وزير الثقافة الفلسطيني: اتفقنا مع الفصائل على هدنة مؤقتة لتنفيذ الثوابت وتحرير الوطن

TT

قال وزير الثقافة الفلسطيني زياد أبو عمر المسؤول عن ملف الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني ان الهدنة المؤقتة مع اسرائيل مشروطة وتحافظ على الثوابت الفلسطينية ولا تسقط خيار مقاومة الاحتلال.

واعتبر في حديث لـ«الشرق الأوسط» زيارة مستشارة الرئيس الاميركي للأمن القومي كوندوليزا رايس الى فلسطين واسرائيل بمثابة تعهد اميركي جديد لتنفيذ خريطة الطريق. كما تحدث أبو عمر الذي شارك في الاجتماع المشترك لوزراء الثقافة والاعلام في الجامعة العربية في القاهرة عن الحوار الفلسطيني واهدافه.

* الى اين وصل الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني بصفتكم المسؤول عن هذا الملف؟

ـ نحن لا نريد ان نربط موضوع الحوار والاتفاق الفلسطيني الشامل فيما بين الفلسطينيين بخريطة الطريق أو اية مبادرات أو ضغوط خارجية لان الاتفاق الفلسطيني الداخلي هو مطلب فلسطيني وحاجة وطنية ولكنه تصادف هذه المرة مع خريطة الطريق. وربما تكون الخريطة والضغوط الخارجية قد اسهمت في تحديد توقيت التوصل الى اتفاق، واعتقد اننا على وشك الاعلان عن اتفاق للهدنة المؤقتة والمشروطة مع اسرائيل.

* متى، خاصة انكم تتحدثون منذ اسبوع عن ان الاتفاق يعلن خلال ساعات؟

ـ الموافقة المبدئية قد اعطيت ونحن نسعى لان نعلن الاتفاق فور الانتهاء من بعض الاشياء الفنية وهناك اتصالات وبشكل مكثف وفي اكثر من مكان، ولكن الموافقة المبدئية اعطيت واعتقد اننا نريد ان يكون هذا الاتفاق على الهدنة جزءا من اتفاق وطني شامل يتوج بمشاركة سياسية من قبل جميع الفصائل الفلسطينية ونأمل ان يكون هناك اتفاق على قواسم مشتركة في الناحية السياسية وعلى اطار قيادي يتفق عليه من قبل قيادة الوحدة الوطنية. ونحن نعتبر ان الاتفاق على الهدنة المؤقته والمشروطة مدخل للوصول الى اتفاق وطني فلسطيني شامل على جميع القضايا القائمة في الساحة الفلسطينية.

* ما هو القاسم المشترك بين جميع الفصائل ومن هم هؤلاء؟

ـ القاسم المشترك هو ان الجميع يرى ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية المتمثلة في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعلى القدس العربية عاصمة الدولة الفلسطينية وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة على اساس القرار 194 واخلاء أو تفكيك المستوطنات اليهودية الموجودة في الاراضي الفلسطينية. هذا اول اساس للهدنة وللاتفاق الفلسطيني الشامل.

* هذا الاتفاق مع كم فصيل؟

ـ مع الجميع بدون استثناء وقد لا يكون هذا كافيا ولكن هذا الاتفاق يلتزم به الجميع ومن حق الفصائل ان تعبر عما تريد.

* هل يمكن ان تصمد هذه الهدنة امام استفزاز رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون؟

ـ من الناحية الفلسطينية هناك اتفاق فلسطيني داخلي على الالتزام بهذه الهدنة ولكن اسسها تقوم على ضوابط بمعنى ان هذا متوقف على الجانب الاسرائيلي وتوقف عمليات الاغتيال للفصائل الفلسطينية خاصة فتح وحماس المستهدفين والتوقف عن اعمال الملاحقة والمطاردة واطلاق سراح السجناء الفلسطينيين ووقف الاجتياحات وسحب القوات الاسرائيلية، ولذلك نقول ان هذه الهدنة يمكن ان تصمد فقط اذا احترم شروطها الجانب الاسرائيلي.

* هل يمكن ان تقف المقاومة الفلسطينية بقرار؟

ـ اولا هذه الهدنة وهذا الاتفاق الفلسطيني لا يلغي المقاومة كخيار مشروع للشعب الفلسطيني خاصة انه يخضع للاحتلال والمقاومة وقد نصت على ذلك كل المواثيق الدولية، ولكننا نتحدث عن هدنة مؤقته لكي نعيد تنظيم الوضع الفلسطيني الداخلي. ولكي نفي باستحقاقات فرضت علينا دون ان ندخل في خلافات أو صدامات داخلية نرى اهمية التوصل الى هدنة مؤقتة ومشروطة وهذا لا يلغي بأي حال الخيارات الفلسطينية المختلفة بما فيها خيار المقاومة المشروعة للاحتلال، ولكننا بصدد ادارة الصراع والوفاء بالالتزامات لكي نستطيع وضع اسرائيل امام مسؤوليتها المختلفة امام الشرعية الدولية والرأي العام الدولي وأول هذه الاستحقاقات هو الانسحاب من الاراضي الفلسطينية ووقف الاجتياحات وعمليات الاغتيال واطلاق سراح السجناء الفلسطينيين وليس ذلك فقط وانما قيام اسرائيل بالتزاماتها المنصوص عليها في خريطة الطريق واهمها انهاء الاحتلال واقامة الدولة والتفاوض على قضايا الوضع النهائي على اساس قرارات الشرعية الدولية (القدس ـ عودة اللاجئين ـ المستوطنات والحدود).

* ماذا عن الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي تستضيفه مصر؟ وهل يختلف عن نفس الحوار الموجود في داخل فلسطين؟

ـ مصر ترعى وتشارك في رعاية هذا الحوار منذ البداية والادوار المصرية والفلسطينية تتكامل والتنسيق مستمر وليس هناك تعارض بين ما يجري هنا ومناطق اخرى في غزة ونأمل ان يتوج الاعلان عن الاتفاق الفلسطيني بمشاركة مصرية كانت موجودة منذ البداية.

* ما هو المتوقع من نتائج لزيارة كوندوليزا رايس للمنطقة؟

ـ اعتقد ان توقيت التوصل الى اتفاق شامل بشأن الهدنة جاء في الوقت المناسب لان الجانب الفلسطيني مفروض ان يكون قد انتهى من اتخاذ كل الاجراءات المفروضة عليهم وان على الجانب الاسرائيلي ان يفي بالتزاماته. واعتقد ان السلطة الفلسطينية سوف تطرح هذه المطالب امام كوندوليزا رايس وسيكون عليها ان تدفع الجانب الاسرائيلي للالتزام ونحن نطالبها والادارة الاميركية بأن تلتزم اسرائيل القيام بالانسحابات في مقابل الهدنة وعليها ايضا ان تقوم باستحقاقات اخرى كاطلاق سراح المعتقلين ووقف الاجتياح واجمالي الانسحابات وكان علينا استحقاق نستطيع القول اننا التزمنا به بشكل جنبنا اية صدامات داخلية لان الجميع كان خائفا ومتشككا ويخشى ان يؤدي القيام بالاستحقاق الامني الفلسطيني الى صدامات داخلية. نحن الآن عبر الهدنة نستطيع ان نخرج من عنق الزجاجة في سلام وان نلقي بالكرة في الملعب الاسرائيلي لان كل ما تبقى في خريطة الطريق هو التزام من الجانب الاسرائيلي من وقف الاستيطان للانسحاب لاطلاق سراح المعتقلين الى تسوية الوضع النهائي لانهاء الاحتلال وقبل اعلان الدولة الفلسطينية.

* اجتمع رئيس الحكومة الفلسطينية أبو مازن برايس وتردد انها تحمل طلبات وضغوطا على الحكومة الفلسطينية فما هو الموقف الفلسطيني تجاه هذه الضغوط وهل ستخضعون لها؟

ـ اذا التزم الفلسطينيون بما عليهم من استحقاقات في ما يتعلق بالمرحلة الاولى من خريطة الطريق وهو وقف العمليات القتالية من خلال الهدنة فانه ليس هناك سبب للدكتورة رايس لتمارس أي ضغوط على الحكومة الفلسطينية، وبالعكس سيكون المطلوب منها ممارسة هذه الضغوط على الاسرائيليين وبالطبع هناك شك كبير في امكانية ان تمارس ضغطا حقيقيا على الحكومة الاسرائيلية.

* ما هي المطالب الاميركية التي حملتها رايس؟

ـ الادارة الاميركية والرئيس (الاميركي جورج) بوش على وجه التحديد ما يزال يصر على ضرورة تفكيك البنية التحتية لحماس والفصائل الفلسطينية المعارضة ولقد نقلنا لهم رؤيتنا بأنه لا يمكننا الخوض في صدام داخلي وصراعات داخلية خاصة ان الفصائل الفلسطينية المختلفة مستعدة للالتزام بالمرحلة الاولى من خريطة الطريق وهي التهدئة وشرحنا لهم ان فهمهم للفصائل الفلسطينية قاصر لانهم يعتقدون ان التنظيمات الفلسطينية عبارة عن مجموعات مسلحة والحقيقة ان هذه التنظيمات جزء اصيل لا يتجزأ من النسيج الفلسطيني، وهي حركات سياسية اجتماعية ولها قاعدة شعبية وليست فقط اجنحة عسكرية وبالتالي لا يستطيع احد ان ينكر على هذه المؤسسات شرعيتها ووجودها ونشاطها.

* هناك اختلاف كبير بين المنظورين الفلسطيني والاميركي فكيف ستتعاطون مع الاميركيين في هذا الشأن بالذات؟

ـ نعم صحيح ان منطقنا لا يعجب الاميركيين لكننا ايضا لا نستطيع ان نخضع لكل الضغوط الاميركية التي تمارس علينا أو نسلم بها، فكيف نقبل بافكار لها آثار مدمرة علينا لذلك نحن نرفض ونقاوم الضغوط التي تدفع باتجاه الانقسام والصدام الداخلي ولسنا مصطرين للقبول بها، واقول ذلك رغم ان الادارة الاميركية لا تكف عن الاستمرار بالمطالبة بتقويض البنية التحتية لحركات المعارضة وسحب الاسلحة منها.