ليز تشيني: أميركا لديها مشكلة مصداقية في الشرق الأوسط لكننا لا نحظى بتغطية محايدة في الإعلام العربي

نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي: لا يجوز أن تكون نسبة الأمية بين النساء 50% والديمقراطية ليست حق الانتخاب فقط * افتتاح مكتبين لمتابعي مبادرة الشراكة في الخليج وشمال أفريقيا

TT

قالت ليز تشيني مساعدة وزير الخارجية الاميركي ان الولايات المتحدة ستفتتح في المنطقة مكتبين لمتابعة برامج مبادرة الشراكة مع الشرق الاوسط التي اعلنها الرئيس الاميركي جورج بوش، الاول في شمال افريقيا، مرجحة ان تكون تونس مقرا له والثاني في منطقة الخليج. واعترفت بان الولايات المتحدة تواجه مشكلة مصداقية في المنطقة ولذلك فهي تحتاج الى اظهار التزامها بالمساعدة على بناء مستقبل جيد للمنطقة فيما يتعلق بالتطور السياسي والاقتصادي مشيرة الى ان هذا الجانب لم يحظ باهتمام كبير لفترة طويلة، لكنها شكت في الوقت ذاته من ان بلادها لا تحظى بتغطية محايدة في الاعلام العربي.

ودعت ليز تشيني وهي ابنة ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي حكومات المنطقة الى عدم استخدام القضايا الامنية للتضييق على المجتمع المدني، لأن هذا يؤدي الى ان تكون القوة الوحيدة المنظمة في الساحة السياسية هي المتطرفون . وردا على سؤال قالت ان هذا يشمل اسرائيل.

وتحدثت ليز تشيني في لقاء مع مجموعة محدودة من الصحافيين العرب في لندن حول برنامج الشراكة الاميركي مع الشرق الاوسط من اجل ابرام اتفاقات تجارة حرة خلال 10 سنوات وتشجيع الاصلاحات في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية في المنطقة، وقالت انه تم عقد اجتماع لهذا الغرض في قمة البحر الميت للمنتدى الاقتصادي العالمي الاخير مع رؤساء الوفود العربية المشاركة في المنتدى استمع فيها كولن باول وزير الخارجية الاميركي الى وجهات نظر الدول العربية في ما يتعلق بالخطوات المطلوبة للوصول الى اتفاق التجارة الحرة والذي يعد جزءا من برنامج الشراكة الذي سيخصص له مليار دولار مشيرة الى ان هناك اتفاقين للتجارة الحرة حاليا بين الولايات المتحدة وكل من الاردن واسرائيل وتجري المفاوضات مع المغرب حاليا بينما ستبدأ مع البحرين. واوضحت ان هذه الاتفاقات ثنائية بين الولايات المتحدة والدول الموقعة، والفكرة ان تبرم الاتفاقات مع دول عربية رئيسية ليكون نموذجا للاخرين فالاتفاق مع المغرب مثلا يكون متطلباته مماثلة لبقية دول شمال افريقيا والبحرين نموذجا لبقية دول الخليج وهكذا.

وركزت في حديثها على ان الاصلاحات السياسية تدريجية مشيرة الى ان الديمقراطية لا تتعلق فقط بحق الانتخاب ولكن باشياء اخرى ايضا مثل حرية الصحافة ودور المنظمات غير الحكومية ومشاركة النساء في الحياة السياسية. وقالت ان دول المنطقة تحقق تقدما بدرجات متفاوتة فالمغرب حقق تقدما في ما يتعلق بمشاركة النساء من خلال وجود 35 عضو في البرلمان، والبحرين سمحت بهذا الحق للنساء بينما حقق الاردن تقدما على صعيد اجراء الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وفي مصر تقدمت الاصلاحات الاقتصادية بتعويم الجنيه، وكذلك بالغاء محاكم امن الدولة والسماح بمجلس قومي لحقوق الانسان. ونوهت في حديثها بورقة ولي عهد السعودية الامير عبد الله بن عبد العزيز في ما يتعلق باصلاح الوضع العربي. واعربت عن رأيها بان الدول التي تحقق ازدهارا اقتصاديا هي التي تتقدم على صعيد الاصلاحات السياسية. كما ركزت على وضع المرأة مشيرة الى ان نسبة الامية تصل الى 50% بين المرأة في الدول العربية ولا يمكن لمجتمع ان يتقدم ونصف قواه معطلة، كما ان هذا شيء غير مقبول في القرن الواحد والعشرين.

وحول مسألة اصلاح التعليم قالت ان حكومات المنطقة لاحظت ان المدارس لا تقدم الكفاءات اللازمة للمنافسة في اقتصاد عالمي مشيرة في هذا الصدد الى اهمية ان تكون المناهج عصرية وتعلم التسامح ومساعدة التلاميذ على المنافسة في المستقبل في العملو وقالت ان بناء مدارس جديدة قد يكون هو اسهل شيء لكن الاكثر اهمية هو طرق التدريس بحيث يكون التعليم اكثر تفاعلا بين المدرس والطالب وليس تلقينا فقط. ونفت ان تكون واشنطن تريد التدخل في ما يتعلق بالمواد الدينية. ونوهت في هذا المجال بمبادرة تقوم بها محافظة الاسكندرية في مصر في ما يتعلق بالمدارس الرائدة وكذلك اصلاحات تقوم بها قطر في مجال التعليم، وفي الاردن. وقالت ان هناك مشروعا سيجري تنفيذه يسمى السفراء الصغار بالتعاون مع جامعة ديكنوسن كولدج لطلاب مدراس ثانوية من دول عربية يتم استضافتهم في برنامج في الولايات المتحدة.

وقالت ان الاهتمام بالاصلاحات السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط هي جزء من استراتيجية الأمن القومي الاميركية لانه في اعتقاد واشنطن فان الدول الحرة سياسيا واقتصاديا من المرجح ان تكون حليفة لها وتستطيع مواجهة الارهاب.