مبارك يبحث دعوة شارون لشرم الشيخ والقاهرة تسعى لإطلاق سراح البرغوثي

TT

قال مسؤول مصري رفيع المستوى أمس ان الرئيس المصري حسنى مبارك قد يوجه دعوة رسمية إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون لزيارة منتجع شرم الشيخ الساحلي على البحر الأحمر، لعقد محادثات هي الأولى من نوعها بين الجانبين منذ إعادة انتخاب شارون رئيسا للوزراء في الثامن والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.

وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «في هذه المرحلة القاهرة تتابع عن كثب سياسات شارون، ومواقفه تجاه الجانب الفلسطيني، لترى على أرض الواقع ما إذا كان سيثبت حسن نيته أم لا». واشار الى أن شارون «أضاع في السابق العديد من الفرص السانحة لتحسين العلاقات مع مصر، بسبب سياساته المتطرفة تجاه العملية السلمية، ورفضه استئناف المفاوضات المجمدة مع السلطة الفلسطينية منذ نحو 3 سنوات».

وفى إشارة إلى رغبة القاهرة لتجاوز خلافاتها مع إسرائيل، وتشجيع شارون على الانخراط في المسيرة السلمية، وافقت مصر الأسبوع الماضي على تعيين ايلي شاكيد القنصل الإسرائيلي السابق لدى تركيا، ليكون ثامن سفير لإسرائيل في القاهرة منذ عام 1979، خلفا لجدعون بن عامي السفير الحالي الذي تنتهي فترة عمله الدبلوماسي خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

إلى ذلك، أبلغت مصادر مصرية وفلسطينية واسعة الاطلاع «الشرق الأوسط» أن مصر تسعى لإقناع سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالإفراج عن مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، والمعتقل منذ أشهر في أحد السجون الإسرائيلية. ونفت في الوقت نفسه أن تكون هذه المساعي مرتبطة بصفقة سرية لاطلاق سراح البرغوثي مقابل الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام المعتقل في أحد السجون المصرية منذ عام 1997 بتهمة التجسس لصالح الموساد.

وقالت: «طلبت القاهرة من إسرائيل رسميا العمل على إطلاق سراح المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي تقديرا للدور الحيوي الذي لعبه من سجنه، في التوصل إلى إعلان الهدنة المرتقب صدوره، بشأن وقف أعمال العنف في الأراضي المحتلة لمدة ثلاثة أشهر لإتاحة الفرصة أمام تنفيذ خطة خريطة الطريق».

وقال مسؤول مصري بارز: «ليس معقولا أن يبقى البرغوثي في سجون الاحتلال الإسرائيلية بعدما ساهم بقوة في إقناع مختلف الفصائل الفلسطينية بالموافقة على عقد هدنة مشروطة مع إسرائيل للمرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في شهر سبتمبر (أيلول) عام 2000». واضاف: «ان مبادلة حياة مناضل فلسطيني بعميل إسرائيلي فاشل مسألة غير لائقة أخلاقيا».

وساهمت المشاورات والمحادثات التي أجراها البرغوثي عبر وسطاء مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» ورمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، في إقناع الحركتين بالانضمام إلي فتح لإعلان هدنة مشروطة، بناء على مقترحات مصرية. وكان مبارك قد رفض على مدى السنوات التي تلت اعتقال الجاسوس عزام ضغوطا أميركية وإسرائيلية لإطلاق سراحه، قائلا: «لا أحد يملك التدخل في شؤون القضاء المصري الذي أدان عزام بالتجسس».

كما رفض مساعي إسرائيلية لإطلاق سراح عزام مقابل 8 بحارة مصريين اعتقلتهم إسرائيل في العام الماضي على متن سفينة الشحن «كارين إيه» التي اتهمتها بتهريب أسلحة عن طريق البحر للسلطة الفلسطينية. واضطرت إسرائيل إلي الإفراج عنهم بعد أشهر لثبوت براءتهم.