اعلن ناطق رسمي في اسرائيل ان حكومته تنظر ببالغ الجدية الى النبأ الذي بثته اذاعة «النور» التابعة لحزب الله اللبناني حول العثور على 3 جثامين في البقاع اللبناني. وقال الناطق الاسرائيلي ان هناك اسبابا واقعية ومنطقية تجعل اسرائيل تعتقد ان الجثامين الثلاثة هي للجنود الاسرائيليين زخاريا باومل وتسفيكا فيلدمن ويهودا كاش، الذين فقدوا خلال المعركة التي جرت سنة 1982 بين قواتها والقوات السورية، اذ ان الثلاثة اختفوا في ذلك الوقت ودلت التحقيقات على انهم قتلوا ودفنوا.
ومع ان الاذاعة اللبنانية ذكرت ان احدى الجثث تعود لرجلين وامرأة في العشرين من عمرها ربما يكونون فلسطينيين، وان وفاة كل منهم حدثت في تاريخ مختلف ابتداء من 1982، فان الاسرائيليين يحبذون الانتظار حتى يتم اجراء فحص بيولوجي دقيق لاقتناعهم بان الجثث هي لثلاثة رجال، وهم الجنود المذكورون. الا ان والد الجندي زخاريا يونا باومل، رفض هذه الفكرة. وقال ان المعلومات المتوفرة لديه تقول ان الجنود الثلاثة لم يقتلوا، وانهم ما يزالون على قيد الحياة. وان الجالية اليهودية في سورية قامت في حينه بتزويد الجنود الثلاثة بالطعام الحلال (كشير) عشية عيد الفصح في ابريل (نيسان) سنة 1982، اي بعد شهر كامل من المعركة المذكورة. وقال انه يرى في هذا الاعلان مجرد تكتيك من حزب الله، هدفه اثبات الوجود في هذه المرحلة التاريخية والدخول في حوار مع اسرائيل والولايات المتحدة ـ «فحزب الله يريد ان يمنع تنفيذ مخطط اسرائيلي ـ اميركي للقضاء عليه».
يذكر ان المعركة التي سقط فيها الثلاثة تعتبر من اشد المعارك التي خاضها الجيش الاسرائيلي في تاريخه. ففي حينه قام بالاجتياح بغرض السيطرة على مفرق قرب قرية سلطان يعقوب اللبنانية. وقد وقعت قوة اسرائيلية مدرعة في كمين للجيش السوري وحلفائه من المقاومة اللبنانية والفلسطينية. ودارت معركة دامت اربع ساعات متواصلة تمكنت بعدها هذه القوة من الانسحاب، ولكنها خسرت 30 قتيلا. ووقع 3 جنود في الاسر توفي احدهم، فيما اطلق سراح الجنديين الاخرين خلال صفقة تبادل اسرى. وظلت اسرائيل تطلب تسليمها الجنود الثلاثة الباقين، مؤكدة في البداية انهم على قيد الحياة. ولكنها اسقطت هذا الطلب بعد تأكيد السوريين واللبنانيين عبر الوسطاء (الاتحاد السوفياتي اولا ثم عدة عناصر في اوروبا) ان الجنود الثلاثة قتلوا، وان مكان دفنهم قد محي، بسبب اختفاء الاشارات المؤدية اليها.