العراق يغيب عن الاجتماعات العربية الرسمية لحين تشكيل حكومة وطنية

TT

على الرغم من مرور أسبوعين على تعيين الدبلوماسي العراقي صفاء البياتي مندوبا دائما للعراق لدى الجامعة العربية خلفا لمحسن خليل الذي تقاعد اختياريا بسبب رفضه التعاون مع لجنة تسيير شؤون وزارة الخارجية العراقية، فان المندوب الجديد لم يحظ باعتراف الجامعة بعد. وغادر خليل الذي شغل أيضا منصب القائم بالأعمال العراقي في القاهرة مقر عمله واقامته داخل المبنى الضخم الذي تشغله البعثة الدبلوماسية العراقية في حي الزمالك الفاخر، وانتقل الى الإقامة في ضاحية المعادي في شقة خاصة فيما بدا وكأنه قرار نهائي بعدم مغادرة الأراضي المصرية. وحسم عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية بشكل مبكر علاقة الدول الأعضاء بمندوب العراق في ظل استمرار احتلال القوات الأميركية لأراضيه، بالتأكيد على أنه «لن يكون للعراق ممثل لدى الجامعة العربية قبل تشكيل حكومة وطنية من أبنائه».

وللمرة الأولى منذ إنشاء الجامعة العربية التي كان العراق أحد الدول العربية السبع المؤسسة لها عام 1945، ظل مقعد العراق شاغرا مرتين على الأقل خلال الاجتماعات الرسمية التي تعقد بمقر الجامعة في القاهرة. كما لم يجد مقعد العراق في اجتماعات مجلس وزراء الإعلام العرب أو الاجتماع المشترك الذي عقده مع مجلس وزراء الثقافة العرب من يشغله.

ونفى موسى أن تكون واشنطن أو أي جهة أخرى قد طلبت من الجامعة أن يكون للعراق ممثل في الاجتماع الوزاري العربي قائلا: «أن يكون للعراق ممثل بالجامعة يقتضي تشكيل حكومة عراقية وطنية من أبناء الشعب العراقي».

وكانت اللجنة التي تتولى تسيير شؤون وزارة الخارجية العراقية قد أبلغت الجامعة العربية رسميا الأسبوع الماضي في رسالة خطية عبر الفاكس أن الدكتور محسن خليل أصبح عمليا خارج نطاق الخدمة الرسمية وبالتالي لم يعد يمثل العراق بعد أن تم الاستغناء عن خدماته.

وكان موسى قد انتقد قيام بول بريمر الحاكم المدني الاميركي للعراق بتمثيل العراق خلال اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي بالاردن. وشدد على «أن العراقيين وحدهم هم القادرون على تمثيل أنفسهم»، في إشارة واضحة الى اعتزام الجامعة تجميد العلاقة مع العراق في ظل الاحتلال الأميركي.

وبات من المؤكد أن يغيب العراق أيضا عن اجتماعات الدورة الجديدة التي سيعقدها مجلس الجامعة خلال سبتمبر (أيلول) المقبل على مستوى وزراء الخارجية العرب، بسبب رفض الدول العربية الاعتراف بشرعية الاحتلال الأميركي.