وجهان في جمجمة واحدة يخضعان اليوم لأطول عملية جراحية في التاريخ

ملتصقتان من الرأس منذ الولادة قبل 29 سنة في إيران تحلمان بالانفصال بعد جراحة تستغرق 4 أيام

TT

العالم كله يتحدث اليوم بالذات عن شقيقتين ملتصقتين من الرأس منذ الولادة قبل 29 سنة في شيراز، فهما لا تعرفان ما هو الفراق الروحي أو الجسدي، حتى في أشد الساعات حرجا وخصوصية على كل صعيد. لكن شمس هذا النهار تطلع على سنغافورة ومعها جديد على الشقيقتين، لادان ولاله بيجاني، ففيه تخضعان في مستشفى بكوالالمبور لعملية جراحية حاسمة ونادرة، هي الأطول في التاريخ لأنها تستمر 96 ساعة بلا توقف، وخلالها أو بعدها قد تموت الشقيقتان كما عاشتا ملتصقتين، أو تقضي إحداهما وتستمر الثانية على قيد الحياة، أو ربما تخرجان معا لتنظر إحداهما الى الأخرى من دون مرآة، وجها لوجه لأول مرة تماما.

لادان ولاله بيجاني كانتا تنامان في شيراز وتستيقظان وتأكلان وتدرسان معا، ومعا تشربان وتقضيان الحاجات الضرورية وأعمال البيت، بل معا تتحدثان أيضا الى شخص واحد عبر الهاتف، لذلك لم يكن بينهما سر ولا كلام من وراء ستار، حتى أنهما كانتا ترتديان دائما حجابا واحد يغطي ما تفرضه الشريعة من وجهي الرأس الواحد في الجسدين، ولو بصعوبة، لأن الهواء قد يتلاعب أحيانا بطرف من الحجاب وهما في الطريق، فيسقط عن أحد الوجهين، أو قد يتساقط المطر وهما في الشارع تتسوقان، ويصبح من المستحيل اتقاؤه بمظلة واحدة، فكيف بمظلتين؟

لادان ولاله بيجاني كانتا تضطران للذهاب الى مكان واحد دائما، بل تتوضآن وتصليان وتتسحران وتصومان معا.. انهما من ايران، وفيها أبصرتا النور ملتصقتين، ولم يجرؤ أحد على فصلهما بعملية جراحية كتوأم ملتصق من جهة الصدغين في الوجهين، لأن احداهما يجب أن تدفع الثمن باهظا، وهو أن تموت لتبقي على شقيقتها حية.. هكذا قالوا لهما حين خضعتا لفحوصات دقيقة لدى اخصائيين بهذا النوع من الجراحة قبل 7 سنوات في ألمانيا.. يومها أصرتا على اجراء عملية هناك، لكن الأطباء لم يذعنوا للرغبة الواحدة لأن فيها خطرا عليهما أكيد، لكنهما واصلتا البحث عن جراحين قد يقبلون بفصلهما تماما، ووصلتا الى كوالالمبور في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهناك قاموا باختبارات طبية ونفسية عليهما للبدء في محاولة نادرة وليست هينة بالمرة، لأن الفحوصات أكدت وجود دماغ واحد في الجمجمة المشتركة للجسدين التوأمين.

وليس كل شيء هو واحد لدى الشقيقتين، اللتين تحدثت اليهما «الشرق الأوسط» بالهاتف في مثل هذا الشهر من العام الماضي، وهما في شيراز، فهما كانتا تختلفان حول ماذا تأكلان عند العشاء مثلا أو متى تنامان، أو ماذا تقرآن أو تشاهدان على الشاشة التلفزيونية، اذ تهوى لادان حل الألغاز والفوازير وقتل الوقت أمام مربعات الكلمات المقاطعة، لأنها تكره ما تهوى أختها لاله، وهو الطهي وتنظيف الملاعق والصحون والطناجر في مطبخ البيت. قالت الشقيقتان أيضا إنهما واجهتا في الحياة أندر وأطرف مشكلة: في عام 1994 رفضت الجامعة بشيراز اخضاعهما لامتحان واحد، فأوعزت الى وزارة التربية الايرانية لتحل المشكلة، ولم تجد ما يناسب سوى ضم الشقيقتين الى فصول خاصة من الدروس، انتهت بنجاحهما معا في امتحان واحد على مقعد واحد، حيث كان الدماغ الواحد يجيب على أسئلة موجهة لطالبتين، وتم ذلك بصعوبة، لذلك احتاجتا الى 6 سنوات للتخرج بالحقوق من الجامعة.. بعدها حملت كل منهما شهادة منفصلة، معلقة الآن على جدار في صالون البيت بشيراز، وكان ذلك هو الشيء الوحيد المنفصل في البيت بين شقيقتين ملتصقتين، اضافة الى اسميهما طبعا.

لكن الفرج قد يذيق الشقيقتين بدءا من اليوم طعم وحلاوة الانفصال، في عملية سيقوم بها فريق ضخم من الجراحين، يقودهم الدكتور السنغافوري كيث غوه، أو الرجل الذي يقول إن حالات الالتصاق عند الرأس في التوائم لا تحدث مرة الا كل مليوني ولادة، وإنه قام بنفسه في ابريل (نيسان) العام الماضي بفصل توأمين من النيبال، لكنهما كانا طفلين صغيرين، في حين أن أحدا من الجراحين لم يسبق أن فصل توأمين بالغين، لذلك حاول كيث اقناع الشقيقتين بعدم اجراء العملية طوال 3 أشهر مضت، فأوضح لهما الخطر القادم ماحقا «لكنهما درستا الحقوق وتعرفان القوانين وأصرتا عليها، ونحن سنقوم بكل ما يلزم لهذه العملية النادرة حقيقة» وفق تعبيره خلال مؤتمر صحافي منذ 3 أيام في كوالالمبور.

قال كيث غوه أيضا إن العملية التي سيجريها هي الأطول في التاريخ، وإن خبراء بجراحة الأعصاب والتجميل والأشعة والتخدير ومختصين متنوعين من الولايات المتحدة واليابان وسويسرا وفرنسا سيشاركون في العملية التي ستستمر 4 أيام بلا توقف في «مستشفى رافلس» الشهير في العاصمة، منهم 12 جراحا وأكثر من 100 ممرضة ومساعد، بعضهم سيعمل ليلا والآخر في النهار، وستأتي لحظات يجتمع فيها داخل غرفة العملية الجراحية 50 شخصا من الجراحين والممرضين وسواهم مرة واحدة. وذكر أن الشقيقتين ستخضعان مرتين للتخدير أثناء العملية التي استغرق التخطيط لها 6 أشهر، وأن نسبة نجاحها هي 50 في المائة تماما، وأنه لو بقيت إحدى الشقيقتين على قيد الحياة، فسيكون الأمر رائعا، أو عجيبة أرضية اذا ما استمرتا معا على قيد الحياة بعد الانفصال. أما اذا توفيتا خلالها أو بعدها فسيكون ذلك كبقاء إحداهما أو كلتيهما على قيد الحياة، من ارادة الله بالتأكيد.

* أجسام غريبة وولادات عجيبة لبشر وحيوانات كأنها من الفضاء

* الولادات الغريبة لا تعد ولا تحصى في العالم، والمواليد من بعدها يخرجون كبشر أو كحيوانات بأشكال غريبة وعجيبة، الى درجة أن بعضهم يبدو وكأنه من كائنات الفضاء الخارجي، كمولودة أبصرت النور في العام الماضي ببلدة «سبرباي» المجاورة لمدينة طنطا المصرية، وخرجت من رحم أمها برأسين متصلين من الرقبة، فيما كانت بقية الجسم طبيعية.. يومها ولدت الأم في شهرها السابع بعد أن أجرى الطبيب ضياء عجلان فحوصات عليها واكتشف عبر الأشعة تشوهات في الجنين، فأخضعها لعملية قيصرية، رأى من بعدها مولودا قال إنه لم ير مثله سوى مرتين في الحياة. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولدت طفلة في مدينة يزد، الواقعة جنوب غربي ايران، أيضا ولها رأسان منفصلان تماما، وبجسد واحد، فيما كان آخر المواليد برأسين في مصر، هو ما شهدته مدينة أسيوط قبل أسبوعين، حيث أبصرت النور طفلة برأسين، ونقلوها بعد الولادة الى مستشفى أبو الريش الجامعي في القاهرة.

حالة تلك المولودة اكتشفها الدكتور وحيد محمد حسن، أخصائي أمراض النساء والولادة بمستشفى الايمان العام في أسيوط، بعد أن عاين والدتها سلوى ابراهيم عبد الغني، 26 سنة، وهي من مدينة أبنوب في المحافظة وأم لابنين، 3 و5 سنوات. وشرح الدكتور حسن حالتها فقال إنها نتاج عدم انقسام كامل للبويضة الملقحة، مثلما يحدث في حالات التوائم. أما لماذا لم تنقسم البويضة فيرى أن السبب ما زال مجهولا. لكن هناك عوامل مرجحة، كالاصابة ببعض الفيروسات أو التعرض لأنواع من الأشعة أو تناول الأم الحامل لبعض أنواع من العقاقير لم يصفها الطبيب في بداية الحمل.

* مولودة زامبيا: 4 أرجل و3 أيد و3 كلى

* في بلدة افريقية اسمها تشوما، تبعد 300 كيلومتر جنوب لوساكا، عاصمة زامبيا، أبصرت النور مولودة قبل أسبوعين بأربع أرجل و3 أيد و3 كلى وكبد مشوه. مع ذلك، «كانت حالتها مستقرة كوالدتها» وفقا لما قاله الأربعاء الماضي الدكتور لوباندو مونكونغ، وهو استشاري جراحة الأطفال في المستشفى التعليمي بالعاصمة الزامبية، شارحا أن للمولودة أعضاء زائدة عن باقي البشر «لذلك سنخضعها لجراحة نزيل بها الأجزاء الزائدة من الأعضاء الخارجية قبل أن نبدأ بازالة الكلية الثالثة من الداخل» كما قال.

وشرح مونكونغ ان تشوهات المولودة نجمت عن وجود جنين ثان لم يكتمل نموه وسط مضاعفة خلايا انقسمت وكانت ستؤدي الى ولادة توأم ملتصق، كالذي حدث للشقيقتين لاله ولادان منذ 29 سنة بشيراز.

* وليد «حامل» بأخيه في كازاخستان

* كان الطفل مراد جنيداروف بعمر 7 سنوات العام الماضي حين شعر فجأة بألم في البطن، فنقلوه الى مستشفى، وحين خضع لعملية جراحية «لاستئصال ما ظنه الأطباء أنه كيس في البطن، اكتشفو أنه «حامل» بأخيه التوأم، الذي مات قبل أن يكتمل نموه، فسببت بقاياه، ومن ضمنها شعر وعظام وأظافر، ورما في بطن مراد. ومع أنه كان ميتا، الا أن أنسجته كانت تتغذى بدماء أخيه منذ نما داخل مراد حين كان الأخير ما يزال في رحم أمه.

ويعتقد الأطباء أن الجنين كان يمكن أن يتحول الى توأمين ملتصقين، أحدهما يخرج من جسد الآخر. وذكروا أن عددا من الأسباب يمكن أن تؤدي الى مثل هذه الحالة، منها سوء التغذية للأم الحامل.

* السحلية «تريكسي» برأسين و3 عيون

* وفي أستراليا اكتشف العلماء بالصدفة سحلية برأسين في ضواحي مدينة سيدني، سموها «تريكسي» ولها عين واحدة في طرف كل رأس، اضافة الى ثالثة في موضع التقاء الرأسين، مع لسان واحد لأحد الرأسين لونه أزرق، فعزوا ولادتها مشوهة الى هذه الدرجة بعد الاختبارات والفحوصات الى التلوث البيئي وظروف بيولوجية تبرعمت معها الخلايا بطريقة نتج عنها مخلوق حيواني غريب.