والدة الفقعسي لـ«الشرق الأوسط»: التقيته آخر مرة قبل عيد الفطر وفوجئنا بإعلان السلطات السعودية اسمه بعد عودته هاربا من الأميركيين عبر جبال أفغانستان

أم علي تعتقد أن ابنها بريء وزوجته المغربية لا ترغب في الحديث وشيخ خثيم يؤكد أن السلطات ستكون أرحم عليه من نفسه

TT

أبدت والدة المتهم الاول في انفجارات الرياض علي بن عبد الرحمن الفقعسي، 28 سنة، ارتياحا كبيرا لتسليم ابنها نفسه الى السلطات السعودية. وقالت: ان هذه الخطوة جاءت بدون تأثير من احد ولكنها تمت بارادته الشخصية ورغبته في شرح الحقيقة كاملة للمسؤولين في الداخلية السعودية مفضلا تسليم نفسه على البقاء مطاردا.

وذكرت ام علي لـ«الشرق الأوسط» أنها متأكدة من براءة ابنها وتعتقد انه لم يفعل شيئا يدينه وليس له اي يد في ما حدث في الرياض، وأكدت أنها والعائلة تفاجأت عندما أعلن عن اسمه كاحد المتهمين بتدبير الانفجار في الرياض. وقالت: كان وقتها في المدينة التي استقر فيها بعد عودته من افغانستان بعد ان شارك في الحرب، وخوفا من ان تقبض عليه القوات الاميركية وتأسره كما أسرت مجموعة من زملائه وترسله الى غوانتانامو، جاء هاربا عبر جبال افغانستان خوفا على نفسه من الوقوع في ايدي القوات الاميركية واستقر وقتها في المدينة بعد ان تزوج من مغربية التقاها في سورية. واضافت أن علي الفقعسي اتصل بها من الرياض اثناء اقامته فيها للدراسة في جامعة الامام ليستأذنها هي ووالده في الذهاب للجهاد في الشيشان الا أنها لم توافق خوفا عليه من الموت هناك، وسمعت بعدها انه ذهب دون علمهم وبعد عودته بمدة قصيرة عاد مرة اخرى للجهاد في افغانستان لكنها لم تلحظ على ابنها أي اختلاف في تصرفاته او افكاره، فقد «كان منذ صغره طفلا هادئا ذا اخلاق عالية وعلاقته جيدة مع اخوانه والجميع». وعن آخر لقاء جمعها بابنها افادت ان اخرها في جدة عقب عيد الفطر الماضي. وقالت: لقد صارحنا برغبته في الاقامة في المدينة المنورة ومن يومها لم نلتقه.

واثنت ام علي على المعاملة التي وجدها ابنها من الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي برواية والده الذي طمأنها على صحته ومعنوياته مما كان له تأثير كبير على نفسيتها وارتياحها للخطوة التي قام بها ابنها، فهي الآن لا تخشى عليه من شيء فهو بين أيدي السلطات السعودية. من جهة أخرى لم ترغب زوجة الفقعسي المغربية في الحديث، وكانت والدته قد ذكرت بان زوجة ابنها مصابة بصدمة نفسية حيث نقلت الى المستشفى لاخذ العلاج المناسب، فهي في حالة نفسية لا تسمح لها بالحديث مع احد.

وفي حديث مع شيخ قبيلة خثيم التي يرجع نسب المتهم الاول في انفجارات الرياض علي الفقعسي لها، ذكر عبد الرحمن بن هاشم لـ«الشرق الأوسط» ان «الفقعسي اختفى عن قرية رغدان في الباحة (جنوب السعودية) بعد ذهابه الى أفغانستان، وكان على اتصال في فترات بعيدة مع اهله ورفض، حسب رواية والده لنا، ان يذكر المكان الذي هو فيه وكان يجيب دائما على سؤال والده عن مقره انه في ارض الله الواسعة»، ونفى الشيخ عبد الرحمن علم اسرة علي الفقعسي بمكان ولدها، وقال: لقد طلبنا من اسرته في حالة علمها بمكانه ان تنصحه بتسليم نفسه للعدالة والمسؤولون سيكونون ارحم عليه من نفسه وان يأخذ جزاءه الذي يستحقه اذا كان مذنباً. وحول ورود اسماء متهمين من قبيلة غامد من جملة المتهمين في الاعمال الارهابية الاخيرة، أوضح ان في كل اسرة الصالح والطالح. وقال: قبيلة غامد مكونة من 600 الف نسمة وخروج هذه الاسماء منها لا يعني ان باقي افراد القبيلة سيئون. وبخصوص ما يعرفه عن علي الفقعسي ذكر أنه لا يعرفه جيدا، حيث تخرج في المرحلة الابتدائية قبل ان يتولى الشيخ عبد الرحمن إدارة المدرسة بسنة، ولكنه لم يسمع عنه إلا كل خير. واضاف أنه في اجتماعات متواصلة مع عرفاء القرى للتأكيد عليهم بضرورة رفض كل ما يرونه خارجا عن الاعتبارات الوطنية، ويطالبهم ان ينبهوا قبائلهم على ان لا يتكرر ذلك وان لا ينتسب احد لقبيلتنا من هذه الفئة الضالة.