الملك محمد السادس يعلن أمام مؤتمر القمة العالمية للمرأة في مراكش عن قرب إدخال تعديلات على قانون المرأة في المغرب

وفد نسائي عراقي غير رسمي و800 مشاركة في المؤتمر ربعهن من الدول العربية والمناقشات تركز على تدعيم دور المرأة في القرار السياسي والاقتصادي

TT

اكد العاهل المغربي الملك محمد السادس ان تعديلات ستطرأ على مدونة الاحوال الشخصية ـ قانون المرأة ـ في المغرب، وتسهر حاليا لجنة خاصة على اعدادها وبحث سبل حسن تطبيق القانون، وستجسد تلك التعديلات احترام الهوية المغربية وتعاليم الدين الاسلامي والحرص على تماسك الاسرة والوئام الاجتماعي، مضيفا ان التغييرات ستطرأ في مختلف القوانين التي تمس حياة المرأة ودورها الاقتصادي والاجتماعي.

وقال العاهل المغربي في رسالة وجهها للمشاركات في مؤتمر القمة العالمية للمرأة الذي تواصلت امس اعماله في مراكش، وتلتها نيابة عنه شقيقته الاميرة للا حسناء، ان المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية بوصول 35 امرأة الى قبة البرلمان خطوة في سبيل النضال من أجل الديمقراطية والحداثة، واستدرك العاهل المغربي في رسالته قائلا ان النقلة النوعية التي حققها المغرب في ميدان النهوض بأوضاع المرأة لا يمكن ان تحجب المتاعب التي يعاني منها عدد كبير من النساء اللائي يقاسين التهميش والاقصاء وتداس حقوقهن وتهضم. واضاف ان رفع معاناة النساء في القرى ومكافحة الفقر والأمية يشكل أولية في سياسته لأن استمرار تلك المشاكل يجعلها عائقا بنيويا للديمقراطية. وحث العاهل المغربي المشاركات في مؤتمر القمة العالمية الى تقديم مساهمتهن الفكرية في كيفية معالجة المشاكل والتحديات المطروحة في ظل العولمة، داعيا الى اعتماد مقاربة شمولية لقضايا المرأة والمجتمع تدمج ضمنها مشاركة النساء في العملية الديمقراطية. وقال العاهل المغربي ان النهوض بأوضاع المرأة يرتبط أيضا بالتنمية الشمولية للبشرية، وهو ما يقتضي تضامنا دوليا فعالا ويستوجب توزيعا اكثر انصافا للثروات بين الاغنياء والفقراء.

واشاد العاهل المغربي بخصال المرأة ونزعتها الطبيعية لمناهضة الظلم والاقصاء، مبرزا في هذا الصدد الدور الكبير الذي يمكن ان تلعبه الهيئات والقيادات النسائية في التأثير على القرار الاقتصادي والسياسي في العالم على الأصعدة المحلية والاقليمية والدولية، في اتجاه ادماج افضل للبلدان النامية.

وتركزت أعمال مؤتمر مراكش امس حول تفعيل دور النساء في ميدان الأعمال والمؤسسات، باتجاه خلق شبكة نسائية واسعة على الصعيد العالمي يكون لها تأثير استراتيجي في القرارات السياسية والاقتصادية وتغيير الأوضاع في العالم الذي تكرر على لسان متحدثات كثيرات في المؤتمر بان للرجال نصيبا وافرا من المسؤولية فيما يشهد العالم من مآس ومشاكل. وكان عدد ضئيل جدا من الرجال يشاركون في المؤتمر، وتوخت عدد من الهيئات العربية الرسمية المكلفة بأوضاع المرأة، التي يرأسها رجال، الى ايفاد شخصيات نسائية لتمثيلها.

وقالت ماري هارني نائبة رئيس وزراء ايرلندا التي تعد من أبرز الشخصيات النسائية الرسمية المشاركة في المؤتمر، ان للنساء فرصة في خلق نظام جديد في العالم قائم على قيم التضامن المفتقدة والتي بدونها لن يكون سلام ولا أمن ولن يكسب العالم معركة مكافحة الارهاب.

وساهمت المشاركات العربيات اللائي مثل حضورهن حوالي ربع المشاركات في مؤتمر مراكش (800 مشاركة)، بفعاليات عديدة حاولت من خلالها ابراز دور المرأة العربية وجهودها لاصلاح أوضاعها وارادتها للدخول في مسار تدعيم دور النساء في صنع القرار السياسي والاقتصادي، وقالت صباح الشرايبي رئيسة هيئة سيدات الأعمال في المغرب ان دور المرأة يكون أكثر جدوى وفعالية وتأثيرا في الواقع المحلي والعالمي، عندما تركب النساء قطار الأعمال وتعتمد لغة الانجازات والمشاريع ، بدل التركيز على الشعارات التي أهدرت فرصا كبيرة في العالم العربي طيلة العقود الماضية.

ومن جهتها اعربت باتريسيا هاريسون مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الدبلوماسية العامة، عن رغبتها بأن ترى المرأة العراقية ممثلة احسن تمثيل في الحكومة العراقية المقبلة، وكانت المسؤولة الأميركية تعقب بذلك على حضور وفد نسائي عراقي غير رسمي في المؤتمر، وقالت ان واشنطن وضعت برنامجا للتعاون مع النساء العراقيات يشمل التكوين والتعليم وادارة الأعمال. واضافت المسؤولة الاميركية، ان الحكومة الاميركية تسعى لانجاز برامج لفائدة المرأة العراقية على غرار ما قامت به في افغانستان، حيث خصصت مساعدات وبرامج تكوينية لقيادات نسائية.

وفي مؤتمر صحافي عقدته على هامش المؤتمر قالت المسؤولة الاميركية ان بلادها ضاعفت من برامجها المخصصة للتعليم وادارة الاعمال والنهوض بأوضاع المرأة التي تقدمها للمغرب، موضحة ان المغاربة والاميركيين ردوا على العمليات الارهابية التي استهدفت الولايات المتحدة والمغرب، بمزيد من التضامن والتعاون. واضافت ان بلادها وضعت برامج للتعاون على تطوير اوضاع المرأة في مصر والسعودية وقطر وتونس وسورية، لكنها أوضحت ان الاميركيين لا يقدمون دروسا لأحد بل يرغبون في اقامة تعاون ويبحثون بشكل مشترك مع اصدقائهم عن كيفية تحقيق الاصلاحات وتلبية انتظارات الشعوب والاجيال الجديدة.

وتواصلت امس اعمال مؤتمر مراكش، بادارة زليخة النصري مستشارة الملك محمد السادس التي تسلمت مشعل رئاسة القمة من رئيسة الوفد الاسباني، وخصص الحيز الأكبر من جلسات المؤتمر لدراسة الوسائل والمناهج العملية لتفعيل دور النساء في الاقتصاد، ويتوخى مصممو مؤتمر القمة العالمية للمرأة الذي تأسس قبل 13 عاما، على تحويله الى شبكة عالمية للنساء المؤثرات في صنع القرار من خلال ضم شخصيات وقيادات نسائية في الحكومات والمؤسسات الاقتصادية وسيدات الاعمال وهيئات المجتمع المدني، ويناهز عدد زوار موقع مؤتمر القمة العالمية للمرأة على انترنيت بحوالي مليوني ونصف المليون زائر.