زوجة الأكاديمي الفلسطيني العريان المحتجز في أميركا: نهمس في غرف النوم خوفا من أجهزة التنصت

الطالبة الجامعية لينا: والدي ضحية أجواء ما بعد 11 سبتمبر وإدارة السجن حرمته من الاتصالات الهاتفية لمدة 6 أشهر

TT

انتابت الطالبة الجامعية لينا ابنة الاكاديمي الفلسطيني سامي العريان المعتقل في الولايات المتحدة بزعم علاقته مع حركة «الجهاد» الفلسطينية حالة من الذهول لمدة اسبوعين عقب اعتقال والدها 20 فبراير (شباط) الماضي، وابتعدت لينا عن صفوف الدراسة لمدة شهر حتى تلقت اتصالا هاتفيا من اساتذتها يطلبون منها العودة ويعلنون التضامن معها.

وتدرس لينا ابنة الـ18 ربيعا، العلوم السياسية في جامعة جنوب فلوريدا وهي نفس الجامعة التي عمل فيها والدها البروفسور في هندسة الكومبيوتر.

وتقول لينا لـ«الشرق الأوسط» ان والدها كان ضحية لأجواء ما بعد 11 سبتمبر (ايلول) 2001 وبسبب تأييده للحقوق الفلسطينية، وقالت: «ان والدها ضحية لأنه عربي ومسلم».

وتضيف ان الطلبة اليهود والجماعات المحسوبة على اللوبي الصهيوني علقوا صور والدها المحتجز حاليا في سجن كولمان شديد الحراسة بفلوريدا على جدران الجامعة عقب اعتقاله بينما وجدت هي الكثير من التعاطف والتأييد من كثير من الطلبة والاساتذة داخل حرم الجامعة.

وقد وجه الاتهام في فبراير (شباط) الماضي الى العريان و7 آخرين بأنهم متورطون في منظمة اجرامية منذ عام 1984 تساند حركة «الجهاد» الفلسطينية. واضافت السلطات ان هذه المنظمة مسؤولة عن 100 عملية قتل في اسرائيل. وان العريان هو رئيس عمليات حركة «الجهاد» في الولايات المتحدة.

وتقول الطالبة الجامعية لينا العريان لقد فتش ضباط المباحث الاميركية في كل شيء بالمنزل، حتى ألبوم الصور الخاصة بها وكتبها الدراسية لم تسلم من المصادرة.

وتفيد لينا: «رغم وجود والدي في الحبس الانفرادي بالسجن الاميركي، الا ان والدي لم ينس عيد ميلادي، كتب كلمات قليلة ترفع من معنوياتي، منها «عيد سعيد ببلوغك الـ18عاما، كوني على ثقة مع الله انه لن يخذلنا».

وتضيف لينا انها مشغولة معظم الوقت بحملة اعلامية عبر الانترنت تشرف عليها تنادي بالافراج عن والدها، وتتضمن الحملة التي تشارك فيها منظمات حقوقية اميركية ارسال خطابات الى نواب الكونغرس، والقاضي الفيدرالي توماس ماكون، ودونالد ماكليفي مأمور سجن كولمان الذي يحتجز فيها والدها، وعدد من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي، وكذلك منظمة العفو الدولية.

وتضيف انها تشعر بتقصير كبير تجاه والدها المحتجز في السجن الاميركي، لانها:«على قناعة انه بريء من تلك التهم، ويجب عليها الاتصال بالعديد من الجهات لتأمين حرية والدها المقرر محاكمته عام 2005 وهي فترة طويلة سيقضيها والدها في الحبس الاميركي»، ولهذا فانها تفكر جديا في الاتجاه الى دراسة القانون بعد الانتهاء من دراستها الجامعية. وتشعر لينا بانها غير قادرة على الذهاب الى حفل التخرج من الجامعة ومصافحة رئيسة الجامعة بعد انتهاء العام الدراسي ايذانا بحصولها على البكالوريا، بسبب موقف هذه السيدة من والدها، مما ادى الى اقالته من جامعة جنوب فلوريدل قبل اعتقاله.

* الهمس في غرف النوم خوفا من اجهزة التنصت

* ومن جهتها تقول السيدة نهلة العريان زوجة الاكاديمي الفلسطيني العريان: «انها تهمس في منزلها ولاتستطيع ان تتحدث بصوت عال مع بناتها لينا الطالبة الجامعية وليلى خريجة الصحافة بجامعة جورج تاون، 22 عاما، وليما ابنة العشر سنوات».

وتقول في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» «ان بناتها يفضلن النوم معها في غرفتها على الارض، خوفا من تكرار مشهد الرعب الذي نتج عند مداهمة منزلها فجر 20 فبراير الماضي من قبل ضباط المباحث الاميركية».

والسيدة نهلة هي شقيقة مازن النجار، 44 عاما، الموجود حاليا مع عائلته في البحرين، وكان النجار طردته سلطات الهجرة الاميركية العام الماضي بسبب اتهامه بـ«الادلة السرية» بانه خطر على «الامن القومي الاميركي»، ورحل النجار الى بيروت في اغسطس (اب) الماضي، ثم الى ايران قبل ان تستقبله البحرين منذ شهرين.

وافادت نهلة العريان انها تعيش حالة من الرعب النفسي منذ اعتقال زوجها فبراير الماضي، وتضيف انها تتخوف من وجود اجهزة تنصت في منزلها، وبالتالي فانها تهمس عندما تتحدث الى بناتها. وتقول «انها تتخوف من محاسبة المباحث الاميركية يوما ما لها على افكار لم تنطق بها».

وتشير الى انها تشعر ان هناك اناساً يراقبونها من على البعد في رحلتها الى السوق او المتاجر الكبرى، مشيرة الى ان الكثير من قناعاتها قد تغيرت بالنسبة الى اميركا بلد الحريات وحقوق الانسان.

واضافت ان زوجها مضرب عن الطعام وخسر نحو سبعة كيلوغراماً من وزنه، كما يمتنع عن اخذ الدواء اللازم لمرض السكري الذي يعاني منه.

وكانت ادراة السجن الفيدرالي حرمت العريان من الاتصالات الهاتفية المسموح بها له اسبوعيا، عقب قيام زوجته بتحويل مكالمة هاتفية مع زوجها من داخل السجن الشديد الحراسة الى ابنها عبد الله طالب الماجستير في كلية الاقتصاد بجامعة لندن».

وتقول نهلة: «لم يبق لنا سوى الذهاب الى سجن كوليمان على بعد 70 ميل شمال تامبا، وهو يبعد عن المنزل نحو ساعتين بالسيارة في فلوريدا، وفي بعض الاحيان يرفض زوجي المجيء الى الزيارة بسبب اصرار الحراس على خلعه كل ملابسه كما ولدته امه لتفتيشه قبل المجيء لرؤية اطفاله»، مشيرة الى ان محادثة زوجها تتم عبر الهاتف وبينهما زجاج سميك.

وقالت ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» ان معظم جيرانها ابتعدوا عنها، ويتجنبون الحديث اليها، بعد اعتقال زوجها، مشيرة الى الضغوط القوية للوبي الصهيوني في فلوريدا، والحملة الصحافية التي تشنها الجرائد المحلية ضد العرب والمسلمين.

واوضحت ان الجالية المسلمة في فلوريدا «مهمشة»، ولايوجد تأثير كبير لها، رغم انها تضم عشرات الاثرياء من رجال الاعمال الناجحين.

واعتقل العريان بسبب علاقته برمضان عبد الله شلح زعيم «جماعة الجهاد الفلسطينية» وعبد العزيز العودة «الزعيم الروحي للجماعة الاصولية»، ويعيش شلح في سورية والعودة في الاراضي الفلسطينية، ولم يتضح ان كانت السلطات الاميركية ستتقدم بطلب لترحيلهما الى الولايات المتحدة.

وكانت جامعة ساوث فلوريدا اوقفت البروفسور الفلسطيني عن العمل تحت مزاعم دعمه انشطة «الجماعات الارهابية» بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 ونفى العريان علاقته بأي انشطة ارهابية.

يذكر ان العريان موضوع تحت التحقيق امام السلطات الاميركية منذ نهاية التسعينات، ولم توجه اليه تهمة بأي جريمة.