وكيل محافظ العاصمة العراقية المؤقت لـ«الشرق الأوسط»: المشاكل في بغداد ناجمة عن انهيار مؤسسات النظام السابق.. والأوضاع تتحسن تدريجيا

TT

بدا فارس عبد الرزاق الأعسم، وكيل محافظ بغداد المؤقت، مترددا ويتحاشى اعطاء الانطباع بانه يتحدث في شؤون تتعدى اهتماماته التكنوقراطية، الا انه اعرب عن قناعته بان الأوضاع في العراق تسير في طريق التحسن، وقال ان التسيب الأمني الذي شهدته بغداد «ارتبط بالتغيير الكبير الذي حصل في المجتمع العراقي والتحولات الذي حصلت فيه، كما ارتبط بأزمات ناجمة عن نقص في الخدمات، وهي في النهاية جزء من التحول الكبير الذي نجم عن تغير نظام ومجيء نظام آخر مكانه».

واضاف الاعسم «أن النظام السابق ظل يحكم لفترة طويلة وكانت لديه مؤسساته، وبالتأكيد عندما انهارت أغلبية مؤسساته. وكانت النتيجة حصول فراغ كبير خلق بدوره مشاكل كبيرة في الخدمات وفي الأمن، ولكني اعتقد أنه مع مرور الوقت سوف يستتب الوضع». وأعرب الأعسم الذي جاء الى نيويورك ضمن وفد سلطة التحالف المؤقتة للمشاركة في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة عن قناعته بأن الوضع في العراق في طريقه نحو الاستقرار. وقال «لا اعتقد أن إنشاء دولة أو مؤسسات تابعة لها هي مسألة هينة. ويبدو لي أنه من الصعب تحديد وقت معين لاستكمال هذه المهمة لأنه هناك منشآت لم تتوقف عن العمل في حين ان هناك مؤسسات توقفت جزئيا وهناك مؤسسات أخرى توقفت كليا، وبالمقابل هناك منشآت قد حلت واخرى دمرت بالكامل وأخرى قد احترقت كليا ونهبت مخازنها، ووجدنا منشآت لم يعد لها أي ضرورة. واعتقد أن إعادة الهيكلية وإعادة هذه المؤسسات يتطلب وقتا طويلا ويجب منح الادارات الجديدة المدة الكافية لتنفيذ إعادة إعمار المؤسسات» وشدد على ان «العملية في كل جوابها وتفاصيلها هي من مهمة الحكومة العراقية المقبلة».

وقال ردا على سؤال حول الانتقادات التي تتعرض لها الادارة المدنية الاميركية «لست سياسيا، ولكن يمكن القول من وجهة نظري كفرد عراقي أن العملية السياسية في العراق عملية معقدة للغاية وتتطلب الكثير من الصبر والجهد وكذلك انفتاح جميع الأطراف السياسية شرط أن يكون هاجس الجميع هو مصلحة العراق وشعبه والاستغلال الأمثل لموارده وكيفية بنائه. ولكني لا اعتقد أن الوصول إلى هذه الأهداف سوف يتم في ليلة وضحاها».

ووصف الاعسم «عمليات المقاومة» التي تتعرض لها قوات التحالف بانها جرائم فردية، وقال «ربما كان معدل الجريمة في نيويورك أكبر من معدل ما يقع من جرائم في العراق». واضاف «أن ما شاهدته هو نوع من الحوادث الفردية ومن أطراف مختلفة وتعتمد على عاملي الارتجال والصدفة في كثير من الأحيان».

وقال الاعسم، الذي كان مسؤولا عن ضمان امدادات المياه لمدينة بغداد خلال الحرب، ردا على سؤال حول مدى توفر هذه الامدادات حاليا «استطيع القول ان الماء لم ينقطع على الإطلاق في بغداد وهو متوفر بحدود الكفاية، وكنا بالأساس نعاني من شحة الماء في بغداد، وكان الانتاج بالأساس غير متطابق مع الحاجة، بسبب الخلل والنواقص الكثيرة في نظام توزيع المياه. ونتيجة لظروف الحرب وعدم استقرار الكهرباء ازداد الطين بلة وتبع ذلك مجيء فصل الصيف مما أدى إلى زيادة احتياجات سكان بغداد للماء». ولكنه اكد مجددا ان اوضاع الخدمات «سوف تتحسن تدريجيا، ومع مرور الوقت سوف يعود كل شيء الى طبيعته».