حملة صهيونية دولية تستهدف إثارة قضية لاجئين يهود في إسرائيل من الدول العربية

TT

بعد حوالي السنتين من البحث والإعداد، أعلن في إسرائيل أمس عن قيام تنظيم جديد يدعي «العدالة لليهود القادمين من الدول العربية» يسعى لافتعال قضية لاجئين يهود في إسرائيل، مقابل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وذلك للمطالبة بالتعويض عن الأملاك التي خلفها اليهود وراءهم عند مغادرتهم الدول العربية بهدف الهجرة إلى إسرائيل.

يذكر أن حوالي مليون يهودي هاجروا إلى إسرائيل من الدول العربية خلال القرن الماضي، معظمهم هاجروا من أوطانهم بإرادتهم الشخصية أو باقتناع أو حتى بضغط من الحركة الصهيونية. وبعضهم تم دب الرعب فيهم حتى يغادروا إلى إسرائيل، مثلما حدث لليهود في العراق. إذ تبين أن عناصر صهيونية قامت بوضع المتفجرات في الكنس والأحياء اليهودية، لدفعهم إلى الخوف والمغادرة. وقلة قليلة من اليهود تعرضت (في وقت لاحق) للمضايقات في بعض الدول العربية.

ومع ذلك، فإن هذه الحملة الجديدة تتجاهل الواقع، وتزعم أن اليهود اضطروا إلى الهجرة «بسبب القوانين العنصرية التي سنت ضدهم، والمضايقات العنصرية لهم من السلطة وبعض السكان». وتتهم الدول العربية بأنها «نفذت عملية تطهير عرقي لليهود، إذ أن 97% من المواطنين اليهود فيها اضطروا للمغادرة».

ولجأ هذا التنظيم إلى رجل القانون الكندي، البروفيسور إيرفين كوتلر، ليقود المعركة القانونية، فقال هذا خلال مؤتمر صحافي في القدس ان القانون الدولي يعطي لمن تعرض للتشريد عن وطنه، الحق أن يحصل على تعويضات لإعادة بناء حياته، فضلا عن اسعادة أملاكه كاملة أو بقيمة كاملة لها.

لكن الهدف الحقيقي من وراء هذا التنظيم هو إحداث تغيير في الذهنية العالمية. فبدلا من بقاء قضية اللاجئين الفلسطينيين فقط في أذهانهم، كقضية شعب معذب يستدر العطف والتعاطف، تضاف قضية اللاجئين اليهود. وبدلا من قضية حق العودة وحق التعويض للفلسطينيين، التي ستطرح حتما في يوم من الأيام قد يكون قريبا، يصير الحديث عن حق لاجئين من الطرفين. وهكذا، يتم طمس أو تقزيم قضية اللاجئين الفلسطينيين، لصالح إسرائيل.

ويقود هذا التنظيم، المؤتمر اليهودي العالمي يقيادة آفي بيكر، ولجنة رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، برئاسة مالكولم هونلاين، ويزعمان أن نشاطهما يأتي بفضل الحديث الذي كان قد أدلى به الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، في أعقاب فشل «كامب ديفيد» (يوليو/تموز 2000) عندما قال إن «قضية اللاجئين الفلسطينيين واللاجئين اليهود بحاجة إلى حل مبدع وعادل». ولكن كلينتون رفض طلب هذا التنظيم أن يؤازره ولا حتى معنويا. كما أن هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس السابق وعضو مجلس الشيوخ اليوم، رفضت مساندة هذه الفكرة، رغم أنها معروفة بالتعاطف مع إسرائيل.

وحتى في إسرائيل، لم يبد مسؤولون في الحكومة حماسا للانضمام إلى جهود ذلك التنظيم، وذلك خوفا من أن تصبح قضية اللاجئين في مركز الحدث وتصبح إسرائيل عنوانا لمطلب التعويضات. ولهذا، توجه قادة الحركة إلى مجموعة كبيرة من رجالات الكونغرس الأميركي ليساندوهم.