الأسد: «خريطة الطريق» تعالج المسار الفلسطيني الشرع: مؤتمر مدريد والقرارات الدولية أساس الحل

الرئيس السوري ينوه في لقاء مع وزير الخارجية الإيرلندي بالعلاقات مع أوروبا

TT

قال الرئيس السوري بشار الأسد ان «خريطة الطريق» تعالج المسار الفلسطيني في حين ان للمسارين السوري واللبناني مرجعية تتمثل بمؤتمر مدريد وقرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام.

وذكر بيان رئاسي أن الرئيس الأسد بحث مع نائب وزير الخارجية الايراني محمد صدر في مدينة حلب (شمال سورية) أمس الوضع في العراق و«خريطة الطريق» والتهديدات الأميركية ضد ايران والعلاقات بين البلدين الصديقين.

وأجرى الرئيس السوري امس أيضاً محادثات مع وزير الخارجية الايرلندي براين كوين تناولت الجولة التي يقوم بها كوين للتعرف على الأوضاع في المنطقة ولا سيما الموقف السوري من عملية السلام والوضع في العراق باعتبار ان ايرلندا ستتسلم رئاسة الاتحاد الأوروبي العام المقبل. وقد نوه الرئيس الأسد بالتفاهم الحقيقي القائم بين سورية والاتحاد الأوروبي حول مجمل القضايا المطروحة في المنطقة، مشيراً الى ان «خريطة الطريق» تعالج المسار الفلسطيني. «أما بالنسبة للمسارين السوري واللبناني فهناك مرجعية مدريد وقرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام وهذه المرجعيات بحاجة الى آليات عمل واضحة للتوصل الى السلام العادل والشامل وان معظم المسؤولين الأوروبيين يوافقون على أن هذه المرجعيات هي المرجعية السليمة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأنه يمكن الآن الدخول في نقاش حول الآليات المناسبة لتحقيق السلام».

من جهته، قال الوزير الايرلندي ان الاتحاد الأوروبي يرى أن الجهود التي تبذلها اللجنة الرباعية قد تكون خطوة أولى من أجل السعي لتحقيق السلام الشامل في المنطقة والتي تشكل سورية أحد عناصره الأساسية، مؤكداً استعداد ايرلندا للاستمرار بالحوار مع سورية حول معظم هذه المسائل ومثمناً الدور الذي يقوم به الرئيس الأسد في اقامة الحوار البناء مع دول كثيرة في العالم لمعالجة قضايا المنطقة ووضع آليات العمل المناسبة له، ومثمناً في الوقت نفسه الجهود السورية للتوصل الى اتفاق الشراكة السورية ـ الأوروبية.

وعقب اللقاء مع الرئيس الأسد أعلن الشرع في مؤتمر صحافي مع نظيره الايرلندي ان الحوار الوطني الفلسطيني مهم بالنسبة لسورية كما هو مهم للفلسطينيين، ويعتبر الركيزة الأساسية للوحدة الوطنية الفلسطينية، التي بدونها من الصعب أو المستحيل صنع السلام وقال ان سورية مع السلام الحقيقي وانها تبارك أي اتفاق بين الفلسطينيين يرسخ الوحدة بينهم.

وعن موقف سورية من «خريطة الطريق» قال الشرع ان سورية «أعلنت تحفظاتها على هذه الخريطة لسبب بسيط هو انها لا تشمل سورية ولبنان. وحتى ولو كانت تشمل المسار السوري ـ اللبناني الا أنها تهمشه وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا وعلينا ان نقول أيضاً إنه بالرغم من أن «خريطة الطريق» تتحدث عن حل عادل وسياسي في النهاية بالاشارة الى مؤتمر مدريد وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية لكن مع ذلك هذه المتطلبات الأساسية تم تهميشها أيضاً لأنها ذكرت في نهاية نص خريطة الطريق، كما أن بيان «الكوارتيت» (اللجنة الرباعية) كان ايجابياً الى حد ما لكنه لم يتناول التفاصيل الا انه اشار الى المتطلبات الأساسية لتحقيق سلام عادل وشامل يشمل سورية ولبنان. وقال الشرع ان سورية لا تقلل من شأن خريطة الطريق لأنها تتفهم معاناة وآلام الشعب الفلسطيني كما تتفهم غياب الأمن والأعمال الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل، ولا يوجد لدى دمشق أي اعتراض على تقدم المسار الفلسطيني ولكن هذا لا يغير موقفنا بصدد السلام وحقوق الشعب الفلسطيني.

وعن تعرض القوات الأميركية لجنود سوريين عند الحدود السورية ـ العراقية قال الشرع: «عدم التعرض الى هذا الأمر أفضل، لأننا أردنا أن نتبع دبلوماسية هادئة عبر السفارتين في دمشق وواشنطن، ولا تزال الاتصالات جارية في دمشق، ونأمل أن تحل المشكلة بعيداً عن أي تصعيد أو سوء تفاهم بين سورية والولايات المتحدة».

وعن العلاقات السورية ـ الأميركية قال الشرع «من الصعوبة بمكان أن نتنبأ بمستقبل علاقات بين أي بلدين، لكن نأمل أن هذه العلاقات ستتحسن ونحن مع الحوار وجادون بالنسبة للحوار واذا كانت هناك أية نقاط ضعف أو خلل في الحوار فالسبب ليس سورية وانما الافتقار الى التفاهم داخل الادارة الأميركية وأيضاً اسرائيل».