المحافظ الجديد في النجف لا يحظى بشعبية كبيرة والسكان يشبهونه بسلفه الذي عينه الأميركيون ثم اعتقلوه

TT

النجف ـ أ.ف.ب: رغم ان صورته معلقة في مقر البلدية الا ان المحافظ الجديد لمدينة النجف الشيعية ليس في عداد المطلوبين على عكس سلفه الذي عينته القوات الاميركية ثم اعتقلته بعد ذلك بتهمة الخطف والسرقة. وتحت صورة حيدر مهدي مطر الميالي الملونة التي تم طبعها بالكومبيوتر وعلقت على الباب الامامي للمركز الاميركي للعمليات في النجف كتبت عبارة «محافظ النجف».

وتساور الحيرة سكان النجف حين يمرون عبر الباب ويرون الصورة المعلقة. ويقول علي حسين وهو مدرس عاطل عن العمل «لقد اضطروا الى تعليق صورته واسمه لكي نعلم من هو محافظنا الجديد». واضاف «هذا امر عادي في حالة البلاد الراهنة. وتماما مثل سلفه الذي اعتقل فقد عين الميالي من قبل الاميركيين ولم ننتخبه نحن». وفي صفعة محرجة لجهود قوات التحالف لاعادة اعمار العراق، اقالت قوات التحالف المحافظ المؤقت السابق الذي عينته الولايات المتحدة ابو حيدر عبد المنعم الاثنين الماضي ثم قامت باعتقاله.

وطبقا لمسؤولة في قوات التحالف فان عبد المنعم، الذي كان يشغل في السابق منصب نائب المحافظ، يواجه تهما من بينها «الخطف واحتجاز الرهائن والضغط على الموظفين الحكوميين لارتكاب جرائم مالية ومهاجمة مسؤول في البنك وسرقة اموال».

وقالت مسؤولة الشؤون المدنية السرجنت هولي مالويغ ان عبد المنعم «اعتقل ووجهت اليه الاتهامات. وسيمثل امام المحكمة في العراق بموجب القانون العراقي». واضافت «حوالي مائة شخص احتجزوا بسبب هذه القضية. وسيتم اطلاق سراحهم حال ثبوت براءتهم».

وقالت مالويغ ان الميالي «عين مؤقتا في منصب المحافظ حتى يتم اجراء انتخابات حقيقية لمجلس بلدي جديد». وعند سؤالها عن الاحراج الذي لحق بالادارة الاميركية بعد اضطرارها لاعتقال مسؤول قامت بتعيينه ردت المسؤولة الاميركية «لقد قدم المساعدة عندما لم يكن احد يقدم المساعدة. وبالتاكيد فان التحالف لم يكن يعرف كل شيء عنه». وبعد شهر من الحملة الانتخابية التي قام بها 19 مرشحا قام بول بريمر الحاكم الاميركي الاعلى في العراق بالغاء الانتخابات في النجف في منتصف يونيو (حزيران) والتي كان من المقرر ان تجري في 21 من الشهر الماضي وقام بتعيين عبد المنعم محافظا. وقال بريمر في ذلك الحين انه من المبكر جدا اجراء انتخابات في عراق ما بعد الحرب مما تسبب في اغضاب المرشحين والحركات البارزة في المنطقة.

واوضح الكابتن توم لاتشانس «عندما علمنا بالامور بدأنا فورا بالتحقيق وتم اعتقال عبد المنعم فورا». واضاف «ولكن هناك جانبا ايجابيا لذلك لان الشعب العراقي سيرى انه يمكن محاسبة المسؤولين فعلا. لقد كسبنا الكثير من المصداقية كذلك».

الا انه يبدو ان سكان النجف لا يهتمون بهذه المسألة حيث اعرب الكثيرون عن غضبهم لعدم سؤالهم عن رأيهم. ولم يكن عبد المنعم يحظى بشعبية في مدينة النجف الشيعية بسبب سمعته ولانه مسلم سني. ورغم ان الميالي شيعي الا انه غير معروف عند الكثير من سكان النجف. ولخص الشيخ مرتضى صدر احد ابرز رجال الدين الشيعة في العراق مشاعر سكان النجف بقوله «الولايات المتحدة ازاحت شخصا ووضعت اخر بدلا منه. انهما مثل بعضهما». وصرح انه «يجب ان يكون الشعب العراقي هو من يختار» دستوره وحكومته وقادته. وتجمع عشرات العراقيين عند باب الادارة المدنية الاميركية بانتظار التحدث مع الضباط الاميركيين من خلال مترجمين. ويرغب هؤلاء جميعا في الحصول على وظائف مع الادارة الاميركية. وقال محمد عبد العلي الذي اجبر على ترك عمله عام 1987 عندما اعدم والده على يد نظام صدام الذي كان يتبع سياسة قمعية ضد الشيعة «الان ومع وجود الاميركيين هنا، آمل في ان اعود الى وظيفتي». وقال محمد «لقد اختفى والدي في احد الايام وبعد فترة اعطونا هذه» واظهر شهادة من وزارة الصحة باعدام والده ولكنها لا تذكر سبب اعدامه.