمكن تشكيلها عبر الحوار الوطني المعبر عن القواسم المشتركة المكتشفة عبر ذلك الحوار «الشجاع» والذي يقودنا الى مواجهة الواقع السوداني الذي يتصف بالتعددية والاختلاف.

* ومن هي القوى التي ستتشكل منها حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي تطالبون بتشكيلها؟

ـ بكل تأكيد يجب ان تتشكل تلك الحكومة من كل القوى السياسية السودانية على حسب اوزانها ومن دون الغاء أي قوى مهما كانت صغيرة.

* وماذا سيكون الوضع في رأيكم بالنسبة للحكومة القائمة فعليا على السلطة في الوقت الحالي؟

ـ على الحكومة وحزبها الحاكم ان تعي جيدا ان الطريق للمستقبل يمر عبر بوابة الاجماع الوطني، وعليها ان تتخلى عن فرض افكارها الأحادية، وان تتحلى بالشجاعة لقبول الاخر حتى تسلمه السلطة وعلى الحكومة ان تتقبل ان تكون في المعارضة اذا فقدت السلطة ديمقراطيا.

* وما هي رؤيتكم لآليات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية وما هي ضمانات نجاحها واحتمالات فشلها في تقديركم؟

ـ آليات تحقيق الاجماع الوطني هي السلام العادل والديمقراطية الحقيقية التي تحقق التداول السلمي للسلطة بما ينهي هيمنة الاقلية في المركز واحتمالات نجاح تلك الحكومة كبيرة جدا بالمقارنة مع احتمالات بقاء واستمرار حكومة احادية أو شمولية، كما ان دعم حكومة الاجماع الوطني سيكون وافرا من غالبية الشعب السوداني وهذا مما يقلل احتمالات فشل حكومة كهذه رغم ان احتمالات الفشل واردة ولكن يبقى ان للشعب الحق في تغيير حكومته من وقت لآخر.

* بالنسبة لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية من خلال الاجماع الوطني لكل القوى السياسية في السودان ما هو دور الحركة الشعبية «تحديدا» في هذا الاطار؟

ـ دور الحركة الشعبية لتحقيق الاجماع الوطني واضح للشعب السوداني، خاصة ان ما يميز الحركة هو الاصرار على خوض معترك الحوار مع كل القوى السياسية السودانية والبحث الدائم عن القواسم المشتركة معها، فالحركة الشعبية دخلت في حوارات مع كل القوى السياسية السودانية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار متمثلا ذلك في الحوار والتفاوض المستمر مع نظام الجبهة القومية الاسلامية الاصولية الذي اعلن الجهاد على الجنوب وعلى الحركة الشعبية، كما دخلت الحركة في حوار مع التجمع الوطني الديمقراطي، وهذه الجهود جميعها تلتقي في مساعي تحقيق السلام وتدعم عملية التفاوض في ماشاكوس بتوسيعها للحوار الوطني حول قضايا تحقيق السلام العادل والانتقال بالسودان الى الديمقراطية الحقيقية.

* معنى هذا انكم توصلتم الى قناعة مفادها ان مشاكل السودان لن تحل الا تحت مظلة الاجماع الوطني بين كل القوى السياسية؟

ـ نحن في الحركة الشعبية نرى ان مفتاح حل مشاكل السودان يوجد في يد الحكومة القابعة على السلطة الان وترى ان عليها ان تتحلى بالمسؤولية التاريخية ابتداء بقبول ضرورة انهاء الحرب عبر اتفاق سياسي يحقق السلام العادل. وعن تلك المسؤولية نقول ان امام الحكومة خيارين هما قبولها «بشجاعة» بضرورة ذلك الانتقال بما يحقق التحولي السلمي أو التمسك بقوابت الانقاذ، وهذا يفتح الباب «فسيحا» امام الشعب السوداني للاطاحة بالحكومة عن طريق العنف لا محالة.

* قومية العاصمة هي احد المطالب التي ترفضها الحكومة وتعتبرها مطالب تعجيزية الا يمكن للحركة تقديم تنازلات بسحب طلب كهذا مثلا؟

ـ يجحف البعض بحق الحركة الشعبية عند وصفهم لمطالب الحركة الشعبية بالتعجيزية، فكيف تكون مطالبتنا بعاصمة قومية مطالبه تعجيزية نحن عندما نطالب بعاصمة قومية لنا جميعا مسلمين ومسيحيين أو من ديانات مختلفة فلا اظن اننا نطلب مستحيلا، فكيف يمكن ان يكون مطلبنا تعجيزيا عندما نقول ان تكون عاصمتنا محكومة بقوانين تعبر عن كل ادياننا أو على الاقل تعبر عن ما هو مشترك بيننا، ولكن الموقف التعجيزي هو الاصرار على ان تكون العاصمة محكومة بقوانين معبرة عن ارادة ملة دينية معينة دون الاخرى والاصرار في نفس الوقت على ان يكون السودان موحدا.

* وما هو الواقع الحقيقي للعملية التفاوضية الآن؟

ـ علينا ومن واجبنا ابلاغ الشعب السوداني بأن العملية التفاوضية قد وصلت الى نهاياتها، فاما ان تفضي الى سلام عادل في خلال الاشهر القليلة القادمة أو ستنفجر الحرب من جديد وبشكل كبير يعم كل السودان وبالتأكيد هذا الاحتمال الاخير سيقود الى تصفيات جسيمة سيدفع ثمنها غالبا الشعب السوداني.

* وهل تتحمل الحركة الشعبية جزءا من مسؤولية خطر عودة الحرب؟

ـ ستكون حكومة الخرطوم هي المسؤول الوحيد لانها عندما ترفض تقديم بعض التنازلات كالقبول بقومية العاصمة «مثلا» فهي بذلك ترفض السلام العادل والديمقراطية وعندما تتمسك بالانقاذ بثوابتها فهي بذلك تهدم آمال امة بكاملها في تطلعاتها الى سودان جديد آمن ومستقر ورحب يتسع لكل ابنائه متوحدين.

* ما الذي تفعله الحركة الشعبية حاليا؟

ـ الحركة الشعبية الان تستعد لمواجهة كل تحدياتها بقيامها بتجهيز نفسها لبناء تنظيم سياسي جماهيري قادر على الحكم والوفاء بوعوده، واعني تنظيما سياسيا ينتظم كل السودان من تمولي الى حلفا ومن همشكوريب الى الجنينة ببرنامج وطني ديمقراطي لانهاء التهميش وتحقيق المواطنة السودانية الحقيقية المعبرة عن الهوية السودانية.