اكد مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» ان وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بلاثيو ستقوم بزيارة للمغرب يوم الجمعة المقبل، للقاء نظيرها المغربي محمد بنعيسى.
واوضح المصدر ان برنامج زيارة بلاثيو يستغرق يوما واحدا، ويشمل تدشين مراكز ثقافية وصحية اسبانية في مدينة تطوان (شمال المغرب). وسيكون لقاؤها مع بن عيسى، غير رسمي، وبدعوة منه وذلك على مائدة عشاء في مدينة اصيلة مسقط رأس الوزير المغربي.
وتفتتح بلاثيو الجمعة في مدينة تطوان مركز سيرفانتيس الثقافي الاسباني، وهو السادس من نوعه في المغرب، كما تدشن قسم جراحة وتوليد بالمستشفى الاسباني في المدينة المجاورة لاسبانيا.
ووصف المصدر مستوى العلاقات بين البلدين بأنها متميزة وان التعاون يسير بوتيرة سريعة، مؤكدا ان زيارات مكثفة لمسؤولين في الحكومة الاسبانية ستستقبلها الرباط في الايام القليلة المقبلة، تفعيلا لما اتفق عليه خلال قمة رئيسي الحكومتين المغربي ادريس جطو والاسباني خوسيه ماريا اثنار اخيرا بطليطلة، وتحضيرا للقمة المقرر انعقادها خلال شهر اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.
وعلى صعيد التعاون الامني وخصوصا في ما يتعلق بملف التحقيقات في حادث تفجيرات الدار البيضاء التي استهدفت مركزا اسبانيا وقضى فيها اربعة اسبان وجرح ثلاثة آخرون، اكد المصدر انه يسير بشكل جيد بفضل تقاليد التعاون الوثيق بين اجهزة امن البلدين.
وقال المصدر ان السلطات الاسبانية تفاعلت بشكل فعال وبسرعة لمساعدة السلطات المغربية في التحقيقات في حادث تفجيرات الدار البيضاء، وذلك من خلال مشاركة فريقين من الخبراء الامنيين الاسبان المتخصصين في الارهاب، الى جانب خبراء فرنسيين واميركيين، قدموا جميعا خبراتهم لمساعدة المحققين المغاربة.
وبصدد مدى تعاون السلطات الاسبانية بشأن تسليم المطلوبين من قبل السلطات المغربية على خلفية حادث تفجيرات الدار البيضاء، اكد الدبلوماسي الاسباني ان رد فعل سلطات بلاده كان سريعا ومتجاوبا مع مذكرات البحث التي اصدرتها السلطات المغربية ضد الاشخاص المشتبه في تورطهم في الحادث، مشيرا الى ان عنصرين تم اعتقالهما في اسبانيا احدهما في الجزيرة الخضراء (جنوب) والآخر في فيتوريا (شمال)، وتجري حاليا ترتيبات وفق الاجراءات القضائية المعمول بها في اسبانيا بهدف تسليمهما للمغرب.
ونفى المصدر ان تكون مدريد قد تلقت طلبا من الرباط لتسليمها 16 مغربيا مشتبهين في التورط في حادث الدار البيضاء ويوجدون بإسبانيا، موضحا ان الانباء التي ترددت في هذا الشأن لم تكن مبنية على معلومات دقيقة، وربما حدث خلط في ما يتعلق بمذكرات البحث الدولية التي اصدرتها السلطات المغربية بالتعاون مع هيئة الشرطة الدولية «انتربول» وهي مذكرات توجه لكل العواصم بما فيها اسبانيا.
وفي سياق آخر اشار المصدر الى أن شخصين اعتقلا في الايام الاخيرة من قبل السلطات المغربية، احدهما يحمل الجنسية الاسبانية ولكنه من اصل مغربي وتم اعتقاله في منزل له بمدينة طنجة شمال البلاد كما يمتلك مرآب سيارات في مدينة سبتة، والسلطات المغربية تتصرف معه باعتباره مغربيا، وكان قد ذكر في التحقيقات بأنه مرتبط بالفرنسي المعتقل روبير بيير انطوان ريشارد. واضاف بان انباء تحدثت عن اعتقال السلطات المغربية لشخص ثان كان يتردد يوميا بين مدينتي سبتة والفنيدق.
وحول اجندة الاتصالات المكثفة التي تشهدها علاقات البلدين في الفترة المقبلة، قال المصدر ان لقاء رئيسي الحكومتين الاسباني خوسيه ماريا اثنار والمغربي ادريس جطو الذي عقد منذ اسبوعين في طليطلة، اقر برنامج عمل مكثف لتطوير التعاون في مختلف الميادين، وفي هذا الصدد يقوم بيلار ديل كاستيو وزير التربية والثقافة والرياضة الاسباني بزيارة ابتداء من السادس من يوليو (تموز) المقبل للرباط، ويلتقي خلالها مع حبيب المالكي وزير التربية المغربية، ومسؤولين في قطاع الرياضة بهدف دراسة سبل دعم اسبانيا لترشيح المغرب باستضافة كأس العالم لسنة 2010.
ومن المنتظر ايضا وصول والياس كانيتي وزير الزراعة والصيد البحري الاسباني للمغرب في زيارة يومي 8 و9 يوليو (تموز) المقبل ويلتقي خلالها بوزير الزراعة المغربي امحند العنصر، ومن جهته يقوم وزير الصيد البحري المغربي الطيب غافس بزيارة عمل الى مدريد اسبوعا واحدا اثر وصول نظيره الاسباني للرباط.
وعلى صعيد التحضير لقمة رئيسي حكومتي البلدين المقررة للنصف الثاني من شهر اكتوبر (تشرين الاول) المقبل ينتظر ان يقوم احد مساعد رئيس الحكومة الاسبانية قريبا بزيارة عمل للمغرب، وضمن اجندته الاعداد لتوقيع اتفاق برنامج التعاون المالي والاقتصادي المغربي ـ الاسباني لأربع سنوات، ويتضمن مساعدات اسبانية قيمتها 300 مليون يورو، وضمنها تسهيلات لقروض استثمار وتحويل جزء من مديونية المغرب الى استثمارات وبعضها سيكون موجها لمكافحة الارهاب واعتماد برامج لتأهيل المناطق الأكثر فقرا.