عرب البوسنة قلقون من مساعي الجهات الأمنية لسحب الجنسية منهم

TT

اعرب امس الناطق باسم المقاتلين العرب في البوسنة، عماد الحسين (ابو حمزة) عن قلقه من دعوة دوائر امنية بوسنية لاعادة النظر في قضية جوازات السفر البوسنية التي منحت للمقاتلين العرب الذين حاربوا جنبا الى جنب مع البوسنيين لنيل الحرية والاستقلال.

واتهم ابو حمزة جهاز المخابرات البوسنية (فوس) بملاحقته والتجسس عليه، وغرس اجهزة تنصت في سيارته.

واشار الى انه تم سحب الجنسية حتى الآن من اكثر من مائة عربي حاربوا الى جانب الجيش البوسني.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما اذا كان يخشى سحب الجنسية منه قال: «اوراقي سليمة، وحصلت على الجواز البوسني بطريقة قانونية، ودفعت 1500 مارك الماني رسوما للحكومة».

وعادت قضية الجوازات البوسنية الممنوحة للمقاتلين العرب الى السطح مجددا بعد هدوء استمر عدة اشهر، وظن حاملوها انها طويت. وجاء توقيت فتح الملف في اعقاب تغيرات كثيرة شهدتها البوسنة والعالم، فعلى الصعيد المحلي تم حصول تغيير سياسي سقطت فيه حكومة وزير الخارجية البوسني السابق زلادكو لوجومجيا، وعاد فيه حزب العمل الديمقراطي الذي اسسه علي عزت بيغوفيتش اول رئيس للبوسنة والهرسك بعد استقالتها سنة 1992 الى الحكم، وهو الحزب الذي قدم الجنسية البوسنية وجوازات السفر للمقاتلين العرب اثناء الحرب في البوسنة، ومنها جوازات مؤقتة لمن رغب في المغادرة لدولة ثانية، واخرى مرفقة بالجنسية البوسنية لمن تزوج من بوسنية. وقرر الاستقرار في البوسنة، اعترافا بدورهم في الدفاع عن البوسنة وبسالتهم في القتال الى جانب الجيش البوسني او في مواقع منفردة.

اما على الصعيد الدولي فقد جاء بعد تفجيرات الرياض والدار البيضاء وقبل ذلك غزو العراق، واعتقالات ايطاليا الاخيرة، والتطورات الحاصلة في الولايات المتحدة، واحداث ملاوي وغيرها.

واعلنت المخابرات البوسنية التي يشرف عليها كرواتي من «حزب التجمع الكرواتي الديمقراطي» انها ستعيد فتح ملف الجنسية البوسنية للمقاتلين العرب والذي فتحه اول مرة الرئيس السابق للاستخبارات منير عليبابيتش، وهو شيوعي سابق فقد منصبه في المخابرات البوغوسلافية بعد استقلال البوسنة في بداية العقد الماضي، وهو ما بنى في نفسه كرها عميقا لبيغوفيتش وحزبه وجميع الجهات التي ارتبطت به او ارتبط بها ومن بينهم عرب البوسنة.

ويرى المراقبون ان اعادة فتح ملف الجنسية البوسنية مرة اخرى محاولة لاحراج حزب العمل وقيادته الحالية المتمثلة في الرئيس سليمان تيهيتش، بعد الفشل في العثور على ادلة تربط المقاتلين العرب في البوسنة مع طالبان أو «القاعدة».

وكان الرئيس تيهيتش قد انتقد الحملة التي قامت بها الحكومة البوسنية السابقة، وضم صوته لصوت بيغوفيتش في ادانة الاجراءات التي تعرضت لها المؤسسات الاغاثية العربية، والاشخاص الذين قاتلوا الى جانب المسلمين اثناء الحرب.