موغابي يبحث مع مبارك خلافاته مع واشنطن ولندن ويطلب وساطة مصر

TT

بعد يومين من التكتم الرسمي والتعتيم الإعلامي على الزيارة المثيرة للجدل التي بدأها أول من أمس رئيس زيمبابوي روبرت موغابي للعاصمة المصرية التي وصلها قادما من ليبيا، أعلنت السلطات المصرية رسميا أمس أن موغابي يقوم بزيارة خاصة لمدة يومين للقاهرة، ولم تكشف النقاب عن فحواها.

ويرافق موغابي وفد رفيع المستوى ضم وزراء الخارجية والطاقة وعددا من كبار مساعديه الذين سبق أن رافقوه خلال المحادثات التي أجراها الأسبوع الماضي في طرابلس مع الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقال مصدر مطلع: «بحث الرئيس المصري حسني مبارك أمس مع موغابي الأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية وقمة رؤساء دول الاتحاد الأفريقي التي ستعقد في مدينة مابوتو عاصمة موزامبيق، في الفترة من الرابع إلى الثاني عشر من الشهر القادم». وغادر موغابي القاهرة عقب المباحثات عائدا الى بلاده وبينما لم يصدر أي إعلان رسمي حول تفاصيل اللقاء، فان مصادر دبلوماسية أفريقية أبلغت «الشرق الأوسط» أن موغابي وضع مبارك في صورة الخلافات السياسية بينه وبين الولايات المتحدة وبريطانيا، بشأن سياسات الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي التي بدأها مؤخرا بنزع أراضي المزارعين البيض وإعادتها مجددا للسكان الأصليين في بلاده. واضافت: «استعرض موغابي حقيقة هذه السياسات، وأكد أنها تصب في مصلحة المواطن العادي في بلاده، وتساهم في استعادة الشعب الزيمبابوي لثرواته المنهوبة خلال الحقبة الاستعمارية وسيطرة البيض على السلطة.

وطبقا لنفس المصادر فقد شدد موغابي على ضرورة منع أية قوى خارجية من التدخل في الشؤون الداخلية لشعوب القارة الأفريقية، موضحا أن الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية تشنان حملة سياسية ودبلوماسية واقتصادية واسعة النطاق للضغط على الدول الأفريقية لمحاصرة عدد من الأنظمة التي تتعارض سياستها مع المصالح الأميركية والغربية في القارة الأفريقية.

ونقلت المصادر عن موغابي قوله انه يشعر بوجود حملة أميركية لتنحيته بالقوة عن السلطة التي وصلها عبر صناديق الانتخابات، وبفضل تأييد المواطنين له وفقا لعملية ديمقراطية سليمة.

وشدد ايضا على انه لا يعتزم الاستقالة من منصبه، أو التخلي عن السلطة، وينوي الاستمرار في عمله لفضح السياسات الأميركية في المنطقة الأفريقية، وقال مسؤول بارز في سفارة زيمبابوي في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن موغابي قال انه لن يلقى مصير الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بأي حال من الأحوال، وان لديه ثقة في تصدى القمة الأفريقية المقبلة للتحرشات والضغوطات الأميركية والغربية ضد بلاده.

ويسعى موغابي إلى الاستعانة بمصر للتوسط بينه وبين واشنطن ولندن وحثهما على تخفيف حدة التوتر السياسي في علاقات بلاده معهما، ومعلوم أن موغابي يطمح إلى تعزيز العلاقات العربية الأفريقية في مختلف المجالات وإقامة مشروعات مشتركة في هذا الاتجاه.

وعلمت «الشرق الأوسط» أنه ناشد مبارك التدخل لمساعدة بلاده اقتصاديا وتمكينها من حل مشكلة النقص الحاد في الطاقة والوقود التي تهدد البرامج الإصلاحية في بلاده.